تدعم مركز مكافحة السرطان بعنابة خلال سنة 2020 بتجهيزات ومعدات طبية بتكنولوجيات مبتكرة تم استلامها في إطار برنامج تجهيز نوعي يرمي إلى الارتقاء به ليتحول إلى مركز مرجعي في مجال التكفل النوعي بمرضى السرطان وتوفير المرافقة التقنية الضرورية للعديد من المراكز الأخرى المجاورة, كما أوضحه لوكالة الأنباء الجزائرية إطارات المركز.
وحسب المسؤول عن قسم الفيزياء الطبية بمركز مكافحة السرطان بعنابة عبد السلام بريهمات “وفرت الدولة مبلغا يزيد عن ستة ملايين أورو لعملية تجهيز نوعية مكنت المركز من اقتناء معدات طبية ذات دقة عالية في مجال العلاج بالأشعة والتكفل بأكثر أنواع السرطان انتشارا بالجزائر على غرار سرطان الثدي والبروستات والقولون والأنف والأذن والحنجرة وغيرهم”.
واستنادا للسيد بريهمات تتمثل التجهيزات التي تم استلامها وينتظر تركيبها ووضعها حيز الخدمة “في غضون الثلاثي الأول من السنة المقبلة 2021” في نظام للتصوير خاص بالأنسجة الرخوية يستعمل على وجه الخصوص في علاج سرطان البروستات ويمكن من استهداف الأورام السرطانية في العلاج بالأشعة بدقة عالية مع تفادي خطر الإضرار بالأعضاء الحساسة والأجزاء السليمة المحيطة بالأورام.
كما تضمنت التجهيزات المستلمة ملحقات تصوير رقمية ذات دقة عالية تمكن من ضبط الجرعات وتقليص حصص العلاج بالأشعة بالإضافة إلى ملحقات طبية رقمية تمكن من علاج سرطان الجلد وبعض أورام سرطان الرأس علاوة على سرطان عنق الرحم, كما أردف ذات المختص في الفيزياء الطبية.
أنظمة رقمية بطاقات تخزين عالية للتسيير الإلكتروني لملفات المرضى
شملت التجهيزات الطبية المستلمة أنظمة وتطبيقات رقمية تمكن من التسيير الإلكتروني لملفات المرضى قصد التحكم في الجانب التسييري لخدمات العلاج ومتابعة تطور الحالة الصحية للمريض بصفة آنية تمكن من تقليص التكاليف التي يمكن تفاديها بفضل التسيير العقلاني و العصري لملفات المرضى.
وبفضل هذه التجهيزات النوعية والمبتكرة يدخل مركز مكافحة السرطان بعنابة “مرحلة جديدة في مجال الكشف والتشخيص الدقيق والعلاج لعدد من أنواع السرطانات كالأورام السرطانية التي تمس الرأس وسرطان الجلد والسرطانات التي تمس الأعضاء ذات الأنسجة الرخوية”, كما أوضحه الطاقم الطبي الذي يشرف على تأطير المركز.
ويرتقب في هذا الإطار الاستفادة مستقبلا من التجربة الكندية لعلاج السرطان وذلك في إطار اتفاقية تعاون مبرمة بين مركز مكافحة السرطان بعنابة ومركز “أوتاوا” بكندا للتحكم في الأنظمة المبتكرة لعلاج مثل هذه الأنواع من السرطانات.
فبعد انطلاق عمليات تبادل الخبرات في هذا المجال بين الفرق الطبية الجزائرية (عنابة) ونظيرتها الكندية بأوتاوا تعطلت هذه الأخيرة بسبب الظرف الصحي الاستثنائي الذي فرضته جائحة كوفيد-19 ,حسب مسؤولين بمركز مكافحة السرطان بعنابة الذين أوضحوا بأن استئناف نقل الخبرات مرتقب للسنة المقبلة 2021.
من جهة أخرى، سيشرع مركز مكافحة السرطان بعنابة في التكفل بفئة المرضى المعنيين بالطب النووي وخاصة منهم مرضى سرطان الغدة الدرقية وذلك بعد تهيئة خمس غرف للعلاج الإشعاعي باليود بقسم الطب النووي.
ويرتقب استقبال المرضى بقسم الطب النووي والشروع في علاج سرطان الغدة الدرقية فور حصول المركز على ترخيص محافظة الطاقة الذرية (كومينا).
وسيمكن قسم الطب النووي بمركز مكافحة السرطان بعنابة من التكفل بهذه الفئة من المرضى وتخفيض مدة الانتظار الخاصة بمواعيد العلاج والتي تصل حاليا إلى أكثر من ثمانية أشهر بمنطقة الشرق الجزائري, حسبما تمت الإشارة إليه.
وعلى الرغم من الجهود الكبرى المبذولة للتكفل بفئة مرضى السرطان يبقى التشخيص المبكر أحد الرهانات الكبرى التي يسعى مركز مكافحة السرطان بعنابة إلى كسبها من خلال تنشيط العمل التوعوي في أوساط المواطنين, كما أكده أطباء مختصون بقسم الأورام السرطانية بذات المركز.
ويسجل مركز مكافحة السرطان بعنابة أزيد من 1.200 حالة إصابة جديدة بالسرطان سنويا وأجرى خلال السنة المنصرمة 2019 أزيد من 18 ألف عملية تكفل ومتابعة على مستوى المستشفى النهاري إضافة إلى 1.388 حالة استشفاء على مستوى ,حسب إحصائيات المركز.
كما سجل المركز خلال الثمانية أشهر الأولى من السنة الجارية التكفل بما مجموعه 18 ألف و186 مريضا وهوما يمثل 18 حالة جديدة شهريا يجري التكفل بها على مستوى ذات المؤسسة.
وفي إطار برامج التعاون والتأهيل, قام مركز مكافحة السرطان بعنابة بمرافقة الطواقم الطبية بمركزي مكافحة السرطان بولايتي الوادي وبشار لتمكينهم من التحكم في التكنولوجيا المبتكرة خاصة منها المرتبطة بالتكنولوجيا ثلاثية الأبعاد, حسبما تم إيضاحه.
ويسعى مركز مكافحة السرطان بعنابة في إطار تحقيق استقلاليته في مجال التسيير والتمويل إلى التكفل بعدة انشغالات مرتبطة بإدارة النشاطات الثانوية الضرورية لعمله كالإطعام والتنظيف ونقل وتحويل المرضى التي تعيق في بعض الأحيان السير الحسن لجهود الطواقم الطبية التي تشرف على تأطيره, كما أكده أطباء بذات المركز.
وبغية مواكبة الجهود المبذولة على مستوى التجهيز وكذا التأهيل تسعى من جهتها مصالح الولاية بالتعاون مع جمعيات مساعدة مرضى السرطان على ضمان المرافقة الاجتماعية للمرضى وعائلاتهم من خلال إنجاز “دار الأمل” الموجهة لاستقبال عائلات المرضى الذين يتنقلون من ولايات بعيدة لتمكينهم من الراحة والإيواء في ظروف جيدة.
وتشهد هذه المنشأة الاجتماعية حاليا استكمال بعض الأشغال الثانوية المتبقية للشروع في تجهيزها وفتحها أمام عائلات المرضى, حسبما علم من مصالح الولاية.
وأج