الخميس , مايو 2 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / المحلي / بسبب ضعف الميزانية وشح الوعاء العقاري:
بلدية الرايس حميدو تعاني من النقائص والمواطن يدفع الثمن

بسبب ضعف الميزانية وشح الوعاء العقاري:
بلدية الرايس حميدو تعاني من النقائص والمواطن يدفع الثمن

تقع بلدية الرايس حميدو غرب العاصمة، تابعة إقليميا للدائرة الإدارية لباب الوادي، وتعرف لدى العاصميين باسم “لابوانت” وتعود تسميتها إلى أمير البحر الرايس حميدو بن علي. تتميز بموقعها الساحلي المحاذي للبحر وتتوفر على مناطق سياحية هامة وكذا على عديد القصور يعود بناء بعضها إلى أيام التواجد العثماني بالجزائر.
ما يزال قاطنو بلدية الرايس حميدو يشتكون من حالة ركود التنمية بها، إذ تفتقر للمرافق الضرورية وتهيئة الطرق وانعدام شبكة الغاز الطبيعي ببعض الأحياء بسبب تضاريس المنطقة.
يطمح سكان الرايس حميدو بالعاصمة، من رئيس بلديتهم أن يرفع عنهم الغبن الذي يأبى أن يفارقهم في بلدية تكاد تفتقد للمشاريع التنموية نظرا لغياب العقار تارة وصغر مساحة البلدية تارة أخرى بسبب تضاريسها الوعرة التي حرمتها من توسعة طرقاتها ومسالكها الضيقة فضلا عن المشاريع السكنية التي لا يمكن بأي حال أن تستقبلها بلدية تعاني من أزمة سكن خانقة زادتها البنايات القديمة مظهرا بائسا لاسيما تلك المتواجدة على قارعة الطرقات وعلى حافة البحر.
فالرايس حميدو أو “لابوانت” كما يفضل السكان تسميتها، تلك البلدية الصغيرة التي تكبرها المآثر التاريخية حجما، ظلت لعقود من الزمن تصارع من اجل البقاء صامدة أمام مختلف المحن الطبيعية، الاقتصادية والاجتماعية… فلم تشفع آهات السكان ولا حتى رؤساء البلدية المتعاقبين عليها لإخراجها من حالة الركود التي فرضت عليها، ولهذا يطمح السكان أن يكون ابن المنطقة يعرف كل مشاكلها وخباياها على أن يعمل لصالح المنفعة العامة وليست الخاصة.

