جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
تحولت الدراجات النارية في الوقت الراهن من وسيلة لتسهيل التنقل إلى وسيلة فتاكة تحصد العشرات من أرواح الشباب والمراهقين، وذلك راجع بصفة كبيرة إلى السرعة المفرطة ونقص الوعي لدى هذه الفئة التي تقود بطرق جنونية، فكثيرا ما تتحول قيادة الدراجات النارية إلى مأساة حقيقية تهدد حياة الشباب السائق وسلامة المواطنين ممن حولهم.
بعدما كانت خلال السنوات الفارطة، ظاهرة قيادة الدراجات النارية بتهور من طرف المراهقين وصغار السن لا نراها إلا نادرا، ها هي تزداد يوما بعد آخر، ليتزايد معها تخوف الأولياء من هذه الممارسات المتهورة في الشوارع والأحياء السكنية، مؤكدين أنها باتت مشكلا يؤرق الناس، وأصبح الأمر يتطلب وضع حد لها.
تدابير جديدة للحد من مناورات الدراجات النارية
وللحدّ من حوادث المرور أصدر والي الجزائر العاصمة، عبد النور رابحي، قرارين ولائيين، يتضمنان منع سير الدراجات النارية والسيارات التي تسبب إزعاجا للمارة والساكنة في فترة الليل.
وفي هذا السياق، أكد الرائد سمير بوشحيط رئيس مكتب التنسيق المروري بالقيادة العامة للدرك الوطني، أنّ الدراجات النارية ذات المحركات ما فوق الـ 125 سنتيمترًا مكعبًا، إضافة إلى المركبات التي تصدر أصواتا عالية، ستكون ممنوعة من السير بين العاشرة ليلا.
وفي تصريحات للإذاعة الوطنية، أوضح بوشحيط أنّ الإجراء أتى بموجب القرارين الصادرين عن والي العاصمة، حيث نصّ الأول على منع سير الدراجات النارية التي يفوق حجم محركاتها الـ 125 سنتيمترًا مكعبًا ابتداءً من الساعة العاشرة ليلاً (22.00 سا)، فيما تضمّن القرار الثاني منع سير السيارات التي تسبب أصواتها إزعاجًا للمارة والساكنة، والتي عرفت إدخال تعديلات عليها بدون موافقة الخبراء.
إلى ذلك، سجّلت وحدات الدرك الوطني عبر إقليم الإختصاص خلال يومي عيد الفطر 38 حادث مرور أودى بحياة 16 شخصًا وإصابة 87 آخرين بجروح.
وفي هذا الصدد، أكّد بوشحيط أنّ معظم هذه الحوادث المرورية وقعت بالطرق غير المزدوجة نتيجة اصطدامات بين مركبات، كما نجمت عن انحرافات بسبب عدم تخفيض السرعة في المنعرجات والمنحدرات والتجاوزات الخطيرة.
عقوبات ثقيلة ضد المخالفين
وشدّد بوشحيط على أنّ القرارين الخاصين بالدراجات النارية والمركبات المزعجة، تم تطبيقهما ابتداءً من الأحد الفارط، وكل مخالف للقرارين ستوضع مركبته في المحشر لمدة ثمانية أيام، وفي حال تكرار المخالفة، سيتمّ رفع المدّة إلى 15 يومًا مع تحمّل تكاليف المحشر.
دعوة إلى رفع درجة الحذر
من جهتها، دعت المصالح الأمنية سائقي الدراجات النارية، إلى الالتزام بقانون السير، حرصا على ضمان راحة وسلامة المواطنين أثناء تنقلاتهم، داعية إياهم إلى التقيد بقواعد السياقة، على غرار تجنب الإفراط في السرعة وعدم إجراء المناورات الخطيرة، ووضع الخوذة الواقية من الصدمات، إلى جانب كاتمات الصوت الخاصة بالدراجات النارية، لتفادي إزعاج السكان، تجنب نقل الأطفال الصغار، أو تمكينهم من قيادة هذا النوع من الدراجات، نظرا لتفشي ظاهرة إفراط أصحاب الدراجات النارية في السرعة داخل المدن، وخارجها، وخطورة المناورات التي يقومون بها، والتي من شأنها أن تتسبب في حوادث جد مؤلمة.
حوادثها أخطر بكثير من حوادث السيارات
أكد الخبير والباحث الدولي في مجال السلامة المرورية، أمحمد كواش، أن حوادث الدراجات النارية تعرف تزايدا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، إذ أصبح أصبحت بمثابة الشبح الذي يرهق كل مستعملي الطرقات.
وأشار إلى أن هناك نوعين من سائقي الدراجات النارية، النوع الأول ممثلا في الكهول وهم يستعملون الدراجات النارية للتنقل وغالبا ما نجد هذه الفئة ملتزمة بقانون المرور، أما الفئة الثانية فهي فئة المراهقين والشباب وأغلبهم لا يدركون قوانين المرور، ويسوقون بدافع الاستعراض.
وأوضح كواش في تصريح لـ “الجزائر” أنه حسب إحصائيات المنظمة الدولية للوقاية من حوادث المرور فإن حوادث الدراجات تعتبر في غالبيتها مميتة وتتسبب في إصابات خطيرة جدا تنتهي بشلل وإعاقات متعددة، مشيرا إلى أن غالبية مستعملي الدراجات النارية لا يحترمون قوانين المرور ويقومون بالمناورات الخطيرة والحركات الاستعراضية ولا يستعملون الخوذة ولا نظارات ولا ألبسة مناسبة للدراجات.
وأضاف الباحث في السلامة المرورية، امحمد كواش، أن “الدراجة النارية مثلها مثل المركبة تخضع لنفس قوانين المرور التي تخضع لها باقي المركبات مهما كان نوعها، ما يجبر سائق الدرجات النارية على احترام إشارات المرور”.
وأشار أيضا، إلى أن أغلب السائقين، لا يملكون رخص السياقة ولا رخص الملكية، ولا حتى تأمين، بالنظر لرفض شركات التأمين، تأمين هذا النوع من المركبات لدرايتها بالحوادث والخسائر بشكل كبير لهذه الفئة.
ودعا كواش إلى تشجيع رياضة الدراجات وتخصيص نوادي للرياضة الميكانيكية وذلك لإعطاء مساحة للدراجين في استخراج طاقتهم في أماكن مناسبة بدل الشوارع والطرقات.
وفي تعليقه على قرار والي الجزائر العاصمة، عبد النور رابحي، فيما يخض منع سير الدراجات النارية في فترة الليل، قال كواش إن “القرار مهم جدا وفي وقته كون ظاهرة استعمال الدراجات النارية في فترة الليل يرهق العائلات والكهول ويسبب إزعاجا كبيرا”.
وأضاف المتحدث أن “منع الدراجات في فترة الليل سيساهم في التقليل من المناورات والاستعراضات خاصة وأن الشباب يستغلون الفترة الليلية لمثل هذه التصرفات، إضافة لوضع حد للدراجات المشبوهة”.
فلة. س