– مواصلة التكفل بالآثار الإجتماعية لجائحة كوفيد-19
أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أن قطاع المحروقات برهن استعداده للمساهمة في الأمن الطاقوي لشركاء الجزائر، وكشف عن قيمة الاستثمارات في هذا القطاع للسنوات الأربع المقبلة والتي ستفوق 39 مليار دولار.
وقال الرئيس تبون، وفي كلمة ألقاها نيابة عنه الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان، أول أمس، خلال مراسم الاحتفال بالذكرى الـ66 لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين والـ51 لتأميم المحروقات والتي جرت بحاسي مسعود بورقلة “برهن قطاع المحروقات على استعداده للمساهمة في الأمن الطاقوي لشركائنا من الدول، وهذا عبر تأمين التموين بالمحروقات، خاصة من الغاز الطبيعي”.
وأشار رئيس الجمهورية إلى أن “نمو الإنتاج الأولي سجل ارتفاعا محسوسا في سنة 2021، قدر بنسبة 14 بالمائة للمحروقات و23 بالمائة للغاز، تماشيا مع عودة الحركية الاقتصادية العالمية”. وتضاعف الانتاج الوطني إجمالا بثلاث مرات منذ سنة 1971، ليبلغ اليوم حوالي 200 مليون طن معادل نفط، وخاصة بالنسبة للغاز الطبيعي”.
وقال الرئيس إن ذلك يعتبر “تأكيد على تلك الإرادة الوطنية القوية التي ما فتئ يتحلى بها بنات وأبناء القطاع، الذين، بفضل جهودهم، تعزز دور الجزائر في السوق البترولية والغازية على المستوى الإقليمي والدولي”.
وأشار إلى أن الجزائر اكتسبت قدرات “هائلة” فيما يتعلق بتثمين المحروقات، حيث أصبحت تتوفر على منشآت صناعية كبيرة في مجال عمليات تكرير النفط، والصناعات البتروكيماوية والنقل بالأنابيب وكذا التصدير، لاسيما من خلال خطوط الأنابيب التي تربط بلادنا بقارة أوروبا، وقدرات تمييع الغاز الطبيعي وكذلك ناقلات الغاز الطبيعي المميع.
وأكد الرئيس أن هذه المجهودات تكللت بتخفيض الواردات من المشتقات البترولية بما يفوق 50 بالمائة خلال سنة 2021 مع التطلع إلى التوجه إلى التصدير في السنوات القليلة القادمة، كما لم تستورد أي كمية من الوقود في سنة 2021.
أما بالنسبة لتوفير مصادر الطاقة للساكنة، عبر رئيس الجمهورية عن “فخره” بتحقيق “قفزة نوعية ومستويات من بين الأعلى في المنطقة، بل وفي العالم”، من خلال ربط أكثر من 99 بالمائة من المنازل بالكهرباء و65 بالمائة منها بالغاز الطبيعي، وأكد بهذا الخصوص استمرار الجهود لربط المناطق النائية والمعزولة عبر التراب الوطني بما فيها المحيطات الفلاحية ومختلف المستثمرات من أجل تحسين ظروف معيشة السكان وتعزيز الديناميكية الاقتصادية.
يمكن للجزائر أن تكون “فاعلا أساسيا” في مجال الهيدروجين الأخضر
من جانب آخر، أكد رئيس الجمهورية أنه يمكن للجزائر أن تكون “فاعلا أساسيا” في مجال الهيدروجين الأخضر، وأوضح الرئيس أن الأفضلية التي تصبو إليها الجزائر في مسار التحول الطاقوي خلال السنوات المقبلة “تكمن أيضا في إمكانية انخراطنا في أكثر الحلول المناخية نجاعة، وهو الهيدروجين، لكون استخداماته تتميز بصفر تلوث”. وأضاف أنه “يمكننا اليوم الانخراط كفاعل أساسي في المشاريع العالمية والإقليمية للهيدروجين الأخضر”.
وأشار الرئيس تبون في هذا الصدد إلى أن الجزائر “تمتلك أفضل الخيارات عالميا، في هذا المضمار، بفضل العديد من الميزات والإمكانيات التي تتوفر عليها، من إمكانات شمسية هائلة، وشبكة كهربائية واسعة، ومساحة كبيرة، وبنى تحتية وطنية ودولية لنقل الغاز الطبيعي، ونسيج صناعي، لاسيما ذلك المرتبط بإنتاج الأمونياكوالهيدروجين، وكذلك الشبكة الواسعة من الجامعات ومراكز البحث”.
