جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
“وزيرة الثقافة مطالبة بإعادة الاعتبار للفنان الجزائري“
وصفت الممثلة صبرينة بوقرية تجربتها في مسرحية “جي بي أس” بالمميزة، خاصة وأنها تقوم فيها بأداء ثلاثة أدوار اعتبرتها ثلاثة أوجه لعملة واحدة، مضيفة في حوار مع “الجزائر”، أن المسرحية ستكون رقما صعبا في مهرجان المسرح العربي في طبعته الثانية عشر الذي سينظم في الأردن، كون ذات العرض المسرحي الذي أنتجه المسرح الوطني الجزائري “محي الدين بشطارزي” وأخرجه محمد شرشال، فريدا في شكله لأنه من نوع المسرح الصامت، الذي يعد من أصعب أشكال المسرح، كما تحدثت ذات الممثلة عن مسارها الفني، مشيرة في سياق آخر أن وزيرة الثقافة الجديدة أمام مهمة كبيرة تتمثل في إعادة الاعتبار للفنان الجزائري وتطهير القطاع الثقافي ككل… فيما يلي نص الحوار:
– بداية… تشاركين في مسرحية “جي بي أس” إخراج محمد شرشال وإنتاج المسرح الوطني الجزائري.. هل لك أن تحدثينا عن دورك في العمل؟
مشاركتي في هذا العمل الفني القيم “جي بي أس” شرف لي و أعتز كوني ضمن الفريق و بالأحرى الأسرة لأن ما يجمعنا هو حب الفن النقي الهادف المسؤول والذي بات جزءا منا، فيما يخص أدواري فهي ثلاثة أدوار يمكن اعتبارها ثلاثة أوجه لعملة واحدة، فدور القابلة يجسد بمعناه من يستقبلنا لحظة خروجنا إلى الحياة و خباياها هنا نجد القابلة اللامبالية بجوهر مهنتها والاستغلالية مع وجود جانب الإنسانية أحيانا في تصرفاتها ولو بقسوة، وجسدت هذا الدور كقصيرة القامة naine لكي لا ننسى إنهم جزء من مجتمعنا. أما الدور الثاني فهو دور مديرة المدرسة المتزمتة اللا رحيمة و التي تساهم في محو أحلام و أمال و تطلعات الأطفال وعدم السماح لهم برسم ملامح شخصياتهم وهوياتهم وتساهم في إرساء دعائم الظلام الذي يمثل الجهل و تغتال كل من يريد للنور أن يظهر، في حين الدور الثالث هو دور المخبر أو الجاسوس التابع للجهة المسيرة لكل الأحداث والذي يكون الحاضر الغائب وسط كل ما يدور في المشهد الحياتي بحضوره الجسدي وجموده أغلب الوقت بدون أي حركة ليترك للمتلقي كل الاحتمالات و القراءات، وهنا تقمصت دور رجل و هو من بين تحدياتي التي قمت بها في “جي.بي.أس” .
– مسرحية “جي بي أس” تشارك قريبا في مهرجان المسرح العربي بالأردن.. بحس الفنانة المبدعة، هل تعتقدين أن العرض سيحقق الهدف المنشود وسيكون رقما صعبا في التظاهرة ولم لا يفتك لقب سلطان بن محمد القاسمي؟
هدفنا الأسمى هو تقديم الأجود و الأرقى، و مشاركتنا بعد اختيارنا من بين عديد الأعمال الفنية المسرحية في الوطن العربي ضمن المنافسة هي في حد ذاتها انتصار لنا، الجائزة إن كانت من نصيبنا فهي تثمين لجهود بذلت بكل تفان و حب للمسرح، وأكيد سيكون رقما صعبا في هذه التظاهرة كونه فريدا في شكله فالمسرح الصامت من أصعب أشكال المسرح وهو العرض الوحيد المشارك بدون ولا كلمة.
– بدأت في ممارسة المسرح وأنت صغيرة، لتقدمي فيما بعد أعمالا تلفزيونية وسينمائية على غرار “البوغي“، “أعصاب وأوتار“… إلخ، هل ترين أن الجمهور الجزائري يقدر الفنان وكل عطاءاته التي يقدمه؟
بدايتي في المسرح كانت بأواخر 1999 بجامعة قسنطينة بعمل مسرحي صامت وما يعرف بالبونتوميم وبعدها توالت الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية كانت نظرتي للميدان الفني مختلفة عن ما هي الآن و سطحية، فالتجارب التي مررت بها جعلتني أنضج لأفهم حقيقة الفن والفنان في الجزائر ومكانته و نظرة المجتمع له، على العموم تقدير الجمهور لنا يأتي عندما يجد الفنان التقدير الضائع لدى السلطات تقدير للفن عموما وإعطاءه ابسط حقوقه و رفع معايير الجودة الفنية، لذا فتقدير مجهوداتنا للوقت الراهن تقريبا معدومة للأسف…
– ما هو الدور الذي تتمنين تقديمه للجمهور؟
أدوار كثيرة ومتنوعة تجعلني افهم الناس أكثر واكتسب خبرات أكثر، فأنا جد جشعة و طماعة فيما يتعلق بالتمثيل.
– ما هي الرسالة التي توجهينها لوزيرة الثقافة الجديدة مليكة بن دودة؟ وهل تأملين تحسن القطاع الثقافي والفني؟
أنا لا اعرفها ولا اعرف خلفيتها الثقافية ولا حتى موقفها من الفن والفنانين لذا لا أستطيع الحكم عليها ولا حتى إعطاء رأيي فيها، جل ما أتمناه هو أن تكون إنسانة منفتحة على الفن ومحبة له و تسعى لتطوير و تحسين المستوى الكلي له، مقدرة لأهميته في الصعود و الرقي بالمجتمع ودوره في تربية و توعية الأجيال وتنويرهم، كما أتمنى أن تعطي الفنانين حقهم و تعيد لهم مكانتهم ، مع رفع معايير انتقاء واختيار الأعمال الفنية والتعامل بالكفاءات لا بالعلاقات الشخصية.
صبرينة كركوبة