“طاقم حكومي بلا طعم” هكذا عنونت العديد من الأحزاب بياناتها ومواقعها الرسمية بالتواصل الاجتماعي، تنديدا بتعيينات الوزير الأول نور الدين بدوي الذي كشف عن طاقمه الحكومي بعد 20 يوما من الانتظار والتي أثارت الجدل في الشارع الجزائري، ودفعت الكثير للخروج إلى الشارع رفضا لها، ورغم أن بدوي “المغضوب” عليه أكد أنها مجرد طاقم لتصريف الأعمال يبقى السؤال يطرح نفسه هل تصمد حكومة بدوي إلى الجمعة القادمة؟
وفي أول رد من الأحزاب السياسية المصنفة في خانة المعارضة، على تشكيلة الحكومة، أكدت أن بدوي لم يوفق في الاستجابة لمطالب الشارع وتحايل على الشعب فقط.
جاب الله:
“الحكومة غير شرعية لأن الرئيس يسير مرحلة بطريقة غير شرعية”
من جهته قال رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، في أول رد فعل على تشكيلة الحكومة الجديدة، قال بأنها حكومة غير شرعية لأن الرئيس يسير مرحلة بطريقة غير شرعية، وهي إصرار منهم على السير ضد إرادة الشعب الذي خرج بالملايين رفضا لهم، واصفا ذلك بـ “أشد أنواع الاستبداد، وقال إنها لم تستجب لما طرحته المؤسسة العسكرية من دعوة إلى الاستناد على المادة 7، 8 و102 من الدستور لحل الأزمة، وتوقع رئيس جبهة العدالة والتنمية، استمرار الحراك وخروج الجزائريين في جمعة سابعة لأن الشعب حسبه مصر على رحيلهم جميعا.
لويزة حنون:
“الحكومة الجديدة تحايل على الشعب”
من جهتها اعتبر الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، أن الإعلان عن الحكومة الجديدة، التي تأتي مباشرة عقب توقيف رجل الأعمال الشهير علي حداد، محاولة لإنقاذ النظام السياسي، وأن التغيير الذي نسب إلى رئيس الجمهورية، قد شمل الأسامي فحسب، وتم انتقاء الأشخاص بناء على معايير غامضة وهي تحايل على إرادة الأغلبية الساحقة من الشعب من أجل إنقاذ نظام منتهي الصلاحية، ووفقا لبيان الحزب جاء فيه أن الحكومة الجديدة دليل آخر على أن التغيير لن يكون أبدا من النظام الحالي”
وجدد حزب العمال تأكيده أن تشكيلة الحكومة الجديدة، دليل على التخبط الذي تتواجد فيه السلطة لاسيما بعد خروج ملايين الجزائريين إلى الشارع منذ 22 فيفري في مظاهرات سلمية، وجدد الحزب تمسكه بمقترحه للخروج من الأزمة، والمتمثل في استدعاء الشعب لانتخاب مجلس تأسيسي، معتبرا أنها السبيل الوحيد لإنقاذ البلد.
عبد المجيد مناصرة:
“الحكومة الجديدة استفزاز للشعب”
قال رئيس حركة مجتمع السلم الأسبق، عبد المجيد مناصرة، إن التعديل الحكومي الجديد استفزاز للشعب، وأشار في منشور له على فيسبوك، أن مصادمة الشعب واستفزازه بهذا التعيين يعقد الأزمة ولا يحلها، ودعا مناصرة الجيش لحل الأزمة وتحقيق مطالب الشعب، وحفظ هيبته وهيبة الدولة عليه، كما دعا الى ترسيم استقالة رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، وتأكيد استقالة رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح،وطالب بالحوار مع الأحزاب، لتشكيل اللجنة المستقلة لتنظيم الانتخابات، بالتوافق وتعديل قانون الانتخابات مع التحضير الجيد للانتخابات، لتجري وفقا للمعايير الدولية.
سمير شعابنة:
“الحكومة الجديدة مخيبة لمطالب الجزائريين”
من جهته قال سمير شعابنة، نائب برلماني عن الجالية الجزائرية بفرنسا، أن الحكومة الجديدة لا حدث لأنها جاءت لمهمة معينة وفترة معينة، مشيرا إلى أنها لم تلبي مطالب الشعب والحراك الأخير، لأن المواطنين طالبوا بوجوه جديدة لديها خبرة خاصة وأن الوزير المعين يجب أن يكون ذو مستوى وخبرة كبيرة سبقتها ترقيات عديدة وليس وجوها غير معروفة.
بن فليس:
“حكومة بدوي ضرب للريح بالهراوة”
ولم يتأخر رئيس حزب طلائع الحريات، علي بن فليس، في انتقاد تشكيلة الحكومة المعلن عنها من طرف بدوي، واعتبرها بن فليس بأنه تعبر عن مواصلة التصميم على الإثارة والتحدي، فهي لا تنم عن أية إرادة للتهدئة، و ليست في مستوى خطورة الأزمة الحالية و المتطلبات السياسية و المؤسساتية والدستورية للانسداد السياسي الذي تواجهه الجزائر حاليا ، مؤكدا أنها فشل آخر يضاف للقائمة الطويلة من نكسات نظام سياسي منته و لا يرغب سوى في أن تخلفه الفوضى والدمار، وأفاد بيان لحزب طلائع الحريات، أن تشكيل الحكومة الجديدة ليس سوى مجرد “ريح في الشباك” أو ضربة “بالهراوة في الريح” من طرف نظام سياسي لم يعد يدري ماذا يفعل و لا يعي مآل تصرفه في الوقت الذي تتصاعد فيه الثورة الشعبية في المقاومة لتبين بحق الطابع غير المجدي وغير المفيد لهذا النظام.
