جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
أحيت أمس غولاي هاجر تورك وفرقة هازان التركية، حفلات ثاني سهرات المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقي العتيقة في طبعته 13، حيث كانت الأجواء ملية بالحيوية ومفعمة بالدفء.
الفنانة التركية أمتعت جمهور دار “أوبرا الجزائر بوعلام بسايح”، الذي توافد بكثرة وتفاعل مع أداء الفرقة، رغم حاجز اللغة، حيث كسرت الموسيقى الحاجز اللغوي و سافرت بكل الحاضرين إلى عوالم جمالية.
وعلى إيقاع أوتار هذه الآلة ضبطت غولاي هاجر إيقاع صوتها و كان الجهور يدرك و يفهم ما تردد حتى وإن لم يستوعب لغتها. لكن خامة صوتها شدت الحضور واستطاعت أن تجاري أوتار الآلة وتعبر عن الحزن والفرح والحرقة والرجاء وبإبداع وصلت رسالتها إلى جمهورها في كل حالاتها.
مزجت الفرقة في أدائها بين عدة آلات تعكس غنى التراث والتقاطع الحضاري بين موسيقى حوض المتوسط والبحر الأسود فعلى إيقاع البندير وووالعود استحضر جمهور قاعة أوبرا بوعلام بسايح بعض مقاطع الموسيقى الجزائرية قد يكون صادفها أو استوقفته يوما ما. كما أعادت آلة القانون تحت قيادة الجزائري السيد رفيق صاحبي إلى الأذهان الإيقاعات العربية التي عبرت الحضارات واستوطنت القلوب والذاكرة والتراث المتقاطع لشعوب ضفتي المتوسط بل وطوعت أذواقا وانضوت تحتها عدة إيقاعات وألحان منذ قصور العباسين إلى زمن الوصل بالأندلس.
هاجر تورك وفي ثالث وقوف لها أمام الجمهور الجزائري تمكنت من اسر القلوب والعقول بتقديم باقة من الأغاني التراثية القديمة لتركيا وما جمعته رفقة فرقتها من تراث بلاد الأناضول التي ضمت مزيج من الثقافات والحضارات من الأرمن إلى اليونان والأكراد وقد نجحت غولاي بإيصاله على تنوعه و ثراءه إلى الجهور الذي صفق طويلا لصوت أضفى دفئه على مساءٍ بارد في أوبرا الجزائر.