سيكون النواب الجدد اليوم على موعد مع تنصيب المجلس الشعبي الوطني في طبعة ثامنة منه منذ الاستقلال وبالنظر إلى التركيبة التي خرجت بها انتخابا 4 ماي 2017 والإبقاء على الخارطة البرلمانية السابقة مع بعض التغييرات الطفيفة في نسب التواجد بين الأحزاب فإن المراقبين يرون أن المجلس الشعبي الوطني الجديد سيكون نسخة مطابقة للمجالس السابقة لاسيما بعد عام 2002 بينما يرى آخرون أن الوضع السياسي والاقتصادي الصعب والتعديلات الدستورية الجديدة سيحرك البرلمان هذه المرة لتقديم الأفضل وليصبح فضاء للنقاش السياسي المثمر بامتياز.
بعد انتخابات مشحونة، اشتغلت على إيقاد فتيلها أغلب الأحزاب المشاركة في التشريعيات الماضية، سيتم صبيحة اليوم انتخاب رئيس المجلس الشعبي الوطني في عهدته الثامنة، والتي ستعرف ظهور اسم جديد على رأس هذا المجلس، متمثلا في البرلماني والمناضل “الأفلاني” سعيد بوحجة، الذي سيكون في منصب الرجل الثالث في البلاد بعد رئيس الجمهورية وؤئيس مجلس الأمة.
السؤال الذي يطرحه المتتبعون للشأن السياسي في البلاد، هو كيف سيبدو شكل البرلمان المقبل مقارنة بسابقيه، وهل سيكون له تأثير على الحياة السياسية والتشريعية في البلاد؟
المعلوم لدى العام والخاص، أن أعمدة البرلمان من النواب الموالين منهم أو المعارضين، قد كتبوا لأنفسهم حضورا جديدا في البرلمان القادم، ولعل أبرز مثال على ذلك، البرلماني عن جبهة التحرير الوطني بهاء الدين طليبة، و برلماني التجمع الوطني الديمقراطي صديق شهاب، وكلاهما من جبهة الموالاة، أما من جهة المعارضة فسيعرف مبنى زيغود يوسف عودة كل من حسن عريبي، نائب عن جبهة العدالة والتنمية ، وكذا عبد المجيد مناصرة رئيس حركة التغيير الذي سيُدمج حزبه مع “حمس” في غضون الأيام المقبلة، بالإضافة إلى ذلك سيعرف هذا الصرح الهام وُلُوج أسماء أحزاب وقوائم جديدة، ستكون في بادئ الأمر مستكشِفةًٌَََُ لهذا الفضاء الجديد قبل أن تكون فاعلة فيه، في صورة النواب الجدد المنتمين للأحزاب الصغيرة أو القوائم الحرة.
واعتبر المحلل السياسي الدكتور عبد العالي رزاقي، اختيار النائب البرلماني عن حزب جبهة التحرير الوطني سعيد بوحجة بالخيار الصائب، كون الأخير رجل مجاهد نظيف لم يتورط في قضايا فساد مقارنة بمن سبقه، كما أنّ النواب الذين سيعمرون البرلمان المقبل والمحسوبين على الموالاة لن يقدموا أي شيء إضافي، وكذلك الأمر بالنسبة للأحزاب الصغيرة، ليبقى الأمل بيد المعارضة التي قد تزعج السلطة بطرح مشاريع قانونية فعالة، قائلا “البرلمان المقبل هو عبارة عن فسيفساء كبيرة، حيث سيعرف تنوعا كبيرا سيشمل أحزاب تقليدية وأخرى جديدة بالإضافة إلى العشرات من القوائم الحرة، وأما بخصوص اختيار السعيد بوحجة لرئاسة البرلمان المقبل فهو حسب رأيي قرارا جيدا، وهي أول مرّة يتم اختيار رجل ومجاهد نظيف لا يرتبط بأي قضية فساد مقارنة بمن سبقه في هذا المنصب، كما أن الإعلان عن اسمه مسبقا وقبل تقديم الترشيحات يعد سابقة في تاريخ البرلمان الجزائري”.
الأحزاب الصغيرة ظاهرة صوتية
من جهة أخرى، وصف رزاقي البرلمان المقبل بالعادي وغير المؤثر، كون الأغلبية البرلمانية فيه والمتمثلة في “الأفلان والأرندي” ستعمل على مواصلة السير بالطريقة ذاتها التي كانت عليها من قبل في تشريع القوانين، ليتم بعد ذلك نسب هذه المشاريع إلى الرئيس وبرنامجه، لتبقى الأحزاب المحسوبة على التيار الإسلامي المعارضة، الصوت الفعال الوحيد في هذا البرلمان القادر على تقديم مشاريع مفيدة قد تخدم البلاد، قائلا “لا أتوقع من البرلمان المقبل أن يكون مغايرا لسابقيه من حيث التشريع، ذلك أنّ المشاريع التي سيتم طرحها والتصديق عليها ستكون فارغة، كون الأغلبية المتكونة من “الأفلان والأرندي” تريد المواصلة على نفس منهاج العُهد السابقة، ونسب ذلك للرئيس وبرنامجه، أمّا بخصوص الأحزاب الصغيرة والقوائم الحرة هي في نظري مجهولة الموقف ولا يمكن التنبُؤ بما ستقوم به”.
ع.فداد