دخلت أطراف المعارضة في صراع آخر، قبل أشهر قليلة عن الانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها في أفريل 2019 حول من له الأحقية في قيادة الصف للدخول للرئاسيات المقبلة، حيث شكل موقف عبد الرزاق مقري رئيس “حمس” عندما قال أن حزبه أولى بقيادة المعارضة رفضا من طرف زملاءه في الأحزاب الأخرى الذين اعتبروا أن هناك “تعاليا” من “حمس” على باقي تشكيلات المعارضة.
أكد فاروق طيفور عضو المكتب الوطني المكلف بالشؤون السياسية في “حمس” أن حزبه هو المخول الوحيد في الساحة لتمثيل المعارضة في حال قرر الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وقال طيفور في تصريح لـ “الجزائر” أمس، أنهم “يملكون 1800 منتخب باستطاعتهم ترشيح ثلاثة أشخاص لمنصب رئيس الجمهورية”. معتبرا في السياق ذاته “حمس” “مؤهلة مبدئيا لقيادة المعارضة”.
ونفى فاروق طيفور وقوف “حمس” ضد اختيار مرشح توافقي للمعارضة، مبرزا بأن الحركة مستعدة للتوافق على مرشح خارج حركة مجتمع السلم إذا كان هناك اتفاق في هذا المسعى، مشيرا إلى أن حزبه مستعد لتسهيل عملية دعم مرشح توافقي.
ووصف جيلالي سفيان رئيس حزب “جيل جديد” في حديث إعلامي، أن تصريحات رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري بـ”غير المسؤولة”، إذ أنه “من غير المعقول أن يكون الحديث بلغة الإلغاء لبقية الأطراف والتصريح بأن هناك خيارا واحدا هو الأمثل، وأنهم هم ذلك الخيار” حسب جيلالي سفيان.
وتساءل جيلالي سفيان عن السر الذي جعل “حمس” تدعو لمرشح توافقي للمعارضة في هذا الوقت بالذات، وهي التي لم تستجب لمبادرة حزب جيل جديد قبل 6 أشهر للبحث عن هذا المترشح، مؤكدا أنه في هذه المرحلة من الخطأ الحديث عن المرشح الأجدر للمعارضة، وأن الاقتراح الأمثل هو أن يتم الاجتماع للاتفاق على برنامج متكامل، وإعادة بناء الدستور، بعدها سيبرز الشخص الأبرز لتنفيذ البرنامج، ويقع الاختيار، وفي هذا السياق دعا رئيس حزب جيل جديد، جميع الأطياف السياسية بما فيها حركة مجتمع السلم، للمشاركة في الندوة الوطنية لحركة “مواطنة”” المزمع عقدها شهر أكتوبر القادم، مبرزا أن النقاش سيكون مفتوحا على جميع الملفات.
وحسب العديد من المراقبين فإن حركة مجتمع السلم أمام إعادة تحقيق سيناريوهين إثنين سبق لها وأن قامت بهما، الأول سيناريو رئاسيات 1995 عندما شاركت الحركة في الانتخابات عن طريق مؤسسها الراحل محفوظ نحناح ثم انتهت إلى المشاركة في حكومة الرئيس اليامين زروال، أما السيناريو الثاني هو ما تعلق برئاسيات 1999 عندما دعمت “حمس” المرشح عبد العزيز بوتفليقة ثم تحالف مع أحزاب السلطة فيما سُمي بـ “التحالف الرئاسي” لمدة عشرة سنوات عن طريق المشاركة في الحكومة. ويرى البعض أن عبد الرزاق مقري سيعيد سنة 2019 نفس السيناريو المطروح أمامه في ظل بحث الحركة عن تموقع داخل السلطة والابتعاد شيئا فشيئا عن المعارضة الراديكالية التي دخل فيها الحزب منذ العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة سنة 2014.
ويعتبر جيلالي سفيان رئيس “جيل جديد” أول من حث أحزاب المعارضة على الاتفاق على “مرشح واحد” لتمثيل أطياف المعارضة في الانتخابات الرئاسية 2019. حيث قال أن الحزب “يقترح التوجه إلى مرحلة انتقالية ومرشح واحد يمثل كل أطياف المعارضة”، مشيرا الى أن المرحلة الانتقالية ” تكون محددة في مدة قصيرة قدر الإمكان وفق برنامج توافقي بالتنسيق بين المعارضة السياسية والمجتمع المدني والنقابات المستقلة والجمعيات والشخصيات، ثم بعد ذلك يتم تعيين مرشحها للرئاسيات وفق طرق ديمقراطية.
وفي شرحه للمسار الانتقالي، قال جيلالي سفيان أنه يحتوي حسبه على “إصلاحات جوهرية تؤدي إلى دستور يضمن استقلالية القضاء والتمكين من إنشاء محكمة دستورية وتنصيب هيئة مستقلة لتنظيم الانتخابات، وإعادة النظر في القوانين المتعلقة بالجمعيات والأحزاب، قبل تنظيم انتخابات تشريعية ثم محلية”، يليها تنظيم “انتخابات رئاسية مفتوحة على أساس البرامج ومشاريع المجتمع”.”
وتجدر الإشارة إلى أن رئيس حركة مجتمع السلم ،عبد الرزاق مقري، قد صرح أن تشكيلته السياسية “ستفصل في قراراتها النهائية بخصوص الانتخابات الرئاسية القادمة، خلال اجتماع مجلس الشورى القادم المقرر قبل نهاية السنة الجارية”، مؤكدا أن “حمس” أولى بقيادة المعارضة، وصولا إلى خيار المقاطعة الذي يبقى مرجحا في حال إصرار أحزاب الموالاة في الدعوة إلى العهدة الخامسة. وطرح رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري- في افتتاح الملتقى الوطني لرؤساء المكاتب التنفيذية الولائية عدة خيارات وسيناريوهات متاحة أمام الحزب بشأن الرئاسيات المقبلة، منها الدخول بمرشح عن الحركة، أو دعم مشرح المعارضة، مؤكدا أن حزبه أولى بقيادة هذا التيار، وصولا إلى خيار المقاطعة الذي يبقى مرجحا في حال إصرار الموالاة إلى العهدة الخامسة.
إسلام.ك
تصريحات مقري تثير شركاءه السياسيين:
الوسومmain_post