الجمعة , مايو 17 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / ضرورة اعتماد سياسية خارجية "براغماتية" وعلاقات "رابح-رابح":
السياسية الخارجية.. ملف ثقيل ينتظر الرئيس تبون

ضرورة اعتماد سياسية خارجية "براغماتية" وعلاقات "رابح-رابح":
السياسية الخارجية.. ملف ثقيل ينتظر الرئيس تبون

تنتظر رئيس الجمهورية الجديد عبد المجيد تبون، العديد من الملفات الثقيلة، من بينها مسائل السياسة الخارجية، والعمل من أجل استعادة الدبلوماسية الجزائرية قوتها وعهدها السابق، بعد أن شهدت تراجعا في السنوات الأخيرة أثر على دور الجزائر نسبيا في مختلف القضايا والمحافل الدولية والإقليمية، كما ينتظر منه إعادة بناء علاقات مع مختلف الدول على أساس المصالح المشتركة، بعد أن كانت هذه العلاقات في الغالب لا تخدم مصلحة الجزائر.

ويرى خبراء في  العلاقات الدولية والاقتصاد، أن الرئيس الجديد مطالب باعتماد سياسية خارجية “براغماتية” من الآن فصاعدا، وأن يلجأ إلى اعتماد سفراء متخصصين في عدة مجالات لتنويع العلاقات، وأن يتم اختيارهم بدقة، ويرون أن الرئيس الجديد قد يلجأ إلى تطوير العلاقات مع روسيا والصين أكثر فأكثر ثم مع القارة الأمريكية لإنهاء التبعية للاتحاد الأوروبي الموروثة من عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، على أن تكون هناك توازنات مع مختلف الأقطاب.

الخبير في العلاقات الدولية بشير شايب:

 “تبون مطالب بإعادة السياسة الخارجية إلى قوتها السابقة

وفي هذا السياق يقول الخبير في العلاقات الدولية بشير شايب في تصريح لـ”الجزائر”، إن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون  ينتظر منه “إعادة السياسة الخارجية إلى سابق عهدها، من خلال إقامة علاقات مبنية على المصالح المشتركة في جميع المجالات وليس الاقتصادية فقط”، وأن يبني علاقات متوازنة مع دول محددة، وأشار شايب إلى أنه بالنسبة للعلاقات مع فرنسا يجب أن يعاد النظر فيها لأن هذه الأخيرة لا زالت ترى في مستعمراتها السابقة بإفريقيا حديقة خلفية لها، وهي لم تهضم كثيرا حجم التغيير الذي حدث في الجزائر، معتبرا أن العلاقات الجديدة التي من المفروض أن توضع مع هذه الدولة تبقى لها خاصيتها لان هناك تداخل اقتصادي و تاريخي.

أما مع روسيا والصين فيرى الخبير أنها “علاقات قديمة واستراتيجية و سيتواصل مسلسل تنويع العلاقات بين الجزائر وهذين البلدين للحد من التبعية لأوروبا وفرنسا خاصة”.

 أما مع دول الجوار، فيرى شايب أنها “علاقات تتسم بالتعقيد”، فبالنسبة للجارة الشرقية تونس فلا توجد هناك أية مشاكل خاصة بعد توقيع اتفاقيات في عهد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، أما بالنسبة لليبيا فالوضع غير المستقر الذي تعيشه، سيجعل الجزائر دائما تلعب دور الملاحظ الداعم لأي حوار بين الليبيين، في حين أن العلاقات مع الجارة الغربية المغرب-يقول الخبير في العلاقات الدولية- “تبقى المشكلة لحد الآن أن هذه العلاقات تتصف بـ”خاسر-خاسر”، فلا الجزائر ولا المغرب مستفيد من هذا الوضع سواء في التبادلات التجارية، في التنسيق السياسي والأمني، و اعتبر أنه لا بد على البلدين أن يباشرا حوارا جادا للتغلب على الخلافات وتجاوز مسألة الصحراء الغربية باعتبارها مسالة تصفية استعمار وأن الحل بيد الأمم المتحدة، وبدل الخلافات العمل على الاستفادة من الجوانب المتعلقة بالاقتصاد والتجارة والتنسيق الأمني فيما بينهما.

