السبت , مايو 18 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الثقافة / تزامنا ويومها الوطني المصادف لــ 23 فيفري لكل سنة: روائع فنية وأدبية خالدة توثق لأصالة وسحر مدينة “القصبة” العتيقة

تزامنا ويومها الوطني المصادف لــ 23 فيفري لكل سنة: روائع فنية وأدبية خالدة توثق لأصالة وسحر مدينة “القصبة” العتيقة

 

يعود اليوم الوطني للقصبة المصادف لــ23  فيفري لكل سنة، ويعود معه في كل مرة الحديث عن مميزات وجمالية هذه المدينة العتيقة والتحديات التي تواجهها، لتبقى صامدة أمام مرور السنوات والتغيرات الحاصلة، فالقصبة كانت ومازالت جزءا لا يتجزأ من النسيج الحضاري والثقافي وموروثا حضاريا وتاريخيا تم تصنيفه تراثا إنسانيا من طرف “اليونسكو” عام 1992، ألهمت الكثير من المبدعين في مجالات مختلفة.

 

“القصبة” ألهمت أدباء الوطن

في المجال الأدبي، صدرت العديد من الروايات والدراسات التي سلطت الضوء على القصبة وتاريخها وثقافتها أو اتخذتها مكانا لأحداثها على غرار: إصدارات قدور محمصاجي “القصبة زمان، من جزيرة النوارس إلى القصبة” و”القصبة زمان، الزواج” وكذا “البوقالة”، كما اهتم الباحث الاجتماعي رشيد سيدي بومدين بعلاقة سكان القصبة بفن العمارة إبان العهد العثماني وهذا في مؤلفه “سيراميك مدينة الجزائر”، حيث ركز فيه على شغفهم بالعمران وأساليب تزيين بيوتهم وقصورهم مفردا الجانب الأكبر من عمله لتاريخ مربعات الزليج.

وتعتبر رواية “مؤامرة في الجزائر العاصمة” للكاتب الصحفي أحمد قاسمية بمثابة سرد لأحداث تاريخية في القصبة أيام العثمانيين أعاد تشكيلها في جو من الخيال يبرز الأجواء السياسية والاجتماعية والثقافية التي كانت تميزها آنذاك كحاضرة عالمية، أما الروائي مرزاق بقطاش فكان هو أيضا من أهم الروائيين الذين استحضروا مناخات القصبة وما يتصل بها من عوالم وخصوصا البحر إذ كان مشحونا بزخم هذا الحي العتيق وهو ما انعكس في العديد من أعماله على غرار مجموعته القصصية “دار الزليج” وروايته “كواترو”.

 

“القصبة المقاومة” القاسم المشترك للسينما الثورية

وفي الفن السابع، ركزت الكثير من الأفلام على هذا الحي العتيق كونه كان قلعة لمقاومة المستعمر الفرنسي بمدينة الجزائر، ومن أشهر هذه الأفلام “معركة الجزائر” (1966) للإيطالي جيللو بونتيكورفو، وهو عمل عالمي يعتبر من أفضل الأفلام في تاريخ السينما، فضلا عن “أبناء نوفمبر” (1975) لموسى حداد، الذي يبرز بدوره نضال سكان القصبة ضد الاستعمار الفرنسي بمن فيهم الأطفال الذي تجندوا دفاعا عن وطنهم وهذا من خلال قصة بائع الجرائد مراد بن صافي، كما تبرز القصبة كفضاء في العديد من الأفلام الاجتماعية على غرار: “عمار قاتلاتو” (1976) و”باب الواد سيتي” (1994) لمرزاق علواش و”تحيا يا ديدو” (1971) لمحمد زينات وكذا “حسان طيرو” (1968) لمحمد لخضر حمينة.

وأنتجت من جهة أخرى العديد من الوثائقيات التي خصصت للقصبة وتاريخها وثقافتها على غرار “ثوار القصبة” لمراد أوزناجي، “قصبة الجزائر، البهجة” (2011) لنصر الدين بن عالية الذي يسلط الضوء على الوضع الحالي للقصبة من الناحية المعمارية والتراثية.

 

للقصبة نصيب كبير في المسرح والموسيقى أيضا:

وأما في المسرح،  فتبرز عدة أعمال أشهرها مسرحية “أبناء القصبة” (1963) التي كتب نصها عبد الحليم رايس وأخرجها مصطفى كاتب، وهو عمل يصور جانبا من مقاومة الشعب الجزائري للاستعمار الفرنسي من خلال قصة عائلة مناضلة في القصبة، وكذا مسرحية “حسان طيرو” (1963) التي ألفها رويشد وأخرجها مصفى كاتب، قبل أن تحول لفيلم سينمائي.

أما موسيقيا كانت القصبة حاضرة في العديد من أعمال المطربين الذين تغنوا بجمالها وسحرها وخصوصا فناني الشعبي، الفن الذي ظهر وترعرع بها، ومن أشهر هذه الأغاني “ألو ألو” للهاشمي قروابي و”البهجة” لدحمان الحراشي و”يا دزاير يا عاصمة” لعبد المجيد مسكود وكذا “القصبة وأنا وليدها” لعبد القادر شاعو.. وحسب الباحثين فقد ساهمت القصبة في بروز العديد من الأنواع الموسيقية فإضافة إلى الشعبي الذي اشتهر عالميا فقد برز أيضا الفن الأندلسي بمدرسته “الصنعة” وكذا “الزرناجية” التي تميز الأعراس إضافة إلى الشعر الشعبي بمختلف أنواعه.

 

محمد راسم أبدع في تصوير “القصبة” والمستشرقين وثقوا

وفي الفن التشكيلي، تعج المعارض التشكيلية في الجزائر العاصمة بلوحات الفنانين التشكيليين الذين أولو اهتماما بالغا للقصبة، وعلى مدار التاريخ إذ استلهم التشكيليون من جمال عمرانها وزرقة بحرها وعاداتها وتقاليدها وتاريخها البحري المجيد، وقد برز الفنان العالمي ومؤسس مدرسة المنمنمات الجزائرية محمد راسم الذي أبدع في تصوير القصبة بجماليات فائقة، ومن أشهر لوحاته “شرفات القصبة”، كما كانت مصدر الهام للكثير من التشكيليين الأوروبيين من فرنسا وسويسرا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها، وهي أعمال تندرج ضمن التيار الاستشراقي، على غرار: لوحات الفرنسي أوجين دو لا كروا والأمريكي فريديريك آرثر بريدغمان.

 

صبرينة ك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super