جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
يعاني جزائريون من الإرتفاع المفرط في الوزن، حيث تفاقمت السمنة بين المواطنين بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة، وهو ما دفع المختصين والأطباء إلى دق ناقوس الخطر وإطلاق حملات تحسيسية من أجل توعية المواطنين بخطورة هذا المرض.
كشف رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث “فورام”، مصطفى خياطي، أن “الجزائر تعرف ارتفاع كبير في السمنة وذلك بسبب دخول عادات جديد في نظام الغذائي”، مشددا على أن “الأكل غير الصحي خارج البيت وكثرة التوافد على مطاعم الأكل السريع، وقلة ممارسة الأنشطة الرياضية وسط مختلف الشرائح العمرية أهم العوامل التي تساهم في ارتفاعها”.
وأفاد خياطي في تصريح لـ”الجزائر” أن اعتماد معظم الجزائريين على مواد غذائية تحتوي على سعرات حرارية كثيرة مثل العجائن والمشروبات الغازية، خصوصا في السنوات الأخيرة، بعد الانتشار الرهيب لعادات الأكل خارج المنزل، وتبنّي سلوكيات غذائية خاطئة تماما على ما يجب أن يكون عليه الغذاء السليم والمتزن، لاسيما وسط الأطفال والمراهقين وكذا النساء، بالأخص، الماكثات بالبيت، واللواتي ليس لديهن روتين يسمح لهن بحرق طاقتهن بأي طريقة كانت، وكثير منهن لا يمارسن أي نشاط رياضي.
وأشار خياطي إلى أن الدارسة التي قدمتها وزارة الصحة في أواخر 2019 أظهرت أن الشباب الذين أعمارهم أقل من 18 سنة وصلت نسبة السمنة لديهم 20 بالمائة مما يستدعي دق ناقوس الخطر، خاصة وأنهم معرضون لتعقيدات صحية خطيرة، على رأسها الإصابة بالكوليستيرول، والذي قد تصاحبه علل أخرى، كالجلطات الدماغية والسكتة القلبية، والضغط الدموي إلى جانب السكري، وخشونة المفاصل ولاسيما في الركبتين، وكذا صعوبة التنفس وصعوبة الحركة والتنقل والذي ينجم عنه الخمول والكسل.
وأشار إلى أن النمط المعيشي وكذلك التقلبات النفسية التي يعيشها الفرد من قلق وتوتر وضغوطات نفسية، من الأسباب الرئيسة وراء ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون البدانة.
ودعا خياطي الجزائريين إلى الالتزام بنظام غذائي متزن كفيل بمساعدة الفرد على مجابهة السمنة، وإعادة توازن جسمه، مشير إلى أن التخلي عن السكريات وخاصة المشروبات الغنية بالسكري والتقليل من نسبة استهلاك الخبز بأنواعه يساعد كثيرا في تخفيف الوزن.
وأوضح أنه لـ”كل مرحلة عمرية خطوطا حمراء من حيث الممنوعات في الأكل، والتي لا بد من تفاديها من أجل راحة الجسم”، مشددا على أهمية الاعتماد على الخضر والفواكه وكذا الماء، من أجل صحة جيدة.
السمنة مرض مزمن وخطير
وكان قد كشف البروفيسور عمار طبايبية في تصريح لإذاعة سطيف الجهوية، أن الدراسة التي أجرتها منظمة الصحة العالمية في 2018 أثبتت أن أزيد من 30% من النساء في الجزائر يعانين من السمنة المرضية و14 % عند الرجال و12 % عند الأطفال والنسبة المئوية الحالية هي 22% لذلك نحن من الأوائل إفريقيا.
وأوضح الطبيب المتخصص في الأمراض الداخلية أن السمنة مرض مزمن وخطير بتصنيف منظمة الصحة يؤدي إلى أمراض ومضاعفات خطيرة كأمراض القلب، والكبد والأوعية الدموية، السكري وخاصة الأمراض النفسية.
وعن دراسة علمية حديثة تؤكد أن ثلث السرطانات مرتبطة مباشرة بالسمنة، منها سرطان الثدي والقولون والبروستات.
وأضاف المتحدث ذاته، أن ذات الدراسة تؤكد أن الإنسان العادي الذي لا يعاني من السمنة النسبة التقديرية لحياته هي 70سنة، والانسان الذي له زيادة في الوزن له نسبة 60% يصل إلى سن 70 سنة، أما من يعاني السمنة فله الحظ 50% فقط ليصل إلى سن 70سنة.
وعبر البروفيسور عن تخوفه من تزايد نسبة السمنة عند الأطفال وآخر الاحصائيات تؤكد 12%من أطفالنا يعانون من السمنة، والنسبة مرشحة للارتفاع.
وعن أسبابها هي الأكل غير صحي، غير طبيعي غير متوازن فيه كثير من السكريات المعقدة والدسم ونقص النوم أمام نقص كبير في الحركة والنشاط، حسب طبايبية.
وأكد رئيس الجمعية الوطنية لمكافحة السمنة في الجزائر، أن كل التوقعات تشير إلى أنه في 2030 ستصبح السمنة عند النساء 46%وعند الرجال 30%، وبذلك الجزائر ستكون الثانية إفريقيا بعد جنوب إفريقيا في موضوع السمنة وخطرها إذا لم نقم بإجراءات مباشرة وتوعية متواصلة .
وتأسف المسؤول، إذا استمرت الوضعية سنكون في 2030 من بين الدول العشرين الأولى التي تعاني من السمنة في العالم وستكلف أموالا كبيرة للعلاج للمريض ولخزينة الدولة.
ونبه إلى تشخيص أول الأعراض عند الطبيب لمعرفة نسبة الدهون والشحوم في الجسم إذا كانت فيه أكثر من 30 كغ في المتر مربع فهو يعاني من السمنة وعليه فورا بدء العلاج.
وختم عمار طبايبية قائلا إن الأطفال والفتيان أقل من 18 سنة من يعاني من السمنة نسبة كبيرة منهم يصابون بأمراض مزمنة في سن 40 و خطر الوفاة 3 أضعاف من الذين لا يعانون من السمنة.
ف.س