أما عن العلاقات مع دول الساحل، فقال شايب أن هذه المنطقة “منطقة رمال متحركة”، فالجزائر تبقى تواصل مسارات التسوية والصلح ومرافقة هذه الدول في التنمية دون تدخل مباشر، وقال المتحدث إن العلاقات مع أفريقيا “يجب أن تكون لها الأولوية”.

المحلل الاقتصادي فريد بن يحيى:

اختيار سفراء الجزائر بدقة

من جانبه، قال المحلل الاقتصادي، فريد بن يحيى في تصريح لـ”الجزائر”، إن علاقات الجزائر مع الخارج يجب أن تكون “براغماتية”، وعلى الرئيس أن يلجأ إلى تغيير عميق في الدبلوماسيين، ولابد أن يختار السفراء بدقة وأن يكونوا من مختلف الاختصاصات لبناء علاقات في مختلف المجالات، وأضاف أن الجزائر “لديها علاقات إستراتيجية مع عدة دول كروسيا والصين من الناحية العسكرية والاقتصادية، ويمكن أن تتطور في مجالات أخرى كاستثمارات ضخمة للبلدين في الجزائر والتي من المتوقع أن نراها قريبا”-يضيف المتحدث ذاته، الذي أشار إلى أن الرئيس الجديد قد يتجه نحو هذين البلدين أكثر من توجهه نحو أوروبا مستقبلا.

كما يرى بن يحيى أن تبون أيضا قد يتجه  لتطوير العلاقات مع القارة الأمريكية الشمالية و الجنوبية أكثر منها نحو أوروبا بعد التجربة السلبية التي قادها الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة الذي ربط اقتصاد الجزائر بأوروبا و فرنسا بالخصوص في علاقات لم تكن ذات فائدة على الجزائر، بل على العكس فقد أنقذت الجزائر العديد من الشركات الفرنسية التي كانت على حافة الإفلاس على حساب مصلحتها، غير أنه قال أن هذه العلاقات مع فرنسا تبقى ذات حساسية بالنظر إلى العدد الكبير للجالية الجزائرية المتواجدة بفرنسا ، وهنا-يقول الخبير الاقتصادي- على الرئيس  تبون أن تعيد النظر في هذه العلاقات و يجعلها تسير بمنطق رابح- رابح.

ويرى الخبير الاقتصادي بخصوص العلاقات مع المغرب أنه رغم أن تبون قد أشار إليها في الندوة الصحفية التي عقدها عقب إعلان سلطة الانتخابات فوزه بمنصب رئيس الجمهورية أول أمس، والتي يبدو أنه لن يغير في هذه العلاقات لأن سبب توترها لا يزال قائما حسبه وأن “زوال العلة يكون بزوال سبب العلة”، فيقول الخبير “رغم هذا فربما قد يكون قد آن الأوان لحل المشاكل العالقة خصوصا منها مشكل تدفق المخدرات من الجارة المغربية إلى الجزائر، ومسألة الصحراء الغربية”، و قال إنه “لا بد من فتح هذه الملفات ولا بد أن تكون هناك لجنة مشتركة بين البلدين لتبحث فيها”.

أما عن دول الساحل، فاعتبر الخبير الاقتصادي أن العمق الإفريقي هو غاية في الأهمية، وقد يكون هناك  تحول في اعتماد السفراء في  الدول الإفريقية، وقال إنه “لا بد من اختيار سفراء ذو مؤهلات عديدة ولا يجب أن يقتصر دورهم في المجال السياسي، إذ يرى أنه لابد من تعيين سفراء من الخبراء في التجارة والاقتصاد لخلق علاقات تجارية كون إفريقيا  قد تكون سوق كبيرة  للجزائر يجب ولوجها بقوة”.

 رزيقة.خ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super