أعلن رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد عن طموحه للوصول إلى السلطة، وقال إن المفاجأة الحقيقية التي سوف يحققها حزبه هو الوصول إلى الحكم، منقذا النظام الذي قال إنه ” نظام بلا ساس ولا راس” وطريقة معالجته للمشاكل التي تعاني منها الجزائر، ودعاه إلى فتح باب حوار حقيقي مع المعارضة ومع مختلف الفئات من نقابات وشركاء اجتماعيين لتجاوز الأزمات التي تعيشها.
وقال بلعيد، أمس، في كلمة له خلال الاحتفالات التي نظمها الحزب بقاعة الأطلس بمناسبة مرور 6 سنوات على تأسيسه ، و الذي حضرتها شخصيات من مختلف التشكيلات السياسية و سفير فلسطين بالجزائر و الأمين العام لمنظمة المجاهدين سعيد عبادو، أن جبهة المستقبل في ظرف ستة سنوات حققت الكثير، و أن المفاجأة التي تحدثت عنها الصحافة و بعض السياسيين بخصوص ما وصلت إليه الجبهة خلال الانتخابات التشريعية و المحلية السابقة، لن تكون بمثابة المفاجأة الحقيقية، فالجبهة سوف مفاجآت اكبر و سوف تصل إلى السلطة و الحكم، و أضاف انه “ليس من العيب التحدث أمام كل هذه الحشود بكل هذه الصراحة عن هذا ” و أوضح ان حزبه لا يريد الوصول إلى السلطة من اجل “التسلط على الشعب أو من اجل أخد خيرات البلاد أو لمصادرة حريات الشعب، بل لأنه لدينا إيمان كبير بتغيير الوضع في الجزائر”، ودعا بلعيد مناضلي حزبه إلى التجند الجيد و الاحتكاك بكل فئات الشعب من اجل كسب ثقتهم، غير انه و في سؤال للصحافة على هامش الاحتفال، و إن كان سيترشح للرئاسيات القادمة، بما انه يرغب في الوصول إلى السلطة، قال بلعيد أن هذا القرار سيتخذه مؤتمر الحزب الذي سيعقد في الأشهر القليلة القادمة، مضيفا ان بالنسبة للرئاسيات فأي شخص تتوفر فيه الشروط التي ينص عليها الدستور للترشح لهذا المنصب من حقه ذلك، ومن أعطاه الشعب ف”مبروك عليه” و عقب قائلا” على كل الانتخابات مزال الوقت مبكرا للحديث عنها”.
بخصوص المبادرة التي أطلقها النائب عن جبهة التحرير الوطني بهاء الدين طليبة لمساندة العهدة الخامسة لرئيس الجمهورية، و قيام حزبه بمعاقبته عليها، فقال بلعيد “أننا سنجد أنواع مختلفة من هذه الإشكال لمثل هكذا تحركات…..غير أن العامل المشترك بينها جميعا أن الشعب بعيد عن كل قراراتهم ولا يضعونه بالحسبان”.
على السلطة والمعارضة نبذ “العنف”
من جانب آخر انتقد بلعيد النظام ، و قال انه النظام الوحيد في العالم الذي لا يعرف له” ساس من رأس”، ولا يشبه أي من الأنظمة المطبقة في كل الدول، و أضاف قائلا” انه من المفروض وفي كل دول العالم أن من يسير يقدم حصيلة، لكن للأسف في الجزائر لا الحكومة تقدم حصيلتها لأنها ليست صاحبة القرار، ولا البرلمان قادر على محاسبة الرئيس” و اعتبر انه يجب محاسبة الجميع لأنهم “بشر و يخطئون، و يجب ان تكون هناك أسس لتسير الدولة”يقول بلعيد الذي أوضح أن حزبه وسطي فهو ليس ضد السلطة و ليس ضد المعارضة، وهو يريد لكل من الطرفين أن يقوم بواجبه، وقال أن دور المعارضة تنبيه السلطة عندما تخطا، كما دعا الطرفان إلى “نبذ العنف المتبادل” و فتح أبواب حوار حقيقي لتقديم حلول للمشاكل التي تعاني منها البلاد على مختلف الأصعدة، و أشار في هذا الصدد إلى الإضرابات التي شنتها مختلف النقابات في مخالف القطاعات منقذا طريقة “العنف” التي تعاملت بها السلطة مع المحتجين.
وبخصوص تصريحات رئيسة حزب العدل و البيان نعيمة صالحي حول الامازيغية، وإجبارية تعليمها و التي أثارت موجة انتقادات، علق بلعيد قائلا بأن الدستور قد فصل بخصوص تكريس الهوية الأمازيغية، داعيا السياسيين بأن يصوغو خطابا جامعا في الساحة، بدل الخطابات التي تؤدي إلى تعقيد الوضع والدفع نحو العنف.
في سياق أخر، أعلن بلعيد عن عقد مؤتمر للحزب في الأشهر القليلة القادمة ، وقال ان سيكون بمثابة بداية جديدة لتأسيس جبهة قوية، من خلال إحداث تغييرات بالقانون الأساسي الذي قال انه فيه بعض الثغرات.
رزيقة.خ