الجمعة , مايو 10 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / تاهت بين مرشح توافقي وتوافق سياسي مع السلطة:
المعارضة تبحث عن خريطة طريق قبل 2019

تاهت بين مرشح توافقي وتوافق سياسي مع السلطة:
المعارضة تبحث عن خريطة طريق قبل 2019

• الدكتور عبد العالي رزاقي: “المعارضـة لم تتفق من قبل على مشروع سياسي موحّد”

لا تزال أحزاب المعارضة تعيش ” ليلة الشك ” نظرا لعدم توافقها على طريقة لمواجهة الوضع القائم بما فيها كيفية التعامل مع رئاسيات 2019 التي لا يزال يلفها الضباب خاصة في معسكر السلطة.
أصبح من الظاهر أن أحزاب المعارضة بمختلف تشكيلاتها ومشاربها السياسية لم تعد تقف على رجل واحدة وإنما انقسمت على نفسها ولم يعد بمقدورها الجلوس على طاولة واحدة للتباحث حول خريطة طريق مشتركة لمواجهة مشروع السلطة المفروض مع كل موعد انتخابي. ويبدو جليا أن الانتخابات التشريعية والمحلية الأخيرة، فعلت فعلتها بهذه الأحزاب ومزقت أوراقها بعدما كانت تنشد طريقا واحد وهو ” الانتقال الديمقراطي ” الذي لم يعد له معنى وسط ضجيج أحزاب الموالاة وجدلها المتواصل والدائر حول من له أسبقية دعم رئيس الجمهورية.

• مرشح توافقي للمعارضة
يعتبر جيلالي سفيان رئيس حزب ” جيل جديد ” أول شخصية سياسية طالبت المعارضة بالتفكير في ” المرشح التوافقي ” للرئاسيات المقبلة، وذكرت مصادر أن هناك ” تواصل مع بعض الأطراف لاختيار هذا المرشح التوافقي “، وتحاول هذه الأطراف الإتفاق فيما بينها على برنامج واحد يسبق عهدة انتقالية، ويجب أن تكون هذه المرحلة الانتقالية محددة في مدة قصيرة قدر الإمكان ببرنامج إنتخابي توافقي، يكون ملزما على المجتمع المدني والنقابات المستقلة والجمعيات والشخصيات بالتنسيق مع المعارضة الوصول إلى اتفاق على برنامج موحد ثم بعد ذلك تعيين مرشح للرئاسيات المقبلة وفق الطرق الديمقراطية. ولكن لم يتم الإتفاق بعد على اسم معين، وهناك من قدم أسماء من قبيل رئيس الحكومة السابق أحمد بن بيتور لكنه رفض العرض، وفي الوقت الذي لم يبدي رئيس حزب ” طلائع الحريات ” والمترشح السابق في مرتين للرئاسيات 2004 و2014 علي بن فليس نيته الدخول في هذه المغامرة، فتم تداول اسم الناشط السياسي والحقوقي المعروف مصطفى بوشاشي كمرشح لقطب المعارضة. هذا الأخير حسب معلومات لم يفصح بعد عن موقفه وهو الذي استقال من البرلمان كنائب عن ” الأفافاس ” بسبب ما قال آنذاك تحول المجلس الشعبي الوطني إلى ” أداة طيعة ” في يد السلطة. ومن حين لآخر، يتم طرح أسماء من قبيل رئيس الحكومة السابق مولود حمروش، الذي يقول أنصاره أنه ” يحضى بقبول لدى السلطة بما فيها المؤسسة العسكرية والمعارضة والمجتمع المدني “.

• توافق سياسي شامل بين السلطة والمعارضة
لكن من جهة أخرى، ترى حركة مجتمع السلم وهي من أكبر أحزاب المعارضة وأحسنها تنظيما وتأطير أنها لا توافق فكرة ” جيل جديد ” حول ” مرشح توافقي ” للانتخابات الرئاسية، بما أن الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي حسب ” حمس ” خطير ولا بد من فتح حوار جاد بقنوات اتصال رسمية بين رجال السلطة والمعارضة لإيجاد مخرج توافقي للأزمة، وبالتالي فإن عدم تحمس عبد الرزاق مقري لمبادرة زملاءه في المعارضة يطرح مستقبل مبادرة جيلالي سفيان من عدمها، خاصة أن مقري يعتبر أن المهم ليس منصب رئيس الجمهورية وإنما الأهم هو ” إنقاذ الجزائر عبر مشروع سياسي متفق عليه “، في حين أنه في الجهة المقابلة هناك من يؤكد أن منصب الرئيس مهم ولا بد من إيجاد شخصية توافقية تتولاه وتكون مدعومة بقاعدة شعبية وحزبية لمواجهة المخاطر بصفة مشتركة.

