الإثنين , ديسمبر 23 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / أكدوا أنها نموذج واقعي وعملي لحل الأزمات :
العرب يتبنون المقاربة الجزائرية لمكافحة الدواعش

أكدوا أنها نموذج واقعي وعملي لحل الأزمات :
العرب يتبنون المقاربة الجزائرية لمكافحة الدواعش

اختتم مساء اول أمس، بالجزائر اجتماع الدورة الـ35 لمجلس وزراء الداخلية العرب بإصدار توصيات تتعلق بملفات منها مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية، حيث أشادوا في بيانهم الختامي بالتجربة الجزائرية، لقيامها على المصالحة الوطنية والحوار، داعين الى ضرورة تبنيها، الأمر الذي من شأنه أن يقدم نموذجا واقعيا وعمليا لحل الأزمات التي تعصف بالمنطقة العربية، بعيدا عن أي تدخل في الشؤون الداخلية في سبيل الوصول إلى الحقوق والكرامة في كنف الأمن والاستقرار وبما يضمن الحفاظ على سيادة دولها ووحدة أراضيها.
كما ثمنت هذه الدورة التي نظمت تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، التجربة التي انتهجتها الجزائر بنجاح في القضاء على الراديكالية واستئصال الإرهاب ومكافحة التطرف بكل أنواعه وأشكاله.
واكد العرب المجتمعون في بيانهم الختامي الصادر على ضرورة توحيد الجهود لمواجهة التحديات المطروحة المرتبطة بالأمن الفكري ومكافحة التطرف المفضي إلى الإرهاب عبر شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع الانترنت، كما شددوا على أن الجرائم المنظمة العابرة للحدود، تعتمد في الكثير من الأحيان على التقنية الحديثة، والتي تستلزم حسبهم توحيد التصورات الأمنية وتنسيق العمل المشترك لمواجهتها والوقاية منها.
واتفقوا، في البيان الختامي للاجتماع، على التعاون لمنع أنشطة الإرهاب وتمدده وتجفيف منابعه الفكرية والمالية وقطع التواصل بين المتعاطفين معه، لا سيما عبر تكنولوجيات الإعلام والاتصال.
وأشاد البيان بدور الأجهزة الأمنية العربية في إحباط العديد من المخططات الإرهابية والقضاء على كثير من التنظيمات والخلايا الإرهابية التي ترتبط بجهات خارجية تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في الدول العربية.
ولفت إلى أهمية تحديث التشريعات الوطنية الخاصة بالجرائم السبرانية بما يسمح بمواكبة ما يستجد من جرائم على الفضاء الافتراضي وتجاوز كل الثغرات التي يمكن ان تعتري التشريعات الوطنية في هذا المجال، وذلك من خلال تكثيف التعاون وتبادل الخبرات بين الأجهزة المختصة وعقد العديد من المؤتمرات والملتقيات العلمية وورش العمل في هذا الصدد.
ودعا البيان الختامي الدول العربية إلى تعزيز الرقابة على الحدود وتأمينها لمنع الخطر الداهم الذي تشكله عودة المقاتلين الإرهابيين من مناطق القتال وايقاف تسللهم إلى داخل الدول ولمواجهة طرق ومنابع تهريب المخدرات. وناقشت الدورة العديد من المواضيع المدرجة في جدول الأعمال، منها تقرير الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب عن أعمال الأمانة العامة بين دورتي المجلس الـ34، ومشروع خطة أمنية عربية تاسعة، ومشروع خطة إعلامية عربية سابعة للتوعية الأمنية والوقاية من الجريمة. كما ناقشت مشروع خطة مرحلية سادسة للاستراتيجية العربية للسلامة المرورية، ومشروع خطة مرحلية لتنفيذ الاستراتيجية العربية للأمن الفكري.

