رافعت وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال هدى إيمان فرعون مطولا لقرار قطع الأنترنت خلال سير امتحانات شهادة البكالوريا بوصف الأمر بالحتمية التي فرضتها سيناريو الغش المتكرر كل سنة و تسريب الأسئلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن قطع الانترنت لمدة ساعة كاملة في بداية كل امتحان لشهادة البكالوريا لن يؤثر على سير المؤسسات العمومية المرتبطة بالشبكة .
و أوضحت فرعون لدى نزولها أمس ضيفة على حصة فوروم الإذاعة الجزائرية على أن عملية قطع الانترنت ستعمل على تفادي إمكانية حدوث عمليات الغش أو تسريب الاسئلة الخاصة بهذا الامتحان وهو ما سيعطي مصداقية أكثر له ويقي الممتحنين من الضغوط التي تعرضوا لها في الدورات السابقة مطمئنة بأن المؤسسات التي تستعمل التكنولوجيات الحديثة لن تتأثر بقطع الانترنت لأنها لديها وصلات خاصة مفصولة تقنيا عن شبكة الانترنت على مستوى مصالح اتصالات الجزائر و ذكرت :”فيما يخص الجانب الاقتصادي المؤسسات التي تستعمل الأنترنت وتكنولوجيات الحديثة تتوفر ما يسمى بالوصلات الخاصة التي لا تقطع لأنها منفصلة في توصيلها تقنيا على مستوى اتصالات الجزائر مثل شبكة بريد الجزائر تعتمد على الأنترنت وخلال هذه الساعة التي تقطع فيها الأنترنت شبكة البريد تواصل عملها بشكل عادي والأمر نفسه لشبكة البنوك و المؤسسات الاقتصادية الكبرى التي تستعمل التواصل عبر شبكة الأي بي تواصل عملها بشكل عادي لأن اتصالات الجزائر ليس هناك داعي لقطعها لكن التواصل عبر شبكات التواصل الاجتماعي و الدخول لمواقع الواب ربما سيؤثر على المؤسسات المصغرة جدا التي تستعمل الفايسبوك في تسويق خدماتها لكن ساعة أو ساعتين خلال أربع أو خمسة أيام لا يمكن أن يضر بالاقتصاد الوطني ولا بمعاملات الشركات المصغرة .”
من الصعب إدخال تقنية الجيل الخامس في ظل المعايير المعتمدة من الإتحاد الدولي للاتصالات اليوم وأشارت المسؤولة الأولى عن قطاع البريد و تكنولوجيات الإعلام والاتصال على أنه من الصعب على الجزائر إدخال تقنية الجيل الخامس في ظل المعايير التي يعتمدها الإتحاد الدولي للإتصالات سيما مع الأعباء المالية الكبيرة والتي لن تستطع لخزينة الدولة تحملها مع الأزمة المالية إلا إذا كان هناك مراجعة لجملة المعايير المعتمدة و ذكرت :”الإتحاد الدولي للإتصالات سيشرع في اعتماد المعايير لإعتماد الجيل الخامس من الأنترنت والاجتماع الذي تحتضنه الجزائر هذه الأيام ستتم فيها دعوة هذا الأخير لتغيير هذه المعايير وإذا اعتمد الإتحاد الدولي للإتصالات معايير الجيل الخامس و توقف المصنعون عن تصنيع تجهيزات الجيل الثالث فهذه الدول ستفقد كل استثماراتها والتساؤل المطروح هل سترمي كل تجهيزاتها للمرور للجيل الخامس وهل نحن مستعدون لخسارة ملايير الدولارات التي صرفها المتعاملين لاقتناء تجهيزات الجيل الرابع حتى نمر للجيل الخامس أكيد لا من الناحية الاقتصادية غير مقبول وزيادة في الخدمات لا يمكن توقيفها على حساب الاقتصاد الوطني”.
وتابعت :”سنطلب من الإتحاد الدولي للاتصالات أن يعتمد خاصة قابلية تحديث شبكة الجيل الرابع لتصل لاحتواء الجيل الخامس لأنه بمرور من الجيل الثالث للرابع كان للمتعاملين تجهيزات تسمح بتغيير بعض الشرائح فقط لكن في الجيل الخامس لا بد من تجهيزات جديدة و قال :” يجب على الإتحاد الدولي للاتصالات أن يفرض على مصنعي التكنولوجيا أن تكون تجهيزات الجيل الرابع تسمع باستيعاب تكنولوجيا الجيل الخامس باستثمار مقبول 5 و 10 بالمائة أما باستثمار 100 بالمائة أظن أن الدول الإفريقية غير مستعدة لذلك “.
تأجيل خدمة الدفع الإلكتروني لسنة 2019
و بعد أن كان مقررا أن تدخل خدمة الدفع الإليكتروني هذه السنة حسبما جاء به قانون المالية لسنة 2018 غير أن العملية أجلت للسنة المقبلة بحيث أكدت وزيرة البريد هدى فرعون على أن العملية لا تزال تحتاج لبعض الوقت من توفير التجهيزات اللازمة والتي أوكلت مهمة ذلك لشركة وطنية هي أوني بعدما كان مقررا أن يتم استيرادها من الخارج غير أن الأمر في النهاية رسى على الاعتماد على الإنتاج الوطني بالنظر للازمة المالية التي تمر بها البلاد و التي لا تتحمل إثقال لكاهل الخزينة العمومية وقالت :”في قانون المالية لسنة 2018 فيه مادة تفرض على كل التجار أن يقتنوا أجهزة الدفع الإليكتروني ليتمكن الزبون من الاختيار بين استعمال النقد أو بطاقات الدفع لكن في الواقع لما نحلل المسألة عن قرب في الجزائر فالجزائر لا تصنع تجهيزات الدفع الإليكتروني و تضطر لإستيرادها من الخارج و كان تفكير من المؤسسات البنكية تصنيعها في الجزائر بالاعتماد على المؤسسات الوطنية منها شركة “أوني” لتصنيعها و قاموا بتصنيع نموذج والتجارب كانت إيجابية و التاجر مجبر على دفع مبلغ للمؤسسة البنكية عند استعمال هذه التقنية كل هذه الأمور التقنية تمت دراستها و تم تحضيرها و تبقى على مؤسسة أوني تقوم بوضع حيز الخدمة حيز الخدمة لتصنيعها على مستوى تجاري و بالآلاف ” و تابعت ” بعدما كان مقررا في قانون المالية أن تدخل الخدمة حيز التنفيذ هذه السنة غير أننا سنطالب التأجيل للسنة المقبلة و التأخر بسنة أو ستة أشهر أفضل من فتح السوق لاستيراد التجهيزات من الخارج و إثقال كاهل الخزينة العمومية وستأخذ العملية وقت أطول من التأكد من سلامتها و تأمينها ” .
تذيل الجزائر الترتيب في تدفق الأنترنت مبني على معايير مجهولة
وعن التصنيف الأخير الذي رتب خدمة ربط الانترنت في الجزائر في المرتبة ما قبل الأخيرة على المستوى العالمي أكدت الوزيرة هدى ايمان فرعون أن معايير التصنيف تبقى مجهولة مشيرة إلى أن الجزائر عملت منذ البداية على بسط شبكة الانترنت بشكل متوازن بين المناطق الحضرية والمناطق النائية في استراتيجية قلما يتم اعتمادها في العالم لأنها لا ترتكز على صنع الأرباح بقدر ما تعتمد على المساواة في إيصال الخدمة لكل المواطنين على حد السواء .
زينب بن عزوز