•مبادرة سياسية في الأفق لحزب العمال
من جهتها تستعد زعيمة حزب العمال لإعلان مبادرة سياسية جديدة، قالت حنون أنها ” كفيلة بالرد على الوضع القائم وإيجاد حلول للأزمة السياسية والاجتماعية وستكون موجهة للطبقة السياسية من أجل بحث سبل للخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد “. ورغم أن حزب العمال تشكيلة سياسية محسوبة على المعارضة المتخندقة في البرلمان إلا أن حزب العمال لا يحضى بثقة باقي أحزاب المعارضة، بسبب بعض المواقف المتذبذبة فيما يخص موقف الحزب من رئاسيات 2014 إضافة إلى رفضه الانخراط في تنسيقية الانتقال الديمقراطي 2014-2015 مع باقي تشكيلات المعارضة.
ويبقى التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية من بين الأحزاب القليلة التي لا تزال تؤمن بصلاحية ” الإنتقال الديموقراطي ” رغم تفكك مشروع مزافران، لأن حزب محسن بلعباس وخلال انعقاد مؤتمره الخامس أول أمس، أكد أن التغيير الديمقراطي ” لا يزال موضوع الساعة، ما زلنا مقتنعين بأن التحول الديمقراطي موجود، ومهما كانت الأشكال التي سيتم تنفيذها، فنحن بذلك نريد حماية بلادنا وشعبنا من التجارب والمغامرات ” وأضاف بلعباس أن ” الحرب الجارية بين النظام وأن اللعبة لم تحسم بعد وللذين يقولون أن هذه الحرب مجرد مسرحية لإلهاء الرأي العام، نقول لهم النتيجة نفسها وهي أن الشعب بعيد عن القرارات التي تعنيه “.
وفي هذا التوقيت الذي تعيش فيه المعارضة تذبذب في مواقفها وعدم توافقها في إيجاد خطة بديلة، أو على الأقل إعادة التأسيس لمشروع سياسي كأرضية مزافران يبقى حزب الرئيس بوتفليقة جبهة التحرير الوطني يغلي على مستوى القيادة بسبب إحالة النائب المثير للجدل بهاء الدين طليبة على مجلس التأديب بعد إعلانه إطلاق تنسيقة دعم ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة من دون استشارة الحزب. ما يؤكد وجود نية لدى صناع القرار تأجيل البت في قرار ذهاب الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة كما جرت العادة، إلى الأيام الأخيرة قبل انطلاق السباق الانتخابي السادس منذ انطلاق التعددية في البلاد.
وحسب الدكتور عبد العالي رزاقي المحلل السياسي فإن المعارضة لم تعرف ” مشروع موحد وأن مؤتمر مازافران انعقد لظروف معينة وانتهت صلاحيته منذ مدة “، وأضاف المتحدث في اتصال معه أنه من ” الصعب للمعارضة ترشيح شخصية واحدة “، ولكن من جانب آخر، يشير رزاقي إلى أن الرئاسيات المقبلة فرصة للسلطة والمعارضة لدفع مرشحين ببرامج انتخابية قوية “، خاصة أنه حسب عبد العالي رزاقي ” هناك مؤشرات تفيد بعدم تقدم الرئيس بوتفليقة للترشح سنة 2019 “.

سفيان صخري محلل سياسي لـ “الجزائر”:
“مفروض على المعارضة دعم مرشح متوافق عليه”
يرى الأستاذ سفيان صخري المحلل السياسي وأحد العارفين بنشاط المعارضة أن الجزائر في الظرف الراهن في حاجة إلى ” تصور سياسي جاد وحس وطني عالي ” لإخراج البلاد من الأزمة متعددة الأبعاد التي تعيشها، بعيدا على تعدد المبادرات السياسية وتضارب المواقف، وتخندقها في صفوف الموالاة والمعارضة.
يعتقد المحلل السياسي سفيان صخري في تصريح لـ ” الجزائر ” أن المعارضة تعيش فترة صعبة وانفرط عقدها وتشتت صفوفها التي عملت عليها منذ مؤتمر مازافران وتنسيقية الإنتقال الديمقراطي بسبب دخول بعض الأحزاب في الانتخابات التشريعية في ماي والمحلية في نوفمبر الفارط، مرجعا الطريق الواجب اتباعه لتجاوز تضارب المواقف بين هذه الأحزاب التي سبق لها العمل معا وتحضير أرضية انتقال ديموقراطي متفق عليها إلى ” اختيار شخصية بعيدا عن رؤساء هذه الأحزاب أو تكون من أطراف سياسية محايدة تماما تُلزم بتوحيد الصفوف قبل اتخاذ أية مبادرة “.
وحسب الأستاذ صخري فإنه من الضروري إطلاق خريطة طريق للمعارضة تتولاها شخصية ” كاريزماتية ” حسب وصفه، وتكون هذه الشخصية وفق المتحدث ” تعرف كواليس صناعة القرار داخل النظام كما أنها تمتلك تشخيص موضوعي للظرف السياسي والاقتصادي الراهن ولديها تصور انتقادي للوضع القائم ومشروع إصلاحي كامل في سبيل تخليص البلاد من الأزمة “. وعند استفساره عن الأسماء التي يقترحها لتولي هذا الدور ومن تنطبق عليها هذه المواصفات، قال سفيان صخري ” هناك الرئيس الأسبق اليامين زروال من باستطاعته القيام بهذه المهمة إن سمحت له الظروف بذلك، وأيضا رئيس الحكومة السابق علي بن فليس ومولود حمروش الذي يعتبر شخصية معروفة تمرست داخل دواليب الحكم “.
وبخصوص إمكانية توجه الرئيس بوتفليقة إلى عهدة خامسة بما أن الدستور يسمح له بتولي عهدة جديدة، تعتبر الثانية وفق دستور 2016، فإن مبادرة المعارضة حسب المتحدث حول المرشح التوافقي ” ستسقط في الماء أوتوماتيكيا “، في حين يعتقد سفيان صخري أن هناك مؤشرات تؤكد توجه نحو العهدة الخامسة في موعد 2019، أبرزها تصريحات فاروق قسنطيني رئيس اللجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان سابقا وتنسيقية النائب الأفالاني بهاء الدين طليبة الداعمة لترشح الرئيس رغم أن قيادة ” الأفالان ” تبرأت منها، حيث قال في هذا الشأن ” هناك طبخة يحضر لها في هذا الاتجاه خاصة أنه من الصعب إيجاد مرشح توافقي آخر بالنسبة لمجموعات السلطة “.
إسلام كعبش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super