جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
اعتبر المؤرّخ والإعلامي المعروف منتصر أوبرتون أن مجازر ماي 1945 ثورة قمعتها فرنسا دمويا في حرب استباقية تؤكد حرب الإبادة التي مارستها في ولايات أخرى من الوطن، مشيرا أن هذه المجازر لم تكشف إلى اليوم عن خباياها، وأن هناك عدة محاولات لإدانة فرنسا، هذه الأخيرة التي تحاول في كل مرة للتخفيف منها أو إظهار تاريخ موازي لها يبدو على أنه أهم.
وأبرز أوبرتون أن هذه المجازر تشكل منعرجا مفصليا في تاريخ تحرر الشعب الجزائري وتاريخ الشعوب الأخرى، وهو ما تؤكده نبوة الجنرال ديفال الذي تنبأ بالثورة في رسالة للفرنسيين مؤرخة في 9 أوت 1945: “أعطيتكم السلم لعشرة سنوات، لكن إن لم تقم فرنسا بشي فان الأمور ستعاد بأكثر حدة وربما بطريقة غير قابلة للإيقاف”.
وأشار ذات المؤرخ، أن فرنسا كانت آنذاك (الحرب العالمية الثانية) تحمل عقدة أزماتها بعدما كانت تميل لحلف المحور أي ألمانيا قبل أن يتدخل الجنرال شارل ديغول وتصبح من دول الحلفاء، وينتصر هذا الحلف، ليخرج الجزائريين في مظاهرات سلمية تطالب فرنسا الاستعمارية بالوفاء بوعودها بنيل الاستقلال، لتقابل هذه المظاهرات بالعنف وأول ضحية لإطلاق الرصاص الحي بوزيد سعال، وتتحول إلى مجازر أثارت مخاوف فرنسا، حيث كانت المجازر مدبرة ومخطط لها.
وقال، “الذين يجهلون تاريخهم محكوم عليهم أن يعيشوه ثانية”.. تفرض هذه المقولة نفسها على احتفاء الجزائريين بذكرى 8 ماي 1945، التي تشكل منعرجا مفصليا في تاريخ تحرر الشعب الجزائري وتاريخ الشعوب الأخرى، حيث لا تزال هذه الأحداث الهامة مجهولة، ولم يُمط عنها اللثام، بسبب التعتيم والاستغلال السياسي للتاريخ.
ونشط ذات المتحدث ندوة تاريخية بفضاء بشير منتوري التابع لمؤسسة “فنون وثقافة” بمناسبة إحياء الذكرى الثامنة والسبعين لمجازر 8 ماي 1945، بمعية الدكتورة سعاد بنتير.
وأحيت الجزائر يوم الأحد اليوم الوطني للذاكرة المخلد للذكرى الثامنة والسبعين لمجازر الثامن ماي 1945، والتي يؤكد المؤرخون أنها واحدة من أفظع الجرائم ضد الإنسانية وضد القيم الحضارية التي لا تسقط بالتقادم رغم المحاولات المتكررة لطمسها.
صبرينة ك