السبت , مايو 18 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / مراهقون وشباب "يلعبون بالنار" دون خوف:
تحذيرات من مخاطر المفرقعات في المولد النبوي

مراهقون وشباب "يلعبون بالنار" دون خوف:
تحذيرات من مخاطر المفرقعات في المولد النبوي

تعرف مختلف الولايات عشية عيد المولد النبوي الشريف استعدادات حثيثة لإحياء هذه المناسبة الدينية في أجواء من التذاكر والتراحم والتسامح، من خلال إعداد مختلف الأطباق وتبادل التهاني، لولا أصناف وأشكال الألعاب النارية التي تعكر صفوها وتتسبب في مآس أغلب ضحاياها من الأطفال، رغم تحذيرات الأطباء من خطورة هذه المواد المتفجرة.
منذ اقتراب موعد الإحتفال بالمولد النبوي الشريف شرع الشباب في اقتناء مختلف أنواع المفرقعات باهظة الثمن لاستخدامها ليلة المولد النبوي الشريف، رغم الأضرار الجسدية التي قد يتعرضون لها، ففي كل سنة تكتظ المستشفيات بالمصابين أين تتحول فرحتهم إلى حزن نظرا لبعض الحالات الخطيرة.
اعتاد الجزائريون على الإحتفال بالمولد النبوي الشريف بالألعاب النارية، متجاهلين خطرها وضاربين عرض الحائط كل القيم الإسلامية التي من المفروض أن تحملها هذه الذكرى، من خلال تذكر السيرة العطرة للرسول صلى الله عليه وسلم والإقتداء به.
ورغم خطر هذه المفرقعات لا زالت تحظى برواج كبير بين أوساط الشباب، كما أن وتيرة خطرها في تصاعد مستمر فمع كل سنة تصبح هذه المفرقعات أخطر، فالشباب الجزائري اعتمد هذه الطريقة الغريبة في الإحتفال، إذ تتحول الأحياء إلى “شبه معارك”، فيما تعد هذه الطريقة واحدة من التقاليد السيئة التي واكب عليها كثير من الجزائريين كطريقة للترويح عن النفس دون وعي.
وبالعودة إلى حصيلة العام الماضي، سجلت الحماية المدنية بسبب هذه الألعاب النارية 9 حرائق على غرار حريقين بمحلات تجارية بكل من بلدية دالي إبراهيم وبراقي، وحريقين لشقتين بالمحمدية وحريق شقة في سيدي عبد الله، إضافة إلى 4 حرائق أعشاب يابسة بكل بلدية بابا حسن، جسر قسنطينة، العاشور، المحمدية.

وزارة الصحة تحذر
وفي هذا السياق، دعت وزارة الصحة، أمس الإثنين، المواطنين لتفادي استعمال المفرقعات والألعاب النارية في الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، مشيرة إلى أنها تسجل حوادث خطرة قد تؤدي بحياة الأفراد و يتحوّل الاحتفال إلى مأساة.
وذكرت الوزارة في بيان لها، أن المواد النارية، كالمفرقعات والألعاب النارية والصواريخ والقذائف وغيرها، قد تتسبب في حوادث خطرة تهدّد سلامة المواطنين وسلامة أسرتهم وأصدقائهم وجيرانهم.
وكشف المصدر ذاته، أن من بين أخطار الألعاب النارية، الحرائق، الصخب الناجم عن انفجار المفرقعات والقذائف وآثاره السلبية على راحة الأفراد المادية والمعنوية، خاصّة المسنّين والمرضى والنساء الحوامل والأطفال، وقد يؤدي صوت الانفجارات إلى إتلاف السمع، ويتسبّب في الإزعاج والقلق، إصابة الأشخاص الذين يتعاملون مباشرة مع هذه المواد (إصابات ذاتية) وأضرار قد تلحق بالآخرين.
وأضافت وزارة الصحة أن انفجار المفرقعات في اليد قد يؤدي إلى فقدان الأصابع وفي حالة إصابة العين، قد يؤدي إلى العمى، الأمر الذي يهدّد مستقبل الفرد، كعدم القدرة على ممارسة بعض المهن والحياة العادية بصفة عامة.
ومن بين الأخطار، نجد حروق شديدة الخطورة غالبا ما تصيب الأصابع والذراعين والأعين والوجه، وتجعل العودة إلى الحياة الطبيعية أمرا مستحيلا، لأن الحروق من الدرجة الثانية والثالثة تؤدي إلى التشوّهات، إضافة إلى إصابة العين بانفجار المفرقعات وتؤدي إلى رضوض بصرية مع إصابات خطيرة ( تآكل – تقرّح – حروق – انفجار كرة العين و غيرها) ممّا يؤدي إلى تعقيدات وعواقب وخيمة، مثل العمى.
وأكد البيان ذاته، أن الأطفال والمراهقون هم أكثر من يتعرض لهذه الحوادث، لأنهم غير واعين بالخطر الذي يهددهم، مشيرة إلى “إنّهم “يلعبون بالنار” وعلى الكبار مراعاة الأصغر سنّا.”

