احتفظ عبد الله جاب الله بمنصبه كرئيس لجبهة العدالة و التنمية، لعهدة جديدة، وهو ما كان متوقعا، رغم انه قال انه كان يرغب في “وضع نهاية” لنضاله الحزبي وهي الرغبة التي قال أنها قوبلت بالرفض من قبل كل القيادات داخل الجبهة والتي أصرت على بقاءه كمسؤول أول على رأس الحزب كونه مؤسسه.
و قال جاب الله، أمس، على هامش المؤتمر الوطني الأول لجبهة العدالة و التمنية، الذي نظم بزرالدة بالعاصمة، و الذي تجاوز عدد الحضور ألف شخص من بينهم شخصيات وطنية حضرت كضيوف، انه لم يفكر في اعتزال السياسة نهائيا بل فكر في وضع نهاية لنضاله الحزبي ، غير أن القيادات في الحزب رفضت “رغبته ” و أصرت على بقاءه قائد للحزب، و رغم انه رفض الترشح، إلا انه وجد نفسه”مجبرا” بناء على رغبة المناضلين و القيادات، ليتم انتخابه كما رئيسا للحزب لعهدة جديدة، ولم تكن هذه النتيجة مفاجأة بل كان متوقعا ذلك بالنظر لغيبا منافسين حقيقيين لجاب الله لقيادة الجبهة.
من جانب آخر، وفي كلمته التي ألقاها، هاجم جاب الله السلطة كعادته، حيث قال أنها-أي السلطة-“تعمل على إدخال المؤسسة العسكرية في الشؤون السياسية وجعلها أداة بين أيديها ومظلة يرتكب تحتها كل شيء” حسبه، داعيا السلطة إلى إبعاد الجيش عن الشأن السياسي من أجل تحقيق الوحدة الوطنية والاستقرار وكذا تطوير البلاد، وقال أن الحزب دعا في العديد من المرات السلطة إلى إعطاء عناية أكبر للجيش وجعله وسيلة لتحقيق الأمن للشعب.
هذا وانتقد جاب الله طريقة معاملة السلطة للمتظاهرين من أطباء خاصة مشيرا أن المؤسسات العسكرية لم تصبح توفر الأمن وإنما تحرص على توفير مراد الدولة و السلطة، بغض النظر عن شرعيتها.
من جهة أخرى دعا جاب الله الحكومة إلى تحقيق إصلاح حقيقي لمختلف المنظومات بناء لتطوير البلاد، متأسفا على أن النظام الحالي عمل على أن يكون في الجزائر ثقافتين واحد إسلامية الروح واللغة وأخرى فرنسية الروح واللسان، متسائلا “لماذا كانت الثورة، ما قيمة الاستقلال إذا استمرت فرنسا في منظورها الثقافي والتعليمي والاقتصادي؟”.
كذلك أوضح رئيس جبهة العدالة والتنمية أن حزبه دعا في السابق الدولة من خلال تقديمه العديد من المقترحات لتطوير البلاد في كل الميادين إلى احترام المؤسسات الدستورية سواء كانت رسمية أو مستقلة، لتوفير الحصانة للأحزاب والمنظمات فهي منظمات دستورية، مؤكدا أنه من غير العدي أن يتصرف الحاكم تصرف “البلطجي” في تعامله مع المنظمات المعارضة من خلال الحصار و وضع العقبات التي تحول بينها وبين العمل الفعال، كما انتقد جاب الله التعاون على نهب واستغلال المال العام، مطالبا بمحاربة الرشوة والمحسوبة وازدواجية المعايير وغير ذلك من الممارسات الضارة بالمجتمع، والسهر على إقامة العدل والمساواة وتعميق روابط الوحدة الوطنية، و تقوية الشعور لدي لعرب والأمازيغ بأنهم أمة واحدة لهم ماضي واحد ومستقبل واجد وتعميق القناعة بواجب التعاون، باحترام الدين وقواعد الدستور.
هذا و احدث المؤتمر الاول للحزب تعديلات حقيقية في مختلف الجوانب التنظيمية تخص الصلاحيات واستحداث مؤسسات ومناصب جديدة من شأنها تقوية الحزب داخليا وتجهيزه لخوض مختلف المعارك والمواعيد الانتخابية المقبلة .
رزيقة.خ
الرئيسية / الوطني / نفى أن يكون قد فكر في اعتزال السياسية:
جاب الله يحتفظ برئاسة جبهة العدالة والتنمية
جاب الله يحتفظ برئاسة جبهة العدالة والتنمية