غرقت العديد من أحياء العاصمة وضواحيها خلال عيد الأضحى المبارك في القمامة والأوساخ، نتيجة تراكم مخلفات الأضاحي، مشهد يعكس صورة سلبية عن هذه المناسبة الدينية وتسبب في انبعاث روائح كريهة، خاصة و أن معظم اركانها وازقتها تحولت إلى مفارغ عشوائية للفضلات والنفايات.
شهدت اغلب أحياء الجزائر العاصمة حالة مزرية لما عرفته من رمي عشوائي للقمامة التي أصبح الوقوف بجانبها من المستحيلات بعد تراكم الفضلات.
وخلال الجولة الميدانية التي قادت” الجزائر” الى بعض الاحياء العاصمية وقفنا على النفايات المتراكمة أمام مكان رمي الفضلات وفوق الأرصفة المخصصة للمارة وعلى جوانب الطرقات، ناهيك عن “الهيدورة” التي أحدثت حالة فوضى كبيرة بالأحياء نتيجة إقدام بعض العائلات على رميها بصفة عشوائية في الشوارع.
ولم تسلم بلدية عين الطاية من جهتها من الظاهرة، حيث وقفنا في جولتنا على أكياس نفايات ضخمة وعدد كبير من صوف الكباش وبعض أعضائها على غرار “البوزلوف” و”الأمعاء” مرمية على أطراف الشوارع، فرغم التعليمات التي وجّهتها المصالح البلدية، ومؤسسات رفع النفايات المنزلية بخصوص الالتزام بتدابير النظافة، إلا أن أغلب المواطنين تعمدوا التخلص من فضلات الأضاحي خارج توقيت مرور شاحنات النظافة، ما صعب امر رجال النظافة.
نفس الشيء بالنسبة لأحياء العاصمة على غرار باب الواد و باش جراح و باب الزوار, حيث تشكل التجمعات السكنية بؤرة سوداء لتراكم النفايات و انتشار أثار الدماء و انبعاث الروائح من كل حدب و صوب.
وأثار التراكم الرهيب للفضلات، استياء سكان بلدية الدار البيضاء الذين لم يتمكنوا من التجوال بكل أريحية في الشوارع، حيث النفايات المبعثرة والروائح الكريهة، التي شوهت منظر العاصمة خلال اليومين الأولين من أيام العيد مما دفع بالسكان إلى التعبير عن سخطهم من الإهمال الذي أدى إلى انتشار الظاهرة. كما عبروا عن استيائهم من تكدس القمامة بشكل رهيب في شهر يجب أن تكون كل أحياء البلدية نظيفة، مرجعين السبب لغياب دور السلطات المعنية حيال هذا الأمر، وذلك على خلاف تراكم النفايات التي نغست حياة المواطنين في مثل هذه المناسبات والتي من الواجب أن تكون النظافة الشرط الأول فيها، وهو ما يؤكد بأن المواطن أصبح لا يستجيب لنداء الحملات التوعوية الداعية إلى احترام أوقات إخراج النفايات ورمي الفضلات في الحاويات المخصصة لها لتسهيل مهمة أعوان النظافة والمساهمة في تنظيف محيط وأماكن النحر وجمع النفايات في أكياس مغلقة للحفاظ على صحتهم وسلامة أبنائهم لتكون النتيجة مشهد سيئ سلبي يشوّه منظر العاصمة ويمس بقدسية المناسبة.
صور يعتبر المواطن المتسبب الرئيسي فيها. فيما يأتي هذا الإهمال مصاحبا لعدم مسؤولية الجهات المحلية في اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة للتصدّي لهذه السلوكات السلبية التي تستوجب التدخل السريع والعملي للقضاء على تلك النفايات في أقرب وقت ممكن لحماية صحة المواطنين خاصة وأن درجات الحرارة لازالت تسجل أعلى مستوياتها.
إيمان بوفيجلين