الزائر لبلدية الرايس حميدو يلمح من الوهلة الأولى تضاريسها الوعرة، فبقدر المشاهد الطبيعية التي تسحر العين، إلا أنها تبقى في غالب الأحيان نقمة على السكان لاستحالة انجاز المشاريع التنموية.. فبين حافة البحر شمالا والمرتفعات جنوبا يتخلل المشهد طريق واحد يعبر من خلاله الآلاف من المركبات يوميا قاطعين محور بولوغين باتجاه الحمامات وعين البنيان باتجاه الطريق عبر الطريق الوطني رقم 11.. يتخلل المنظر بنايات متهرئة على حافة البحر تصدع اغلبها من ارتطام الأمواج بها وملوحة البحر في حين تقابلك سكنات وكأنها معلقة من هنا وهناك فوق رأس الجبل إلى غاية أطرافه وهي الأحياء التي لا يزال سكانها يطمحون أن تصل إليهم شبكة الغاز في اقرب الآجال، خاصة وأنهم سئموا من رحلات البحث عن قارورات الغاز مع كل موعد حلول فصل الشتاء الذي يتحول لديهم إلى كابوس حقيقي.
القاطنون بحي ميرامار الذي يعتبر من أكبر الأحياء الشعبية المعروفة بالمنطقة، يؤكدون أنهم يعانون البطالة في غياب فرص العمل وشح المشاريع التنموية المحدثة لمناصب شغل دائمة. فمعظم الشباب البطال من خريجي الجامعات وحاملي الشهادات العليا نال منهم تعب البحث عن وظيفة تسد الرمق وتساعدهم على تكوين أسرة في ظل غياب مؤسسات اقتصادية وعلمية تمتص العاطلين والركض وراء الوظيفة ما دفع العديد منهم ليستنجدوا بقوارب الموت في رحلة إلى ما وراء البحار علّهم يجدون أياد تخرجهم من ماسيهم.
نقص وسائل النقل هاجس السكان
يواجه سكان الرايس حميدو صعوبة يومية في التنقل بسبب قلة وسائل النقل العمومي، وهي المعاناة التي يتجرعونها يوميا، خاصة وأن مطلب المسؤولين المحليين القاضي بتوفير خط “إيتوزا” يربط الرايس حميدو ببوزريعة لم ير النور بعد، وبالتالي تبقى سيارات “الطاكسي” وسيلتهم الوحيدة للتنقل.
انعدام فضاءات التسوق
من بين المشاريع التي تعد حيوية وتفتقر لها المنطقة، الأسواق والمحلات التجارية التي من شأنها توفير فرص عمل للشباب وتقضي على التجارة الفوضوية، غير أن سكان بلدية الرايس حميدو حرموا منها بسبب عدم توفر العقار الذي رهن تجسيدها.
مصنع الإسمنت.. يهدد حياة السكان
طالب سكان الأحياء القاطنة على مستوى بلدية رايس حميدو بإيجاد حل لهم بسبب مخلفات مصنع الاسمنت المتواجد على مستوى منطقة “فرنكو”، حيث يعاني المواطنون من أمراض التنفس والحساسية، مناشدين والي العاصمة التدخل العاجل للضغط على المسؤولين بضرورة تحديث المصفاة وتجنب كل ما يسببه من أمراض الربو والحساسية المفرطة للسكان.
وقال السكان في تصريحات اعلامية ” أن ترك المصنع الخاص بإنتاج الاسمنت الذي يعود تشييده إلى بدايات القرن الماضي أمر غير مقبول ، وهو ما دفعهم إلى مطالبة السلطات بالالتفات الجدي لهذا المشكل.
وأضاف مواطنو رايس حميدو وبالخصوص حي” فرنكو” أنهم يعانون من أمراض مختلفة بسبب تأثيرات مخلفات مصنع الاسمنت المتواجد بالمنطقة، والذي أضحى خطرا متربصا بحياتهم، فهو شبح يهدِّد صحة المواطنين ويجعل أغلبهم يصابون بأمراض مزمنة على غرار الربو، صعوبة التنفس ومختلف الأمراض الأخرى، فإن لم يكونوا قد أصيبوا بعد، فهم على وشك الإصابة والأعراض متباينة، وقد أطلق عليه السكان اسم “المرض العضال” و«المقبرة” بالنسبة لهم، مشيرين إلى أن تأثيراته تمتد حتى شارع “حميد قبلاج”، “عمار ملاح”، “مبروك بلحسن”، و«حي ميرامار”.
وأوضحوا أن أغلبهم مصاب بالربو نتيجة الغبار الكثيف المتطاير على مدار الأعوام لدرجة أنهم يتفادون فتح النوافذ إلا نادرا وخلال الأيام التي لا يعمل فيها المصنع، موضحين أنهم يفضلون الاختناق داخل جدران البيت على فتح الشرفات للتهوية، إضافة إلى أن خطر نفايات المصنع وروائحه وغباره لا يحدق فقط بالمنازل المنتشرة وإنما يتعدى ذلك إلى المدارس المجاورة له منها مدرسة “أم العيد آل خليفة”، فهي الأكثر تضررا وعرضة للغبار والنفايات الإسمنتية بدليل أن معظم التلاميذ المتمدرسين هناك مصابون بالحساسية أو الربو، وهذا حسب شهادات الأولياء الذين طالبوا السلطات الوصية ووزير الصحة بالنظر إلى وضعهم ووضع أطفالهم الصحي، والوقوف على هذا المشكل الذي بات يؤرقهم، وهذا مع العمل على توفير مناصب شغل للعمال الذين يقتاتون منه أو إيجاد صيغة أو آلية لحماية المواطنين القاطنين بمحاذاته، حيث أن المصنع وعلى الرغم مما يخلفه من تلوث المحيط إلا أنه مصدر رزق لمئات العائلات، وأنه بالإمكان إيجاد حلول أخرى وهي احتواء السلبيات بتوظيف الطرق التقنية لتحديث المصفاة وتجنب كل ما يسببه من أمراض الربو والحساسية المفرطة التي أصيب بها السكان، سيما أن بلديتهم لا تستفيد من المداخيل الجبائية التي يتم تحويلها مباشرة للوحدة الأم المتواجدة ببلدية مفتاح، وهو يستفيدون في المقابل بالأمراض.
سكان حي “لافيجري” يعيشون خطر الموت
عرف حي “لافيجري” بالبلدية انعدام الإنارة العمومية بأغلب شوارعه الأمر الذي استغله المنحرفون للسرقة والاعتداء على السكان خاصة مع حلول الظلام حيث يخيم السكون والهدوء في المنطقة. كما أبدى السكان تخوفهم من مشكل تدهور بناياتهم لاسيما تلك المحاذية للبحر بسبب الرطوبة. وقد حمل السكان مسؤولية انهيار سكناتهم للمسؤولين، مشديدين على ضرورة منحهم إعانات لترميمها أو ترحيلهم منها.
ف-س

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super