جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
تعرف العلاقات الاقتصادية الجزائرية الموريتانية في الفترة الأخيرة تطورا كبيرا، سيما في ظل رغبة البلدين الكبيرة في تعزيزها أكثر، وانعكس ذلك في مجموع اتفاقيات الشراكة، وفتح معابر حدودية لتسهيل تدفق التجارة البينية أكثر وأكثر، إذ تعول الجزائر على السوق الموريتانية باعتبارها سوقا واعدة ومفتاح نحو أسواق غرب افريقيا.
وتعززت الشراكة بين الجزائر وموريتانيا بمشاريع إستراتيجية جديدة، كتدشين المعبرين الحدوديين الثابتين الجزائر- موريتانيا، وهما المعبرين الهامين للغاية بالنسبة للبلدين ولاقتصادهما، ولتنمية المناطق الحدودية بينهما، إذ ويحتوي المعبر الحدودي، من جانبه الجزائري، على كافة المرافق الضرورية، حيث من المنتظر أن يحقق حركية اقتصادية بين البلدين، إضافة الى فتح الجزائر معرض دائما للمنتوج الوطني بهذا البلد، هذا الأخير الذي يلاقي اقبالا كبيرا من قبل الموريتانيين رغبة في السلع الجزائرية.
ويؤكد المتتبعون، أن العلاقات الاقتصادية الجزائرية الموريتانية المتطورة، هي انعكاس للعلاقات بين البلدين التي تعد تاريخية، وعميقة، ودائما كانت قائمة على التفاهم والتوافق والتعاون، فمن الناحية الاقتصادية الجزائر تسعى لتنويع اقتصادها، وهي تعتبر أن موريتانيا بمثابة بوابتها نحو غرب إفريقيا ونحو إفريقيا جنوب الصحراء، أما من الجانب الموريتاني فيرى في الجزائر أيضا بوابة نحو أوروبا.
وتتميز المقاربة الخاصة بالعلاقات الاقتصادية الثنائية بين الجزائر وموريتانيا، بأنها تقوم على العقلانية في تحقيق المصالح المشتركة مع تغليب قابلية تنفيذ المشاريع المتفق عليها والتي تشمل العديد من القطاعات الحيوية، وهذا ما جعل هذه العلاقة أكثر قوة، سيما في الفترة الأخيرة، اذ وصفها زير الخارجية، أحمد عطاف، في تصريح سابق له في فيفري الماضي، أنها تعيش “أبهى” مراحلها التاريخية، مشيدا بالمشاريع الاندماجية والتكاملية التي أطلقها رئيسا البلدين.
الأمين العام للغرفة الوطنية للتجارة والصناعة:
«التعاون الجزائري الموريتاني سيصبح نموذجا يحتدى به»
الأمين العام للغرفة الوطنية للتجارة والصناعة، دهان خالد، إن العلاقات الجزائرية الموريتانية باتت تشهد خلال السنوات الأخيرة زخما اقتصاديا متصاعدا، وقال إن “التعاون التجاري بين الجزائر وموريتانيا سيصبح نموذجا يحتدى به في مجالات التعاون المغاربي والتكامل الإفريقي بالموازاة مع الشروع في تجسيد الرؤية الثلاثية بين الجزائر وشقيقتيها تونس وليبيا”، مضيفا أن “الجزائر حريصة على العمل بوتيرة متسارعة من أجل التوسع في السوق الموريتانية والتي تعتبر بوابة للعبور نحو الدول الافريقية لاسيما الغرب الإفريقي، والذي يعد سوقا واعدا للمنتجات الجزائرية”.
وبخصوص الطبعة السادسة لمعرض المنتجات الجزائرية بالعاصمة الموريتانية نواكشط، فأكد أنها شهدت إقبالا واسعا من طرف المتعاملين الاقتصاديين والعائلات الموريتانية.
وأضاف دهان في تصريح للإذاعة الوطنية أمس، أن هذه الطبعة تميزت بمشاركة أكثر من 183 عارض جزائري، يمثلون عدة قطاعات، مشيرا إلى أن المعرض سمح للمستثمرين الجزائريين ونظرائهم الموريتانيين من ابرام عدة عقود تجارية في مجالات البناء والأشغال العمومية والصناعات الصيدلانية والغذائية وقطاع الخدمات وغيرها.
وبخصوص التحديات العديدة التي تشهدها المنطقة، أكد دهان خالد أنها تفرض التنسيق بين البلدين في مختلف المجالات، وهو ما تجسد -يضيف المتحدث- في الخطوات الأخيرة التي رسم معالمها الرئيسان الجزائري ونظيره الموريتاني، والمتمثلة في خطوات وضع حجر الأساس للتعاون والبناء الاستراتيجي بين البلدين.
للتذكير، تم أول أمس، بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، التوقيع على سبع مذكرات تفاهم بين متعاملين اقتصاديين جزائريين ونظرائهم من موريتانيا تخص أساسا مجالات التعاون والتصدير والتمثيل التجاري في عدة قطاعات.
وجرى التوقيع على مذكرات التفاهم بمقر المعرض الدائم لشركة “تصدير”، فرع الشركة الجزائرية للمعارض والتصدير”صافكس”، على هامش فعاليات معرض المنتجات الجزائرية بنواكشوط، الذي تم افتتاحه الخميس الماضي.
وتخص مذكرات التفاهم مجالات التعاون والتصدير والتمثيل التجاري في عدة قطاعات منها: الصناعات الغذائية، الخزف والسيراميك، الأثاث المكتبي والأبواب الداخلية والخارجية والنوافذ، الصناعات الصيدلانية والقفازات الطبية الجراحية، الأواني المنزلية والأثاث المعدني، البناء الحديدي الجاهز، وكذا الخزانات المعدنية وأسلاك التلحيم-حسب بيان لوزارة التجارة وترقية الصادرات.
وبخصوص معرض المنتجات الجزائرية بنواكشوط، أكدت الوزارة تواصل الفعاليات في يومها الثالث، حيث تشهد أجنحة المعرض “اقبالا واسعا” من قبل المتعاملين الاقتصاديين الموريتانيين بهدف ابرام عقود تجارية في مختلف المجالات كالبناء والاشغال العمومية، الصناعات الصيدلانية، مواد التجميل الصناعات الغذائية والخدمات كالنقل الدولي، بالإضافة الى لقاءات عمل ثنائية بين المتعاملين الاقتصاديين الموريتانيين ونظرائهم من العارضين الجزائريين.
كما يشهد المعرض “اقبالا كبيرا من طرف العائلات الموريتانية للتعرف على المنتجات الجزائرية واقتنائها” حسب الوزارة.
هذا وتتواصل الطبعة السادسة لمعرض المنتجات الجزائرية بنواكشوط، التي يشارك فيها 183 عارضا من مختلف القطاعات، إلى غاية الغد الاثنين 7 ماي الجاري.
رزيقة. خ