أشرف الوزير الأول عبد المجيد تبون، الخميس بالجزائر العاصمة،على حفل تكريمي على شرف المتفوقين في امتحان شهادة البكالوريا للسنة الدراسية 2016-2017.
وسلم تبون خلال الحفل الذي جرى بقصر الشعب بحضور مسؤولين سامين في الدولة وأعضاء من الحكومة وأولياء التلاميذ المتفوقين،شهادات وميداليات تقدير وهدايا رمزية للمتفوقين الذين بلغ عددهم 56 تلميذا، تتقدمهم التلميذة خولة بلاسكة من ولاية سكيكدة المتحصلة على معدل 21ر19، يليها التلميذ محمد بن أمينة من ولاية معسكر ثانيا بمعدل 12ر19 وحل التلميذ ياسين بريهموش من ولاية قسنطينة ثالثا على المستوى الوطني بمعدل 02ر19، والمتفوقون الثلاثة ينتمون لشعبة العلوم التجريبية.
بن غبريط: نتائج بكالوريا 2017 “مرضية”
من جهتها وصفت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط النتائج المسجلة في امتحان شهادة البكالوريا لسنة 2017, ب”المرضية”, مؤكدة أنها رغم ذلك “لا ترقى إلى مستوى تطلعاتنا”.
وقالت بن غبريط, خلال الحفل التكريمي المنظم على شرف المتفوقين في امتحان شهادة البكالوريا للسنة الدراسية الحالية بقصر الشعب أن “النتائج المسجلة هذه السنة مرضية, ومع ذلك فهي لا ترقى إلى مستوى تطلعاتنا والهدف الاستراتيجي الذي حدده الإصلاح المتمثل في نسبة نجاح تقدر ب70 بالمائة”, معربة عن تفاؤلها بتحقيق مثل هذه النسبة مستقبلا, من خلال “إعادة تصويب الإصلاح”.
وأكدت الوزيرة, أن هذا التصويب يعتمد على ثلاثة ركائز أساسية هي تحوير البيداغوجيا واحترافية الموظفين عن طريق التكوين بالإضافة إلى الحوكمة, مشيرة إلى أن الوزارة تعمل حاليا على “إدخال ما يلزم من تحسينات و تحيينات, لأننا نواجه تحديات جديدة تتطلب منا التكيف”.
وفي تحليلها لنتائج بكالوريا 2017, قالت الوزيرة أن نسبة النجاح البالغة 07ر56 بالمائة, سجلت ارتفاعا مقارنة بالسنة الماضية حيث كانت 79ر49 بالمائة, “أي بزيادة تقدر ب28ر6 نقطة”, وتبقى فئة الإناث تسجل نتائج احسن حيث بلغت نسبة نجاحهن 03ر65 بالمائة.
وشددت بن غبريط على “ضرورة التكيف مع المستجدات التي تفرضها التغيرات المتسارعة للعالم الافتراضي والمحيط التكنلوجي”, معتبرة أن الرهان يتمثل في كيفية “أخلقة الامتحانات”.
وفي هذا الإطار, ركزت الوزيرة في كلمتها, على سعي القطاع إلى “أخلقة الحياة المدرسية من خلال التفعيل الميداني لميثاق أخلاقيات قطاع التربية وتحيين قرارين, يحدد الأول كيفيات تنظيم الجماعة التربوية وسيرها, فيما يحدد الثاني التوجيهات العامة لإعداد النظام الداخلي للمؤسسة المدرسية بالتشاور مع الشركاء الاجتماعيين”.
ونوهت بن غبريط ب”شريحة واسعة من المجتمع الداعية لفرض الصرامة والمساواة والإنصاف والاستحقاق”, مؤكدة أنها تجد فيها الدعم اللازم لمواصلة المجهودات في هذا الاتجاه, ودعت إلى تعزيز القيم المتصلة بالمواطنة والتسامح داخل المدرسة الجزائرية, من خلال مكافحة كل السلوكات التي تتنافى مع هذه القيم “وخاصة الغش والعنف”.
واعتبرت أن تنظيم هذا الحفل هو “اعتراف بمجهودات التلاميذ النجباء وبعمل الأساتذة وبدور الأولياء”, مضيفة أنه اعتراف أيضا بمجهودات الدولة التي سخرت عددا معتبرا من الدوائر الوزارية للحفاظ على مصداقية هذه الامتحانات”.
خولة بلاكسة: “الإرادة والانضباط أسرار نجاحي”
أكدت المتفوقة الأولى وطنيا في امتحان شهادة البكالوريا خولة بلاكسة، أن سر نجاحها في مشوارها الدراسي، يتمثل في “الإرادة والانضباط وتنظيم الوقت”، مشيرة إلى أهمية الدعم المعنوي لكل تلميذ مقبل على هذا الامتحان المصيري.
ولم تتمالك خولة التي تنتمي إلى عائلة جزائرية بسيطة، مشاعرها خلال تكريمها من طرف الوزير الأول عبد المجيد تبون بقصر الشعب، باعتبارها المتحصلة على أعلى معدل في بكالوريا 2017 على المستوى الوطني والذي بلغ 21ر19، ووجدت صعوبة في وصف أحاسيسها.
وقالت المتوفقة الأولى، “أنا سعيدة جدا بهذا الإنجاز وأفتخر بتكريمي من طرف الوزير الأول عبد المجيد تبون وأهنئ زملائي الناجحين وأدعو من لم يسعفهم الحظ في هذه السنة، إلى المثابرة لتحقيق النجاح في السنوات المقبلة”.
وعن سر نجاحها في هذا الامتحان الذي وصفته بالمصيري، اعتبرت التلميذة أن “الإرادة والانضباط والمواظبة وتنظيم الوقت وتقسيم المواد حسب أهميتها، هي من أهم اسرار النجاح”، مضيفة أن إرادتها “كانت قوية منذ بداية السنة وبالإرادة نصنع المعجزات”.
وفي حديثها عن مشوراها الدراسي، قالت خولة أنها كانت “الأولى طيلة الأطوار الثلاثة وهذا التفوق هو تتويج لمشواري الدراسي”.
ووصفت التلميذة المتفوقة، السنة الدراسية النهائية ب”المتعبة من الناحية النفسية، حيث تمر على التلميذ فترات ضعف وتعب، ولولا الدعم المعنوي من العائلة ومرافقة الأسرة التربوية في ثانويتي وكذا الوازع الديني لما استطعت مواصلة الدرب والنجاح في آخر المطاف”.
ولم تفوت خولة الفرصة لتقديم “تحية إجلال وتقدير لكل الأساتذة في مختلف الأطوار فالنتيجة التي حصدتها في السنة الأخيرة من مرحلة الثانوي ليست إلا امتدادا لعمل متواصل كان وراءه أساتذة أكفاء رافقوني منذ الابتدائي وأسماؤهم ستبقى محفورة في وجداني”.
ووصفت التلميذة، امتحان شهادة البكالوريا ب”النقطة الفاصلة في حياتي فهي تمثل نهاية مرحلة صعبة وبداية مرحلة أصعب”، مشيرة إلى أن طموحها حاليا، هو إتمام دراستها الجامعية بتفوق في تخصص الطب لأنها “تحب التعامل مع الأشياء الحية”.
للإشارة فإن التلميذة خولة بلاسكة، مولودة بتاريخ 5 ماي 1999 ببلدية تمالوس في ولاية سكيكدة، وقد تحصلت على تقدير ممتاز في شهادة البكالوريا عن شعبة العلوم التجريبية، حيث كانت تزاول دراستها بثانوية شنيقل سعد.
نسرين محفوف