جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
يعقد “مُنتدَى الفكر الثقافي الإسلامي” في طبعته الثانية، كل يوم ثلاثاء طيلة شهر رمضان الفضيل، وذلك تحت شعار “الحِوار والتّعايش” بقصر الثقافة “مفدي زكريا” بالعاصمة.
ودأبت وزارة الثقافة والفنون على تنظيم هذا المنتدى، في إطار البرنامج الثقافي المُسطر في شهر رمضان للعام الهجري 1444، حيث أشرفت الثلاثاء الفارط، وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي على افتتاح التظاهرة التي حضرها كل من رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، ممثل وزارة الدفاع الوطني، أعضاء البرلمان بغرفتيه، إطارات الدولة من مختلف المؤسسات، ثلة من الأساتذة والباحثين والدكاترة.
الوزيرة صورية مولوجي: “المنتدى يؤكد الدلالات الحضارية والتّاريخية للجزائر”
وفي كلمتها الافتتاحية، قالت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي أنّ هذه المبادرة في طبعتها الثانية بشعار له دلالاته الحضارية والتّاريخية لبلدنا وهو “الحِوار والتّعايش”، الذي يعكس استلهام الجزائر لسياستها من تراثها الديني والوطني، حيث بقيت دوما ثابتة على مواقفها القائمة على إصلاح ذات البيْن واستقرار الشّعوب وحقّ تقرير المصير، وقد جسّدت ذلك مؤخراً من خلال الصّلح بين الفصائل الفلسطينية ولمّ شتات العرب في جامعتهم وبيتهم بالجزائر في القمة العربية الأخيرة، كما أنّ التّضامن كقيمة دينية وإنسانية من قِيم التّعايش وتحقيق الأمن والسّلم هو ما قام به أشاوس الحماية المدنية في النّكبة الزلزالية التي أصابت سوريا وتركيا الشقيقتين.
وأضافت الوزيرة، أنّ الجزائر بقيادة رشيدة تسعى جاهدة من أجل اجتثاث العنف والإرهاب في البلدان الإفريقية وبالخصوص في السّاحل الإفريقي بخطاب ديني وسطي اعتدالي يُستلهم من تراث صوفي-روحي شكّل حصناً مَنيعاً للأفارقة ومرجعية دينية من أجل الحرية والاستقلال والكرامة، يجد أتباع ذلك من تيجانيين وقادريين ورحمانيين وسنوسييين… وغيرها من المدارس الصوفية في رموز روحانية ربانية موطنها الجزائر لكن ظِلالها تفيأ به الجيران والأفارقة والعالم، معتبرة إنّ قيَم السِّلم والمحبّة والتّعايش تقرأها وزارة الثقافة والفنون كذلك في موروثنا الدّيني والثقافي المادي واللامادي، ومنها أنواع الفنون والعمارة واللباس التي تحكي ذاكرة حبّ الحياة والضّيافة واستقبال الآخر، على أنها أشكال ثقافيّة فيها التّنوع والثّراء، فيها قيمة الإنسان وكرامته وارتباطه بأرضه وحريّته التي ضحّى من أجلها، ولذلك حين ندافع عن موروثنا ونسجّله ونصنِّفه فنحن ندافع عن أمانة الشهداء والمجاهدين في التمسّك بقيمنا الوطنية والإنسانية وأبرزها الارتباط بالأرض وقِيم الحريّة والكرامة التي ترسّخت منذ عهودنا التّاريخية.
دور منظومة القيم في ترقية المجتمع المدني في صلب نقاش المنتدى
في سياق آخر، ركز المنتدى في طبعته الثانية على قضايا القيم والسلم وكيفية تأثير القيم الروحية أو الاجتماعية على السلم الاجتماعي والسلام والأمن الدولي وكذا على دور منظومة القيم في ترقية المجتمع المدني.
وقد تطرقت الندوة الأولى من المنتدى التي أدارها الأمين العام للمجلس الإسلامي الأعلى الدكتور “بُوزيد بُومدين”، إلى موضوع “القيم الدينية والسلام العالمي في ظل التغيرات الدولية الجديدة”، حيث عرفت تقديم مداخلات أكاديمية من طرف مجموعة من الدكاترة والباحثين، بدايةً بمداخلة الدكتور “زواقة بدر الدين”، وهو أستاذ بجامعة باتنة، الذي قدم مداخلة بعنوان “المصالحة القائمة على أساس الإيمان والقيم :رؤية بنائية وقائية”، مروراً بمداخلة الأستاذ الدكتور “مصطفى راجعي” وهو أستاذ بجامعة مستغانم، الذي قدم مداخلة تحت عنوان “التراث الصوفي الجزائري دعامة أساسية للسلام بين الثقافات والأمم”، ختاماً بمداخلة الأستاذ الدكتور “خوجة محمد” حول “دور قيم السلم والتعاون العالمي في مواجهة تهديدات تغير المناخ”، والتي أتبعت بمناقشة عامة بين السادة المتدخلين والمشاركين، إضافةً إلى تكريم الدكاترة المحاضرين بدرع المنتدى.
“منتدى الفكر الثقافي الإسلامي”… في طبعته الأولى:
يذكر أن الطبعة الأولى من “منتدى الفكر الثقافي الإسلامي” العام الفارط، عرف سلسلة من المحاضرات، على غرار: محاضرة للأستاذ بومدين بوزيد بعنوان “التعايش في الفكر الديني والعلوم الاجتماعية والإنسانية”، “التعايش والقيم الإنسانية: رؤية معرفية في المنظومة الثقافية الإسلامية اليوم” للأستاذ ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى الدكتور أبوعبد الله غلام الله، فيما تطرق وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور يوسف بلمهدي، لموضوع “التعايش وفقه المقاصد”، أما الدكتور مبروك زيد الخير فخاض في موضوع “التعايش في القرآن والسنّة النبوية”.
صبرينة ك