وقال الرئيس تبون إن “الجزائر تعمل حاليا على أساس هذه المزايا المقارنة، على وضع استراتيجية وطنية لتطوير الهيدروجين، بما في ذلك الهيدروجين الأخضر، من أجل تمكينها من الاندماج الكامل في الديناميكية العالمية المرتبطة بالانتقال الطاقوي والبيئي”، ويندرج هذا التوجه ضمن “سعي الدولة إلى تعبئة جميع مواردها وتثمينها،لاسيما الطاقات المتجددة، خاصة وأن الجزائر، تتمتع بإمكانيات هائلة من الطاقة الشمسيةومصادر أكيدة من الهيدروجين الأخضر”.
قيمة الإستثمارات في قطاع المحروقات ستفوق 39 مليار دولار خلال السنوات الأربع المقبلة
في السياق ذاته، كشف رئيس الجمهورية، أن قيمة الاستثمارات في قطاع المحروقات ستفوق 39 مليار دولار خلال السنوات الأربعة المقبلة.
وقال إن “الدولة يحدوها العزم على مواصلة جهودها في الاستثمار في القطاع، إذ ستصل قيمة الاستثمارات في السنوات الأربعة القادمة إلى أكثر من 39 مليار دولار”.
وأضاف أنه وسيخصص 70 بالمائة من هذا المبلغ للاستكشاف والتطوير، لاسيما تحسين معدل الاسترجاع وخاصة في حقول حاسي مسعود وحاسي الرمل.
ويأتي تخصيص هذا المبلغ تجسيدا للمسعى الرامي إلى “الحفاظ على قدرات الإنتاج والتصدير وتعزيزها، بالموازاة مع تكثيف جهود الاستكشاف، وتحسين مراحل الاستخلاص في حقول الإنتاج، وتحقيق التشغيل الأمثل، والرقمنة، وتطبيق التقنيات المتقدمة وخفض التكاليف”.
وقد أكد الرئيس تبون “الاهتمام البالغ” الذي يوليه لمواصلة تعزيز الدور المحوري لقطاع الطاقة والمناجم في تنفيذ استراتيجية الدولة في مجال الانعاش الاقتصادي والانتقال الطاقوي، من أجل الرفع من قدراتنا الإنتاجية لتلبية حاجيات البلاد من الطاقة على المديين المتوسط والبعيد، وينبع هذا الاهتمام -يقول رئيس الجمهورية- “من إيماننا العميق بالأهمية البالغة التي يكتسيها قطاع الطاقة والمناجم كمحرك لتطوير القطاعات الأخرى للاقتصاد وتسريع سياسة تنويع مصادر الدخل”.
وفي هذا السياق، أكد الرئيس حرصه على ضرورة استكمال وملاءمة الإطار القانوني للاستثمار، في كل من قطاعات المحروقات، والمناجم، والطاقات المتجددة لتشجيع الاستثمارات وضمان الأمن الطاقوي للبلاد على المدى الطويل، وأشار إلى أن الحكومة استكملت جميع النصوص التطبيقية الخاصة بقانون المحروقات، وهي تعكف حاليا على استكمال وضع الإطار القانوني الذي سيسمح بإعادة بعث الاستثمار وتسهيل وتبسيط الإجراءات الإدارية المرتبطة به، بما يتماشى معالبيئة الاقتصادية الحالية وترقية وجهة بلادنا للاستثمارات الأجنبية المباشرة
مواصلة التكفل بالآثار الإجتماعية لجائحة كوفيد-19
من جانب آخر، أكد رئيس الجمهورية، مواصلة الدولة للتكفل بالآثار الاجتماعية الناجمة عن جائحة كوفيد-19 والتكفل تدريجيا بالمتضررين، بالسهر الدائم على متابعة السلطات العمومية، التنفيذ الصارم لكل الإجراءات والتدابير المتخذة الرامية إلى ضمان الحماية الاجتماعية، والقدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين.
وعبر الرئيس تبون في كلمته عن تقديره لتضحيات العاملات والعمال في كل المواقع، وترحمه “على أرواح شهداء الواجب ومن فقدناهم جراء جائحة كوفيد-19”.
كما أشاد الرئيس تبون بالسجل “المشرف” للاتحاد العام للعمال الجزائريين في الدفاع عن مصالح البلاد خلال جميع المراحل التي مرت بها، وأوضح في هذا الصدد قائلا: “لقد كان للاتحاد العام للعمال الجزائريين، وهو الذي دفع من إطاراته وقيادييه شهداء للواجب الوطني، وعلى رأسهم الشهيد عبد الحق بن حمودة، سجلا مشرفا، في كل الظروف والأوقات التي استوجبت الدفاع عن مصالح البلاد، ورص الصفوف، وتقوية الجبهة الداخلية للوطن”.
رزيقة. خ