جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
تتكثف الحملات التحسيسية للحد من التبذير الغذائي خلال شهر رمضان خاصة بعد الأرقام المنشورة كل سنة، إذ يدعوا ناشطون في جمعيات ومنظمات المجتمع المدني إلى ترشيد الاستهلاك الغذائي من أجل رمضان صحي واقتصادي.
وفي هذا السياق، أطلقت وزارة البيئة والطاقات المتجددة، الأسبوع الماضي، حملة وطنية تحسيسية خاصة بشهر رمضان، ضد التبذير الغذائي، وذلك بالتعاون مع الكشافة الإسلامية الجزائرية والمجلس الأعلى للشباب والمرصد الوطني للمجتمع المدني.
وترمي هذه الحملة التي تحمل شعار “كول وما تبذرش”، إلى التقليل من هدر الطعام والتشجيع على العطاء والمشاركة وتعزيز الاستهلاك الواعي لاسيما للماء والطاقة ونبذ السلوكيات التي من شأنها الأضرار بالمحيط وأبرزها الاستهلاك المفرط والرمي العشوائي للنفايات.
وفي هذا الصدد أكدت وزيرة البيئة، فايزة دحلب، أن شهر رمضان يعرف عادة تزايد كمية النفايات المنزلية بنسبة 10 بالمائة، مما يستدعي بذل جهد أكبر للتحسيس بضرورة الاستهلاك العقلاني مع تعميم مفهوم التدوير والاستعمال المستدام للحاجيات والمستلزمات.
وفي إطار هذه الحملة الوطنية، تم إقامة العديد من الأنشطة الميدانية ذات الطابع التوعوي بالشراكة مع الجمعيات، خاصة وأن للمجتمع المدني دور أساسي في تطوير مبدأ المواطنة البيئية.
ومن شأن هذه الحملة أيضا المساهمة في تعزيز التغيير الايجابي نحو سلوكيات سليمة تخدم البيئة، والتحول نحو الاقتصاد الأخضر، ومكافحة الآثار السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية.
من جهته كشف رئيس المجلس الأعلى للشباب مصطفى حيداوي عن إطلاق البرنامج الخاص بالمجلس ضمن الحملة الوطنية لمكافحة التبذير.
قال حيداوي في تصريح للإذاعة الجزائرية إن تنفيذ هذا البرنامج سيشهد نزول كافة أعضاء المجلس الأعلى للشباب إلى الميدان للعمل وفق محورين أساسيين الأول يتعلق بالمحور الإعلامي و سيشهد خرجات إعلامية لأعضاء المجلس عبر أثير القنوات الإذاعية المحلية للتوعية و التنبيه لهذه الآفة الغريبة عن مجتمعنا و قيمنا و التي باتت تنخر البنية الاجتماعية .
أما المحور الثاني فهو جواري يتمثل في تنظيم ندوات وجلسات شبابية لتعزيز الثقافة الاستهلاكية وترسيخها من منطلق أن ظاهرة التبذير هي ظاهرة بعيدة كل البعد عن ثقافتنا و نشأتنا الاجتماعية على أن يكون العمل بالتنسيق مع وزارة البيئة.
وأوضح حيداوي أن البرنامج المعنون “شباب ضد التبذير” يخاطب الشباب حتى يشعره بأنه مستهدف ليكون سدا منيعا يساهم في حماية الوطن ويحافظ على مقدراته من خلال الأعمال البسيطة ونشر ثقافة بسيطة فائدتها ستكون كبيره بانخراط الجميع و تكامل كل القطاعات.
ودعا حيداوي إلى تجنيد وسائل الإعلام والمؤسسات العمومية والهيئات الاستشارية و المجتمع المدني ليكونوا صفا واحدا و قوة واحدة في وجه هذه الآفة ،فالمجلس يضيف حيداوي أراد أن يكون قريبا من الشباب ليقحمه في مناهضة هذه الظاهرة الغريبة علينا لان شهر رمضان هو شهر للاستهلاك العقلاني و ترسيخ التكافل الاجتماعي بين مختلف شرائح المجتمع .
استطلاع ميداني
كشف استطلاع ميداني قامت به المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، “حمايتك” أن رمضان 2023 هو الأقل تبذيرا لدى الجزائريين مقارنة بالسنوات الماضية، حسبما أكده رئيس منظمة “حمايتك”، محمد عيساوي.
وقال عيساوي في تصريح لـ”الجزائر” أن “الإستطلاع الذي قامت به المنظمة، تم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر خرجات أعضاء مكاتبها الولائية، لاحظنا فيها وعيا كبيرا لدى أغلبية العائلات بضرورة محاربة التدبير الغذائي وضرورة ترشيد الاستهلاك”.
وأفاد المتحدث ذاته، أن “حملات التوعية التي يقوم بها كافة الناشطين في المجال بدأت تجني ثمارها ولو بنسبة قليلة”، داعيا في السياق ذاته، إلى “زيادة منسوب التحسيس والتوعية لنشر الوعي الاستهلاكي”.
وأشار عيساوي إلى أن المنظمة تقوم بتنظيم حملات تحسيسية عبر مكاتبها الوطنية ومواقع التواصل الاجتماعي من أجل التحسيس بظاهرة التبذير كسلوك سلبي مضر بميزانية الأسر وتوعيتهم بضرورة تنظيم طبيعة استهلاكهم بما يخدم مختلف جوانب الحياة بما فيها الصحية والإقتصادية.
فلة. س