اعتبر رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله، أن الانتفاضة الشعبية- إشارة إلى الحراك الشعبي- “قد حادت في الأشهر الأخيرة عن المسار الذي انطلقت منه، بعد ترك فئات واسعة من الشعب المسيرات، وعلت أصوات تيار واحد تدعو إلى الدولة المدنية بمحتوى علماني فرنسي”، كما انتقد جاب الله الشعارات التي ترفع اليوم في المسيرات، وقال إنه “وجب على أصحابها أن يراجعوا أنفسهم فيها ويتراجعوا عن كلّ ما فيها من غلو أو شطط يضر بالشعب في بنياته وروابطه الأساسية ومطالبه الشرعية” حسب تعبيره.
انتقد عبد الله جاب الله، في منشور له على صفحته الرسمية على “الفايسبوك”، أصوات موجودة اليوم بالحراك، وقال إن صوتها علا في الأشهر الأخيرة بعد ترك فئات واسعة من الشعب للمسيرات، حيث قال إنّ “جيل الثورة أو الانتفاضة قدّم في الأشهر الأولى نموذجا رائعا في التضحية والتماسك والإيثار، والتمسّك بالسلمية والآداب الجميلة في التعامل مع بعضهم البعض، والانتصار للمرجعيات الثقافية والحضارية والتاريخية للأمة، والوعي بما يجب تحقيقه من إصلاحات تتأسس على إعادة الحقّ في السلطة والثروة للشعب وعلى المحافظة على الوحدة الوطنية وحمايتها من كلّ ما قد يتهدّدها من الداخل والخارج”، وأضاف أن هذا الحراك في أشهره الأولى “أكد على اللحمة الأخوية بين الشعب والجيش، ورفض كلّ أشكال الدكتاتوريات، ومشاركة الشعب في صنع القرارات المصيرية، إلى غير ذلك من مظاهر الوعي السياسيّ والنضج الثقافيّ”. واعتبر أن “المسيرات كانت ميادين تلتقي فيها مختلف شرائح المجتمع على اختلاف مستوياتهم المعرفية والمهنية والوظيفية، وتنوع انتماءاتهم الحزبية ومشاريعهم المجتمعية”، غير أن هذه السمات-يقول جاب الله- “بدأت في التراجع، وتركت فئات واسعة من الشعب المسيرات، فَعَلَت أصوات تيار واحد في المسيرات تدعو إلى الدولة المدنية بمحتوى علمانيّ فرنسيّ، وتنخرط في العولمة بقيمها وآفاقها وآلياتها، وتزرع عوامل الخلاف”، كما انتقد جاب الله توجه هذا التيار، واعتبر بأنه يتعامل بـ”مرجعيات أخرى”، قد تتناقض بعضها مع مرجعيات الشعب المعروفة ثقافيا وحضاريا وتاريخيا”، وتابع: “برز معه خطاب قد لا يخدم مطالب الشعب، وقد يلحق الضرر بما ناضل الشعب من أجله وطالب به في مسيراته المليونية من مطالب تلخصها شعارات الشرعية والعدل والمساواة والحرية والكرامة والتقدم والرفاه”.
واعتبر جاب الله أن الشعارات الأولى التي كانت تستعمل في المسيرات في بداية الحراك هي التي تعبر عن “حقيقة الشعب وحقيقة ثورته، وهي التي تقوى على تحقيق القطيعة مع الاستبداد والفساد، وتبني نظام الشورى والديمقراطية الخادمة لموروثه الثقافي والحضاري الإسلامي العربي الأمازيغيّ”، أما الشعارات الأخيرة فيرى أنه من الواجب على أصحابها أن يراجعوا أنفسهم فيها “ويتراجعوا عن كلّ ما فيها من غلو أو شطط يضر بالشعب في بنياته وروابطه الأساسية ومطالبه الشرعية”.
رزيقة.خ
الرئيسية / الوطني / قال إنها تدعو إلى دولة مدنية بمحتوى "علماني-فرنسي":
جاب الله ينتقد الشعارات المرفوعة مؤخرا في الحراك
جاب الله ينتقد الشعارات المرفوعة مؤخرا في الحراك