شرع رئيس حزب العدالة والتنمية عبد الله جاب الله أمس في سلسلة مشاورته مع ما أسمته خارطة الطريق التي توجت لقاء المعارضة بالشخصيات الوطنية المشهود لها بالمصداقية والوطنية في محاولة منه لتشكيل الهيئة الرئاسية بحيث التقى هذا الأخير أمس وزير الخارجية الأسبق طالب الإبراهيمي.
وأفاد القيادي في الحزب لخضر بن خلاف في تصريح ل ” الجزائر ” أمس أن رئيس حزب عبد الله جاب الله التقى أمس بوزير الخارجية الأسبق في بطالب الإبراهيمي وتناولا الطرفان بالنقاش المستجدات التي تعرفها الساحة السياسية من الحراك الشعبي وطريقة تعامل السلطة معه وتم عرض عليه خارطة الطريق التي تمخضت أمس أول عن اجتماع المعارضة في مقر الحزب العدالة والتنمية وقال :”التقينا اليوم (أمس) مع طالب الإبراهيمي كان لقاء عاديا وهي زيارة ليست الأولى من نوعها بل سبق لرئيس الحزب عبد الله جاب الله أن التقى بهذا الأخير الأسبوع الفارط وهو لقاء عادي للتشاور حول شؤون البلاد وتبادل وجهات النظر وعرضنا على الإبراهيمي خارطة الطريق التي أجمعت عليها المعارضة في سادس لقاء لها والتي تسمى اليوم بفعاليات قوى التغيير لنصرة خيار الشعب “.
هذا واقترح قادة الأحزاب والشخصيات المعارضة في سادس اجتماع لهم خارطة طريق لحل سياسي في إطار الشرعية الشعبية المنصوص عليها في المادة 07 من الدستور وتنفذ بعد انقضاء العهدة الرئاسية الحالية. وتتمثل الإقرار بمرحلة انتقالية قصيرة بـ 6 أشهر يتم فيها نقل صلاحيات الرئيس المنتهية عهدته لهيئة رئاسية ودعوة مؤسسة الجيش الوطني الشعبي للاستجابة لمطالب الشعب والمساعدة على تحقيقها في إطار احترام الشرعية الشعبية مع تشكيل هيئة رئاسية من شخصيات وطنية مشهود لها بالمصداقية والنزاهة والكفاءة، تتبنى مطالب الشعب، ويلتزم أعضاؤها بالامتناع عن الترشح أو الترشيح في الاستحقاقات الانتخابية اللاحقة تتولى صلاحيات رئيس الدولة وتقوم بمهام تعيين حكومة كفاءات وطنية لتصريف الأعمال وإنشاء هيئة وطنية مستقلة لتنظيم الانتخابات.
المطالبة بتدخل الجيش لا تعني “الانقلاب”
وبالموازاة مع ذلك فند رئيس حزب فجر جديد الطاهر بن بعيبش التأويلات التي راحت لها بعض الجهات لإدراج مطالبة المعارضة لتدخل الجيش في خانة الانقلاب العسكري وأكد أن المعارضة نحن دعت المؤسسة العسكرية لتحمل مسؤولياتها في هذا الظرف الحساس بوصفها المؤسسة الوحيدة المتماسكة في ظل عدم وجود أي مؤسسة أخرى قائمة وتملك الشرعية وقال في تصريح له أمس :” مطلب المعارضة بخصوص تدخل الجيش كان واضحا وورد في خارطة الطريق حرفيا ” دعوة الجيش الوطني الشعبي للاستجابة لمطالب الشعب والمساعدة على تحقيقها في إطار احترام الشرعية الشعبية.
ومن جهته أكد القيادي في جيل جديد إسماعيل سعيداني أن مقترحات المعارضة المجتمعة في بيت جاب الله أول أمس ليست بالجديدة وسبق لحزبه ان اقترحها وقال في تصريح لـ “الجزائر ” بالنسبة لنا في جيل جديد لم تأت بالجديد بحيث أن كل المقترحات كنا قد أعلناها وهي صورة طبق الأصل لما كان جيل جديد قد اقترحه قبل صدور قرار تعليق المسار الانتخابي “.
المحلل السياسي سفيان صخري لـ “الجزائر”:
خارطة طريق جيدة لو لم تقترحها أحزاب فاشلة
اعتبر المحلل السياسي سفيان صخري أن خارطة الطريق التي عرضتها المعارضة للخروج من حالة الانسداد التي تتخبط فيها البلاد من مطالب الشعب المنادية برحيل النظام كلية وسياسة صم الآذان التي تنتهجها السلطة القائمة والمستمرة فيها وتعنتها رغم المسيرات المليونية للجزائريين ذات الشعارات و المطالب الواضحة بالرغم من أنها جيدة و قادرة على إخراج البلاد من حالة الأزمة غير أن اقتراحها من أحزاب المعارضة يجهلها تسقط في الماء وولدت ميتة بالنظر لكون الشعب الجزائري يقبل أن يأتيه الحل من رجال السياسة وبخاصة المعروفين و قال في تصريح ل ” الجزائر” أمس ” خارطة الطريق التي اقترحتها المعارضة في لقائها السادس إيجابية كان من شأنها أن يكون لها نتائج إيجابية إذا ما تم اقتراحها من غير الأحزاب السياسية لأن المسيرات المليونية التي شهدتها البلاد على مدار 5 جمعات متتالية أبانت عن رفض تام للأحزاب السياسية من موالاة و معارضة و بالتالي في اعتقادي لا أمل و لن تجد لها قبولا من الشعب الذي يطالب بمفاوضة السلطة وجها لوجه بعيدا عن ممثلين و لسان الحال ” و أضاف في السياق ذاته :” و أريد أن أؤكد أن ما اقترحته المعارضة ليس بالأمر الجديد بل سبق لنخبة من الأساتذة الجامعيين أن اقترحوا نفس الخارطة سابقا غير أنه لم يتم الكشف عنها لوسائل الإعلام و في إعتقادي لو ترك الأمر للأساتذة لأثمرت “.
وأشار ذات المتحدث أنه على الأحزاب السياسية أن تدرك حقيقة واحدة وهو أنه لا تحظى بالقبول لدى الشعب ما يعني كل مبادرة أو حل مهما كان فعالا إذا كان وراءه سياسيون فإن الشعب سوف برفضه و محكومة عليه بالفشل و قال :” الخروج من الأزمة التي تتخبط فيها البلاد بحاجة لندوة لا تكون السلطة مشرفة عليها و لا يمكن رسم خارطة طريق للخروج مما تعيشه البلاد اليوم تحت إشراف السلطة الحالية “.
زينب بن عزوز