حذار.. حروق باليدين والوجه وتشوهات دائمة
من جانبه، حذر طبيب منسق بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية باب الواد- قطاع الصحة بالقصبة، لخضر أمقران، من الاستخدام العشوائي للمفرقعات والمواد القابلة للاشتعال ووصف المفرقعات التي تباع في الأسواق بـ”القنابل التي تصيب الوجه بحروق وتتسبب كل عام في عاهات مستديمة من شدة قوتها”.
وأوضح أمقران في تصريح لـ”الجزائر” أن “الإصابات التي قد تحدثها المفرقعات غالبا ما تكون على مستوى العينين مما يؤدي إلى فقدان حاسة البصر، والإصابة على مستوى اليدين التي قد تؤدي في بعض الحالات إلى بتر الأصابع والحروق على مستوى الوجه والشعر وغيرها من مناطق الجسم الأخرى”.
وأشار المتحدث إلى أن “الصخب الناجم عن انفجار المفرقعات والقذائف لديها آثارها السلبية على راحة الأفراد، خاصة المسنين، المرضى والنساء”.
ودعا الطبيب أمقران إلى تعزيز سبل الوقاية من خطورة المفرقعات وذلك عبر تكثيف النشاطات التحسيسية في المستشفيات والمراكز الصحية ولفائدة المتمدرسين والطلبة عبر المدارس والمساجد لتفادي حوادث مأساوية تحدث كل عام.

منظمة حماية المستهلك تطلق حملة تحسيسية
نبهت المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، من خطر المفرقعات على الأبناء والعائلات، مشيرة إلى أن “المفرقعات تتسبب في عديد الحوادث الخطيرة”.
وأكد المنسق الوطني للمنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، فادي تميم، في تصريح لـ”الجزائر” أن “المفرقعات والألعاب النارية تشكل خطرا على الصحة، ومضرة بالجيب ومرهقة لميزانية الفرد، لاسيما أنها من دون أي منفعة علاوة على أنه يتم تسجيل كل سنة، إصابة عدد كبير من الأشخاص بحروق خطيرة، إضافة إلى أنها مزعجة”.
وأشار تميم إلى أن المنظمة أطلقت حملة تحسيسية حول خطورة المفرقعات على العائلات والأطفال، داعيا الأولياء إلى الحذر وتنبيه أبنائهم بخطورة هذه الألعاب.
وأكد المتحدث أنه رغم الجهود المبذولة من السلطات أو المنظمات والجمعيات، إلا أنه لا يزال بعض التجار الموسمين ينصبون طاولاتهم في عدد من الأحياء، لعرض تجارة المفرقعات بأنواعها، كتقليد راسخ لا يمكن تفويته، وهو ما يكثر من هذه الحوادث.

الإحتفال بالمفرقعات “تبذير”
كما اعتبر أئمة أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف باستعمال المفرقعات تبذير والدين نبذ التبذير، مضيفين أن هذه الطريقة من الإحتفال تسبب عدة أضرار على العائلات، في حين أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مضبوط بضوابط شرعية تدفع إلى حب الرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء به، وعليه فإن استعمال المفرقعات للاحتفال غير جائز لأنه يسبب الضرر والشريعة الإسلامية لا تحب الضرر وتدعو إلى تجنبه.
فلة. س

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super