انتقدت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بشدّة خطاب الداعية وسيم يوسف، معتبرة أنه لا يخدم الإسلام، ويتناغم مع موضة الدعاة الجدد الذين يدعمون الغرب والأنظمة العربية.
وحسب ما أوردته الجمعية في منشور لها مساء الخميس، فإن المستمع المتابع لا يخرج بخلاصة مفيدة، بعد ساعة أو أكثر من الكلام، سوى ما تعلّق بتوزيع الاتهامات على أطراف مختلفة من الدعاة والعلماء وطلبة العلم، الذين اعتبرهم، الشيخ يوسف وسيم، جهَلة مغلقي العقول، من السلفيين خاصة، ومن أتباع بعض المشايخ عامة، وأتباع السياسيين الإسلاميين.
وبلغة التنديد والاستهجان، أكدت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أن خطاب وسيم يوسف لا يخدم الإسلام بل يزيد في تعميق مشكلات المسلمين و يرسخ لتمزقهم، مشيرة أن هناك آراء جامعة أرجح وأقوى تخدم وحدة المسلمين، وتبقي على الجسور بينهم، مهما اختلفت آراؤهم، وهي كثيرة مبثوثة في الكتب والمصنفات وفي آراء كبار العلماء.
كما اعتبرت ذات الجمعية أن “التعميم معيب في الحديث عن الظلاميين، وكأن كل المسلمين من الدعاة والأئمة والعلماء كذلك، مقابل السكوت عن حرب الإسلام ومحاصرته وتجفيف منابعه والتضييق على دعاته في كثير من الأقطار، وهو جزء من الإشكال، حيث يُحرم العلماء من تبليغ الدعوة، لأن ذلك لا يجاري أهل الأهواء خاصة من النخب المتنفذة اللصيقة بالرؤية الغربية الكارهة للإسلام أصالة أو وكالة”، تقول جمعية العلماء.
وقلّلت الجمعية من المكانة العلمية للشيخ الشاب، إذ ورد في منشورها: “إن علمه بدا بسيطا ومتواضعا من خلال مروياته، على كثرتها، وليس في ذلك تأصيل يمكن أن يجعل الكلام مضبوطا ومنضبطا وذا وزن؛ خاصة مع الأحكام الخطيرة التي يطلقها دون تروّ”، وبالتالي فهو “يمارس نوعا من التجريح لعله أقسى مما يُنقل عن بعض الفصائل”.
وخلص المنشور إلى أن يوسف وسيم- يبدو للمتابع- ليس سوى داعية لإسلام “ناعم”، يتماشى مع ما تريده الكثير من الأنظمة الغربية وبعض الأنظمة العربية، التي تخنُق الإسلام وتعيق مسيرته وتطمس إشعاعه الحقيقي، وتحبّ خاصة الإكثار من الكلام عن التسامح والحب، وما أشبهه، وللأسف- تضيف الجمعية- لم يتحدث الداعية عن كثير من ألوان المعاناة التي يتعرض لها المسلمون والمسلمات في مشارق الأرض ومغاربها.
وأبدت الجمعية استغرابها من “استيراد الدعاة ليحدثونا عن مبادئ الإسلام المتسامح، المحب، وادّعاء أن مساجد الجزائر ليس فيها سوى المنفرين الذين يتحدثون عن إسلام من نوع آخر، إسلام عنيف، حماسي، حادّ، جاف.. لا مشاعر فيه”.
كما اعترضت على زاوية تناوله قضية المرأة في العالم الإسلامي، متسائلة: “متى كانت المرأة مشكلة في ديننا حتى نتحدث ونعطي هذا الانطباع عنها، وكأنها مشكلة المسلمين الأزلية، ليس الأمر كذلك لا قديما ولا حديثا، وإنما ذلك خطاب الحداثيين المضللين والحداثيات المضلات”.
واعتبرت “محاولة ترسيخ فكرة أن الجزائري لديه نضج وناقص ولديه مشكلة في التعبير عن عواطفه، حتى وإن كان ذلك، فالطرح بهذا الشكل العام ليس سليما، وفيه إساءة وإهانة للجزائر والجزائريين”.
للاشارة فقد قام المدير العام لمجمع النهار انيس رحماني في خرجة جديدة له بالدفاع عن ضيفه الاماراتي وسيم يوسف، عبر تغريدة على موقع تويتر بكلام خطير يطعن في مصداقية جمعية العلماء المسلمين والشيخ فركوس.
وقال انيس رحماني مستهترا ” أي عالم هذا بقي في جمعية تدعى ظلما جمعية العلماء المسلمين ..الشيخ وسيم يوسف كشف مستواكم ..تحرمون الزلابية وتتآمرون على الجزائر.”
دعوات إلى تدخل بوتفليقة لحماية المدارس القرأنية
من جهة أخرى، شرعت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في حملة جمع توقيعات لمراسلة رئاسة الجمهورية ومختلف الهيئات الرسمية في البلاد لوضع قانون يحمي المدارس القرآنية من أي محاولة لضربها مباشرة بعد الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام حول نية وزارة التربية تفريغ المدارس القرآنية من التلاميذ.
وخرجت الجمعية عن صمتها ودعت رئيس الجمهورية إلى الاحتفاظ بالقرآن الكريم وحده كتابا مرجعيا في الكتاب والتخلي عن بقية الكتب شبه المدرسية، وكذا احترام البيولوجية الزمنية.
ورغم تطمينات الوزارة الوصية بأنها مجرد خطوة لإعادة تنظيم هذه المدارس حتى تكون في المستوى المطلوب وليس لها نية في إلغائها، إلا أنه طالبت الجمعية بتقديم التوضيحات الكافية سواء من وزارة التربية أو حتى وزارة الشؤون الدينية.
نسرين محفوف