الخبير الأمني عمر بن جانة:
النهج العسكري وحده لا يكفي لمحاربة الإرهاب
من جانبه صرح الخبير الأمني عمر بن جانة ان المقاربة الجزائرية اثبثت ان النهج العسكري او الأمني وحده لا يكفي لمحاربة الارهاب، وانتهاجها لمجموعة من الآليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية قد كان لها نتائج إيجابية، وبذلك أضحت التجربة الجزائرية في مكافحة الارهاب مرجعا عالميا وإقليميا يحتذى به.
وأضاف محدثنا ان الارهاب ظاهرة عالمية، باتت في الوقت الراهن ظاهرة متشعبة تضرب بجذورها في العالم المتقدم والمتخلف على حد سواء، حيث يمكن الاختلاف بين هذه المجتمعات في أسباب الظاهرة وفي مدى تطوير آليات واساليب التعامل معها، والجزائر –يتابع بن جانة- من الدول التي عانت من الظاهرة، الأمر الذي أعطاها وأكسبها خبرة وتجربة فريدة في مواجهة ومكافحة الإرهاب سواء على المستوى الأمني أو السياسي والقانوني أو الإنساني وأضحت تجربتها يشار إليها من طرف القوى الكبرى.
كما ساهمت الجزائر –يضيف- في بناء الإستراتيجية الدولية في محاربة جميـع أشـكال تمويل الجماعات الإرهابية، اين استطاعت أن تكون وراء اللائحة الأممية التي تجرم وتحرم دفع الفدية للارهابين لقاء الإفراج عـن الرهائن، وذلك من أجل تجفيف منابع الأموال التي تتغذى عليها التنظيمات الارهابية في المنطقة.
وقال ان الجزائر لم تكتفي بالمواجهة الأمنية لظاهرة الإرهاب فحسب، بل عملت على تفعيل مجموعة من الآليات الاقتصادية والاجتماعية و الثقافية و الدينية، هذه المقاربة –يضيف -هي ناتج تجاربها المريرة و القاسية مع الإرهاب سنوات التسعينيات والتي واجهتها بمفردها، الأمر الذي مكنها من بناء تصوير واضح ودقيق له، وبذلك استطاعت محاربته، وأضحت مرجعا عالميا وإقليميا في مكافحتة، اين أجمع المجتمع الدولي على حكمة ونجاعة المقاربة الجزائرية .

الخبير في الشؤون الأمنية رمضان حملات:
المعالجة الأمنية مرهونة بالسياسية والدينية

أوضح الخبير في الشؤون الأمنية رمضان حملات ان نجاح المقاربة الأمنية مرهون بمواكبة المقاربات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وهو ما تبنته الجزائر من خلال المصالحة الوطنية، حيث عملت على تنفيذ مجموعة من الآليات المختلفة لمحاربة ومكافحة الظـاهرة، أين قامت سياسيا بتعزيز ترسانتها القضائية وتبني سياسة المصالحة الوطنية مسبوقة بسياستي الرحمة والوئام المدني.
اما اقتصاديا، فقد سعت الجزائر لمكافحة الإرهاب والوقاية منه من خلال اتباع مناهج اقتصادية و تنموية في اطار سياسة التنمية التي قادها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، و تضمنت هذه السياسة تدعيم دولة القانون وتعزيز الاستقرار.
ودينيا ارتكز عمل الجزائر في مجال محاربة الإرهاب في استعادة المرجع الديني وتدعيمه وذلك من خلال تحسين تكوين الأئمة من أجل إدارة المساجد، وإدارج موضوع الوقاية من التطرف العنيف في خطب الآئمة، بالاضافة الى إفتتاح مرصد وطني لمكافحة التطرف، وإطلاق رابطة العلماء في دول الساحل من أجل إسلام معتدل، سلمي ومتسامح.
من جانب آخر، اكد المتحدث أن الاجتماع جرى مثلما خططت له الجزائر التي سعت قدر المستطاع لإيجاد حد أدنى من التوافق بين الدول العربية في المسائل الأمنية البحتة التي تجمعها، وتجنب كافة المواضيع التي من شأنها إذكاء الخلافات بينها، خاصة في ظل التوترات التي تعرفها دول الخليج في الفترة الأخيرة.
لذلك –يضيف- جرى التركيز على المواضيع الكبرى المتعلقة بمكافحة الإرهاب والتطرف وسبل تحقيق المصالحة الوطنية والتحسب لعودة مقاتلي التنظيمات الإرهابية وغير ذلك مما يساعد العرب على حفظ أمنهم.
للإشارة، فقد تضمن الاجتماع كلمات ألقاها وزراء الدول العربية أدانت الإرهاب ووصفت الواقع العربي بالمرير، حيث أجمعت عشرون دولة عربية على ضرورة أتباع نموذج التجربة الجزائرية في محاربة الإرهاب، وأكد الحاضرون على ضرورة التنسيق الأمني العربي، من دون وضع آليات هذا التنسيق موضع التنفيذ، وسط استمرار الانقسام في المواقف.
وشارك بالطبعة الجديدة لمجلس وزراء الداخلية العرب، بالإضافة إلى الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، محمد بن علي كومان ووزراء الداخلية العرب، وفود أمنية رفيعة إضافة إلى ممثلين عن جامعة الدول العربية واتحاد المغرب العربي، كما شارك في الاجتماع، المنظمة الدولية للشرطة الجنائية الإنتربول ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب ومشروع مكافحة الإرهاب لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكذا جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية والاتحاد الرياضي العربي للشرطة.
وقد شابت بعض التباينات والخلافات بين المجتمعين العرب والتي ظهرت جلية في مهاجمة الاجتماع إيران وحزب الله من خلال وزير الداخلية السعودي، واللذي قال ان دورهما كبير في تحجيم الجماعات الإرهابية كداعش وجبهة النصرة في المنطقة العربية، فيما لفت غياب سوريا المجمد عضويتها في الجامعة العربية انتباه مراقبين.
نسرين محفوف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super