ازداد الغموض والتضارب بشأن فكرة استكمال الموسم الجاري، بعدما أعلنت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم “الفاف”، تمسكها باستئناف المنافسة، بعد رفع الحجر الصحي، وذلك خلال اجتماع المكتب الفدرالي المنعقد أول أمس، وهو القرار الذي يأتي مخالفا لرغبة الأندية المحترفة في التوقيف النهائي للموسم، فضلا على رؤية خبراء الصحة الذين أكدوا على استحالة استكمال الموسم في ظل الظروف الراهنة.
الإبقاء على خطة استكمال الموسم التي أقرها في أفريل لماضي
وقرر المكتب الفدرالي للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، إرجاء حسم مصير الموسم الجاري، والإبقاء على قراره الذي اتخذه في اجتماع 30 أفريل الماضي، والقاضي باستئناف المنافسة فور رفع الحجر الصحي، واعتماد نفس الخطة التي أقرها في ذات الاجتماع، والتي تقضي بمواصلة ما تبقى من الموسم الكروي 2019-2020 لكل من الرابطتين الأولى والثانية في غضون 8 أسابيع، عقب خضوع الأندية إلى مرحلة تحضيرات تتراوح ما بين خمسة وستة أسابيع، مهما كان تاريخ إعطاء الضوء الأخضر من قبل السلطات العمومية للاستئناف، تليها فترة راحة تامة لمدة أسبوع على الأقل بالنسبة للاعبين، ثم مرحلة أخرى لعودة النشاط تدوم شهر، والتي تسبق بداية فترة التسجيلات، بعدها ينطلق الموسم الجديد في تاريخ يحدد لاحقا.
رمي الكرة في مرمى وزارة الصحة والسلطات العليا
في ذات السياق، جددت “الفاف” تأكيدها بأن قرار العودة إلى المنافسة يبقى بيد وزارة الصحة والسلطات العليا في البلاد، مفضلة الانتظار لحين الحصول على إشارات واضحة من الهيئات الحكومية والصحية، وموضحة أنها لا تستطيع اتخاذ أي قرار في هذا الصدد دون الرجوع إلى الجهات الصحية المختصة، في إشارة واضحة إلى أن هيئة الرئيس خير الدين زطشي ترمي الكرة في مرمى السلطات العليا التي سيكون بيدها إعلان الموسم الأبيض أ واستئناف المنافسة بعد رفع الحجر الصحي.
رغبة المكتب الفدرالي تصطدم برؤية خبراء الصحة
وكان خبراء الصحة، وقريبون من ملف وباء “كورونا” في الوزارة الوصية، قد أبرزوا رأيهم فيما يتعلق باستكمال الموسم الجاري، مؤكدين أن أفضل قرار يمكن اتخاذه هو إلغاء الموسم، حيث نصح في وقت سابق، مـحمد بقاط بركاني، عض واللجنة الجزائرية لرصد ومتابعة انتشار فيروس “كورونا” المستجد، بإيفاق الموسم الكروي الحالي، بسبب الأزمة الصحية، وحفاظا على صحة الجميع، خاصة أن الوضعية الصحية في الجزائر غير متحكم فيها بعد، مبديا شكوكه في قدرة الأندية على احترام البروتوكول الصحي الذي اعتمدته الاتحادية، وهو الرأي الذي يصطدم برغبة “الفاف” في العودة مجددا إلى النشاط الكروي وتمسكها باستكمال الموسم فور رفع الحجر الصحي.
إجماع لدى الأندية على ضرورة إيقاف البطولة
ويأتي قرار المكتب الفيدرالي غداة الاجتماع الأخير للرابطة المحترفة لكرة القدم والأندية، حيث قررت أغلبية الفرق التوقيف النهائي للموسم الجاري وتغليب المصلحة العامة تفاديا لتفشي عدوى فيروس “كورونا” وسط اللاعبين، وهو ما أكده رئيس الرابطة عبد الكريم مدوار الذي قال أن أغلب رؤساء الأندية قد عبروا عن رفضهم استئناف المنافسة بسبب الوضعية الصحية الحرجة التي تجتازها البلاد، كما أبرز مسؤول والأندية استحالة تطبيق البروتوكول الصحي الذي تشترطه وزارة الصحة، مضيفا بأن هيئته ستقدم تقريرا مفصلا للمكتب الفيدرالي بخصوص اجتماعها مع أندية وسط البلاد.
“الفاف” ستساعد الأندية ماليا على تطبيق البروتوكول الصحي
وفي شأن متصل، كشفت مصادر مطلعة بأن الاتحادية الجزائرية للعبة، قررت مساعدة الأندية ماليا، من أجل مساعدتها على تطبيق البروتوكول الصحي الذي أقرته الهيئة، وذلك من خلال المنحة الذي تلقتها من قبل الاتحادية الدولي للعبة “الفيفا”، حيث أقدم على منح الاتحادات مساعدات مالية للتصدي للآثار الاقتصادية التي خلفها انتشار “كورونا” عبر العالم، علما أن الفرق أكدت على صعوبة تطبيق الإجراءات الصحية بسبب نقص الإمكانيات.
عادل.ب