وأضاف في ذات الصدد: “إن أقل ما يمكن أن يقال، في موضوع الحكومة هو أن تشكيلتها لم تتم في أفضل الظروف، وبالفعل، فالسلطة القائمة لم توفق في اختيار الشخصية التي وضعتها على رأس الحكومة بلجوئها إلى وجه من وجه النظام السياسي القائم والفاقد لكل مصداقية والمرفوض شعبيا”.
السكرتير الأول للأفافاس حكيم بلحسل:
“إعلان الحكومة الجديدة يهدف لإعادة تنظيم السلطة لصفوفها”
من جهتها اعتبرت جبهة القوى الاشتراكية، أن إعلان الحكومة الجديدة يهدف لإعادة تنظيم السلطة لصفوفها وفي بيان وقعه السكرتير الأول، حكيم بلحسل، ندد الأفافاس بما اعتبره احتقارا وتجاهلا للمطالب المشروعة والملحة لجميع الشعب الجزائري الذي يطمح ويكافح من أجل التغيير الجذري لهذا النظام، وأدان أقدم حزب معارض الدعاية الإعلامية التي تهدف إلى خلق سوء الفهم والارتباك بين الجزائريين والرأي العام.
واتهمت جبهة القوى الاشتراكية الحكومة بالعمل على اغتيال الحراك الشعبي، بالمقابل دعت الحزب الشعب الجزائري إلى الحفاظ على حشد التعبئة من أجل تحقيق مطالبها المشروعة.
كتلة الأحرار تتبرأ من حكومة بدوي
مكن جهتها أعلنت المجموعة البرلمانية للأحرار، بالمجلس الشعبي الوطني، تبرأها من تعيين فتحي خويل، وزيرا للعلاقات مع البرلمان في حكومة نور الدين بدوي، الجديدة، وجاء في بيان للكتلة البرلمانية للأحرار بالغرفة السفلى للبرلمان، التي يرأسها لمين عصماني، إنها لم تكن تعلم بحيثيات تعيين النائب عن ولاية الجلفة فتحي خويل، وزيرا بالحكومة، التي وصفتها بـ “حكومة تصريف الأعمال”، مؤكدة أن هذا الوزير لا يمثلها بتاتا ويتحمل المعني بالأمر شخصيا تبعات قبول انضمامه لهذه الحكومة.
جبهة المستقبل تعتبر حكومة بدوي “لا حدث”
هذا واعتبر حزب جبهة المستقبل، أن الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة بقيادة الوزير الأول نور الدين بدوي بـ “لا حدث”، حيث يرى الحزب أن الحل الوحيد للخروج من الأزمة التي تعيشها الجزائر منذ 22 فيفري يكمن فيما اقترحه الحزب سابقا بتفعيل المادة 102 بالإضافة إلى المادة 7و8 من الدستور والذهاب إلى انتخابات رئاسية في أقرب وقت ممكن، وفي هذا الشأن صرح المكلف بالإعلام لدى جبهة المستقبل رؤوف معمري، في تصريح إعلامي له قال أنه يرى أن المخرج الوحيد للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد هو الذهاب إلى انتخابات رئاسية في أقرب وقت ممكن، ويتم ذلك عن طريق تطبيق المادة 102 من الدستور والمواد ذات الصلة.”
اعتصام بالبريد المركزي ضد حكومة بدوي الجديدة
ويشار إلى أنه تم أمس تنظيم اعتصم صباح الأمس من طرف المئات من المواطنين في ساحة البريد المركزي وسط العاصمة، احتجاجا على تشكيلة حكومة تصريف الأعمال الجديدة و أكد الغاضبون رفضهم لهذه القرارات لذلك التي تعد استفزاز للحراك الشعبي السلمي
وعبر المحتجون عن مطالبهم بضرورة رحيل جميع رموز النظام وعدم رضاهم على الوجوه الجديدة التي أعلن عليها أمس الأول بدوي، باعتبارها تمثل النظام ذاته، ولا يوثق في قدرتها على تسيير المرحلة الحالية بكل حيادية، رافعين شعار “يتنحاو قاع” وأكد المحتجون الذين كانوا يحملون الرايات الوطنية مواصلة الاحتجاجات إلى غاية رحيل جميع رموز النظام مشددين على رفضهم حكومة بدوي التي جاءت بعد 20 يوم من السبات بتشكيلتها الحالية وهو استفزاز للحراك الشعبي السلمي وكذلك تعبير عن استمرار سياسة أمر الواقع و فرض القرارات الأحادية الفوقية بنفس الوجوه و بنفس السياسات.
ومقابل موجة الرفض التي استقبلت بها حكومة بدوي التزم الأفلان والأرندي الصمت إلى جانب صمت حزب تاج والحركة الشعبية الجزائرية التي انزوت بنفسها عن أي رد فعل تجاه ما يجري في الساحة.
رزاقي.جميلة