يتزايد اهتمام الدول الإفريقية بخلق شراكات أوسع مع الجزائر كما يتزايد الإهتمام باستيراد المنتجات الجزائرية، وبالمقابل تعمل الجزائر على توسيع العلاقات التجارية البينية مع هذه الدول قصد التمكين للمنتجات الوطنية من التوغل في السوق الإفريقية.
أكد العديد من ممثلي الدول الإفريقية التي كانت حاضرة في الطبعة الثانية للصالون الإفريقي للأعمال “سادا 2023” والذي انطلقت فعاليته أول أمس، بقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة وتختتم اليوم الثلاثاء، على وجود فرص كبيرة لتكثيف التبادل البيني بين بلدانهم والجزائر، كما أكدوا على جودة المنتجات الجزائرية، و على الاهتمام الكبير لبلدانهم وشركاتهم بخلق شراكات مع نظرائهم في الجزائر، و ذلك في العديد من القطاعات.
المستشار الأول بسفارة السنغال بالجزائر، مامادو بوي با:
“المنتجات الجزائرية ذات جودة عالية”
قال المستشار الأول بسفارة جمهورية السنغال في الجزائر، مامادو بوي با، في تصريح لـ”الجزائر” إنه “للصالون الإفريقي للأعمال “سادا 2023” فرصة جيدة جمعت بين المستثمرين ورجال الأعمال والشركات من مختلف الدول الإفريقية هنا بالجزائر، وهذا سيسمح بالتعارف فيما بينها”، كما أكد أنه فرصة أخرى لإحداث تقارب بين رجال الأعمال والمستثمرين بين البلدين.
وأضاف المستشار الأول بسفارة السنغال، أن “السوق الجزائرية واسعة وهذا بالنظر أولا لحجم تعداد السكان الذي تجاوز 41 مليون نسمة، وفي المقابل نجد أن عدد السكان في السنغال 16 مليون نسمة، واعتبر أن هذه الأرقام تعكس لنا حجم الاستهلاك والاحتياجات، وهو ما يدفع بالبلدين للتعاون أكثر وتعزيز التبادلات فيما بينهما.
وأكد بوي با أن “المنتجات الجزائرية ذات جودة عالية وهي في الأخير منتجات افريقية، وهذا شيء جميل، لأنها تنتج من قبل أفارقة وتوجه نحو أفارقة، ولهذا “عينا أن نعرف ماذا نريد وماذا نحتاج”، وقال إنه “من الضروري أن ترتقي العلاقات التجارية بين الدول الإفريقية فيما بينها أكثر أكثر من اجل الدفع بالإقتصاديات الإفريقية نحو النمو أكثر”.
وبخصوص العلاقات التجارية بين الجزائر والسنغال، اعتبر المتحدث ذاته أنه منذ 2019 عرفت هذه العلاقات تطورا كبيرا، وانعكس ذلك في فتح خطوط بحرية وجوية مباشرة بين عاصمتي البلدين، إضافة إلى فتح فرع من البنوك العمومية الجزائرية –البنك الوطني الجزائري- بالسنغال، وهو أول بنك جزائري يفتح فرع له بالخارج، وقد اختار السنغال، وهو ما يؤكد –حسبه- قوة هذه العلاقات التي ستسهم مستقبلا في تعزيز أكثر للتعاون والشراكة الاقتصادية، لاسيما في شقها التجاري.
كما أشار إلى العديد من الاتفاقيات التي أبرمت بين البلدين لتعزيز التبادل التجاري، ومنها اتفاقية بين الشركة الوطنية للمعارض والتصدير “سفاكس” ومركز البحث الدولي للتبادلات الخارجية السنغالية، إضافة إلى اتفاقية وقعتها “سافاكس” لفتح قاعة عرض بالعاصمة السنغالية داكار لعرض مختلف المنتجات الجزائرية .
من جانبه، قال جوس يونغا، ممثل عن سفارة كونغو برازافيل بالجزائر، في تصريح لـ”الجزائر”، إن مشاركة بلاده في الصالون الإفريقي للأعمال فرصة لعرض منتجات بلاده بالجزائر وللتعرف عن قرب عن المنتجات الجزائرية في مختلف الميادين، كما أن “الهدف هو خلق فرص للتعارف المباشر بين المؤسسات الكونغولية والجزائرية في مختلف الشعب والفروع الإنتاجية، التي تقدم إضافات لاقتصاد البلدين وخلق شراكات عمومية وخاصة”.
وأكد المتحدث ذاته، أن “بلاده غنية بمجالات يمكن من خلالها خلق شراكات مع الجزائر، سواء في مجال الصيد البحري أو صناعة الخشب، كما يمكن للكونغو برازافيل الاستفادة من شراكات مع الجزائر من خلال خبرتها في مجالات الطاقة والطاقات المتجددة، لاسيما وأنها أصبحت تمثل رهانا كبيرا في ظل التحديات البيئية”، وأكد أن بلاده بحاجة إلى مثل هذا التحول نحو الطاقات المتجددة كونها اليوم لا تزال تعتمد بشكل كبير على الطاقة الخام.
ويرى ممثل سفارة كوننغو برازافيل، أن السوق الجزائرية تعرف تقدما وتطورا ملحوظا فيما يتعلق بالمبادلات التجارية، أو بنوعية المنتجات التي تقدمها الشركات المحلية، من ناحية الجودة بالخصوص، سواء تعلق الأمر بالمواد الغذائية أو الفلاحية، أو من ناحية الاستدامة، وأكد أن هناك حاجة للشراكة والتعاون مع المؤسسات الجزائرية في هذه المجالات لتطوير اقتصاد بلاده وخلق شراكة قوية على المستوى الإفريقي بصفة عامة.
سكرتير الدولة المكلف بالاقتصاد بجمهورية انغولا، افان ساندوس:
“نعمل على خلق مناخ استثمار مع شركائنا في الجزائر”
من جهته، قال سكرتير الدولة المكلف بالاقتصاد بجمهورية أنغولا، افان ساندوس، أمس، خلال تنشيطه ندوة على هامش الطبعة الثانية للصالون الإفريقي للأعمال “سادا 2023″، إن اختيار بلاده لتكون ضيفة شرف الطبعة الثانية من الصالون شرف لها، وتقدم بشكره للحكومة الجزائرية على هذه الإستضافة.
وبخصوص الاقتصاد الأنغولي والتبادلات التجارية مع الجزائر، فقال المسؤول الأنغولي، إن اقتصاد بلاده يعرف تطورا ويعتمد بشكل كبير على النفط وعلى استحداث فرص كبيرة للأعمال، كما أكد أن بلاده تركز منذ فترة ليس بالبعيدة على تطوير منتجاتها الوطنية، ووضع مخططات لخلق تبادلات بينها وبين الدول الإفريقية.
وأشار إلى أنهم قدموا إلى هذا المعرض بثلاث مخططات طموحة قصد خلق شراكة مع المؤسسات والشركاء الجزائريين، المخطط الأول حسب المسؤول الأنغولي يخص مشروع زراعة الحبوب، والثاني يخص الصيد البحري والثالث تربية المواشي والطيور.
وقال إنه خلال المعرض تم استقدام مؤسسات صغيرة ومتوسطة أنغولية ودورها هو خلق مناخ استثمار مع شركاء لها بالجزائر.
رزيقة. خ