أكد رئيس حركة البناء الوطني ،مصطفى بلمهدي ، أن الغموض الكبير في الساحة السياسية هو مرتبط اليوم بالرئاسيات القادمة التي هي إما فرصة للجزائر لإنعاش ديمقراطي حقيقي آو انتكاس ديمقراطي حقيقي”، مؤكدا أن الرئاسيات هي مركز العملية الانتخابية، ومركز النظام والسلطة، ولكن للأسف ونحن على مرمى حجر من الرئاسيات لا تزال الساحة السياسية مشدودة للتسيير بالإشاعة، والإشاعة المضادة”، مبرزا أنه ما زال الشعب الذي هو مصدر الشرعية في متاهة على مستوى الفهم والدوران في الحلقة المفرغة.
وأشار بلمهدي في كلمته التي ألقاها بمناسبة انعقاد الدورة العادية الأخيرة لمجلس الشورى الوطني للحركة بالمقر المركزي بدرارية على أن حركة البناء الوطني تؤمن انها لا تستطيع التكفل بهذا الهم وحدها، ولذلك فهي ستظل حريصة على تفعيل منظومات التحالف والاتحاد والوحدة، مع القوى الوطنية التي تربطها بها قواسم و اهتمامات مشتركة، مبرزا انه جزء من ترجمتها العملية الاستراتيجية المشاركة، التي حرص الشيخ المؤسس محفوظ نحناح على تكريسها طوال حياته و نضاله في ارض الواقع.
ودعا إلى حوار اقتصادي مسؤول واسع تتحدد من خلاله رؤية الاقتصاد الآمن الذي يعتمد على توظيف كل الإمكانات المتاحة،وشدد بلمهدي على “ضرورة تقوية الجبهة الداخلية بالحوار والشفافية، والتوافق على المصالح الإستراتيجية للبلاد، لتكون قضايا الإجماع الوطني واضحة ومحددة ولا تضيع بالاستغلال السياسوية والحسابات الآنية”.
وركز بلمهدي على “تقوية الفعل الديمقراطي لأن الأمن الديمقراطي هو أساس الأمن القومي وأساس المواطنة الفاعلة وغياب الحريات واحتكار الحقيقة يضعف الحس الوطني”، محذرا “الحكومة من التوجه للمديونية لأنها بداية التدخل الأجنبي، وبداية الارتهان للقرار السياسي والسيادة الوطنية”.
وأفاد الشيخ بلمهدي أن “ضغط الأزمة الاجتماعية و التوترات الأخيرة في عدة قطاعات تعد إنذارا حقيقي بتداعي توترات أخرى وعلى الحكومة توفير الطمأنينة الاجتماعية بدل سياسة لي الأذرع التي مارستها الذهنيات الأحادية المغلقة في اتجاه القطاعات الخادمة للمواطن في الصحة والتعليم “.
وطالب رئيس حركة البناء الوطني “بتحسين الوضع الاجتماعي للمعلم والطبيب خاصة وللعامل عامة وكذا إعادة النظر في توقيت العمل، وترشيد إدارة وقت البلاد وتوقيت الوظيفة العمومية، بما يتيح للمواطن الاستغلال الأمثل لقدراته في التنمية الاجتماعية”، مؤكدا انه “من خلال الحوار المستمر، وحل المشاكل في وقتها قبل أن تتراكم وتتفاقم، لتعطل مصالح الشعب، وترهن مؤسسات الدولة”.
وفيما يتعلق بالتوترات الإقليمية، فقال بلمهدي أن “الجزائر هي المستهدف الرئيسي من هذه التوترات، لان مركزية الجزائر في المنطقة ومبادئها ومواقفها التحررية أصبحت تقلق بعض الأشقاء والذي تحول إلى مشاريع ضغط علينا بالإرهاب والأزمات الاقتصادية في الجوار، والفوضى المنظمة”،قائلا “لا بد هنا من مبادرات وطنية حكيمة باتجاه الجوار”.
رزاقي.جميلة