ِ
كشفت الجمعية الثقافية “الجاحظية” عن مشاركة أكثر من 500 شاعر وشاعرة من 16 دولة بما فيها الجزائر في جائزة مفدي زكريا للشعر العربي، حسب بيان وصل جريدة “الجزائر”.
ووفق الإحصائيات، فقد تصدرت الجزائر قائمة المشاركات ب 132، تليها مصر ب 103، ثم سوريا 72، العراق 50، المغرب 39، تونس 30، فلسطين 15، الأردن 13، اليمن 12، السودان 11، موريطانيا 09، السعودية 06، لبنان 03، عمان02، البحرين واحد وايران واحد، في حين لم تكشف ثلاث مشاركات عن هوية البلد التي ينحدر أصحابها منه.
في السياق، فقد بلغت عدد المشاركات الرجالية 396 مشاركة، في حين بلغت المشاركات النسائية مشاركة 106، أما في الفئات العمرية بلغت الفئة العمرية من 30 إلى 39 سنة، 161 مشاركة
وأعلنت “الجاحظية” عن انطلاق عمل لجنة تحكيم جائزة مفدي زكريا، وعند تحديد موعد إعلان النتائج سيتم إعلام المهتمين عبر الموقع الرسمي للجمعية.
وجائزة مفدي زكريا العربية للشعر جائزة شعرية عربية عملت الجمعية الثقافية “الجاحظية” على تنظيمها منذ عدة سنوات، حيث انطلقت المسابقة كمسابقة محلية، لتصير بعد ذلك مسابقة مغاربية، ليتم توسعتها بعد ذلك وتصير جائزة عربي، وتقدر قيمة الجائزة لصاحب القصيدة الفائزة : 500 ألف دج.
يذكر أن مفدي زكريا شاعر ومناضل جزائري، كرس شعره لقضايا وطنه فعرف بـ”شاعر الثورة الجزائرية”، خلد تاريخ بلده في “إلياذة الجزائر” التي بلغت ألف بيت من الشعر، أصدر عددا من الدواوين، وكتب كلمات النشيد الجزائر الوطني….
وتأثر مفدي زكريا بواقع الجزائر المثخن بجراحات الاستعمار، المشحون بروح التحرر، فكان شعره سفرا من أسفار نضالات الشعب الجزائري للتخلص من الاستعمار الفرنسي ونيل الاستقلال، وامتزج الأدبي في شعره بالسياسي، وعرف بشاعر الثورة الجزائرية.
وكان سفير القضية الجزائرية، فساهم في التعريف بها في الصحافة المغربية والتونسية، وحمل هموم وطنه وثورتَه حيث حل، وكانت قصائده وأناشيده مرآة عاكسة لثورة الجزائر وتوق أهلها للحرية والانعتاق مرددا بيته الشعري: “أنا إن مت فالجـزائر تحيا حرة مستقلة لن تبيدا”.
وكتب القصائد والملاحم والأناشيد فكانت كلها تعبيرا عن آلام وآمال الجزائريين، وتغنى بها الإنسان والجزائري، وتحولت إلى أيقونة ورمز للتحرر، فكان يرددها الطفل في طريقه للفصل الدراسي، والشهيد على منصة الإعدام.
وتعكس دواوين: “ظلال الزيتون” و”اللهب المقدس”، و”من وحي الأطلس” الالتزام الشعري عنده، إذ تسيطر على مضامينها القصيدة الوطنية، وتعتبر “إلياذة الجزائر” التي تتألف من ألف بيت وبيت ملحمة تخلد التاريخ الجزائري وتتغنى بأمجاده.
وقد ترك بصمته على الحياة الثقافية والسياسية الجزائرية من خلال أناشيده الوطنية المختلفة، فقد ألف النشيد الوطني الجزائري “قَسَمًا” وهو في سجن “بربروس” في أفريل 1955، ونشيد الشهداء الذي كان المحكومون بالإعدام يرددونه قبل الصعود للمقصلة، وأناشيد وطنية أخرى كثيرة.
صبرينة كركوبة