خرج الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، ليرد بقوة على مزاعم حكومة المغرب فيما تعلق باتهاماتها حول دعم الحزب اللبناني لجبهة البوليساريو عن طريق السفارة الإيرانية بالجزائر، ويعتبر رد نصر الله الأول من نوعه بعد رد الحزب على ادعاءات وزير الخارجية المغربي عبر بيانات وشخصيات من الصف الثاني.
قال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني في كلمة له بمناسبة ” عيد المقاومة والتحرير ” إن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ” لم يقدم أي دليل مادي على ما اتهم به تنظيم حزب الله من دعم وتدريب لعناصر الجبهة الانفصالية “.
كما نفى حسن نصر الله وجود ” أي صلة أو تواصل بين التنظيم اللبناني وبين البوليساريو “، معتبرا أن موقفهم من القضية ” قائم على الحياد “، وأن الملف الذي قدمه المغرب في الموضوع ” فارغ “، مؤكدا أن الاتهامات المغربية ” تأتي في سياق إقليمي للضغط على المحور الإيراني السوري “.
وأفاد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله بأن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة حينما توجه إلى العاصمة الإيرانية قبل قطع العلاقات معها، ” لم يقدم إلا أسماء لشخصيات يفترض أنها قدمت الدعم للبوليساريو، ولم يقدم بشأنها أي تسجيلات أو صورا أو غيرها من الحجج “، معتبرا بأن إسرائيل ” هي من قدمت هذه الأسماء “.
وتؤكد تصريحات حسن نصر الله، أنه لا يوجد مستندات أو أدلة تثبت ذلك، مضيفا ” لا علاقة سياسية لحزب الله مع البوليساريو وليس هناك أي تواصل بين الجانبين “، وخلص نصر الله إلى القول إن ” كل هذا الحصار السياسي والاقتصادي والنفسي لن يقدم ولن يؤخر في مشروع المقاومة “.
وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، ناصر بوريطة، روج لادعاءات مثيرة عن دعم حزب الله اللبناني لجبهة البوليساريو فوق التراب الجزائري بوساطة إيرانية، من دون أن يقدم دليلا ماديا واحدا للرأي العام، واتجهت الحكومة المغربية إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، رغم نفي هذه الأخيرة علاقتها بالبوليساريو لا من قريب ولا من بعيد.
وواصل وزير خارجية المغرب بوريطة، تبريراته بخصوص قطع علاقات بلاده مع إيران، بالتحذير مما وصفه بـ ” نشاط إيران في شمال إفريقيا “، مدعيا أن النظام الإيراني ” يسعى إلى الحصول على موطئ قدم في المنطقة “. وعلى هذا الأساس يستند المغرب كذلك في حججه بخصوص قطع العلاقات مع طهران، رغم كل الردود التي تلقاها من الحكومة الإيرانية ومن حزب الله ومن جبهة البوليساريو وحتى من الجزائر، يظل المغرب متمسك بادعاءاته التي لم تستند لأي دليل موضوعي.
وفي ذات السياق، أوضح دبلوماسي عربي، فضل عدم الإفصاح عن هويته في تحليل نشرته جريدة لوموند الفرنسية في عددها الصادر الخميس، في محاولة لشرح أسباب قطع المغرب لعلاقاته الدبلوماسية مع إيران، أن الأمر ليس إلا محض افتراء من المغاربة الذين باستطاعتهم العثور على أدنى مبرر لرفض العودة إلى طاولة المفاوضات مع جبهة البوليساريو.
و ذكرت جريدة لوموند نقلا عن الدبلوماسي العربي أن ” الرباط كانت قد اتهمت منذ سنتين أو ثلاث، جبهة البوليساريو بإقامتها علاقات مع تنظيم القاعدة “، مشيرا الى أن “هذه الازمة الدبلوماسية ستسمح للمملكة المغربية بإرضاء عرابيها في الخليج سيما السعوديين والإماراتيين والمضي باتجاه مستشار الأمن القومي الجديد بالبيت الأبيض جون بولتون “.
وأشارت ذات الصحيفة أنه في ظل غياب أدلة تعرض علنا، فإن الملاحظين والدبلوماسيين سيكونون ” مرغمين على التذكير بالسياق المحيط بالقرار المغربي في محاولة لتفسيره “، بالرجوع الى لائحة مجلس الامن الدولي الأخيرة التي صودق عليها في 27 أفريل الأخير والتي ترغم طرفي النزاع وهما المغرب وجبهة البوليساريو على الشروع في مفاوضات مباشرة تحت إشراف الرئيس الألماني الأسبق هورست كوهلر والمبعوث الخاص الجديد للأمم المتحدة في الصحراء الغربية.
وأضافت ذات الوسيلة الاعلامية أن المغرب استغل هذا الظرف لاتهام خصمه جبهة البوليساريو والسعي للتقرب أكثر من الولايات المتحدة التي هي في مواجهة مع إيران”، مشيرة الى ان قطع العلاقات الدبلوماسية المغربية الايرانية “، سيسمح كذلك بإرسال إشارة ايجابية تجاه العربية السعودية التي تعد إحدى أكبر ممولي المملكة المغربية والتي هي في نزاع مع إيران حيث تتهمها بأن لديها مطامع للهيمنة على المنطقة.
إسلام.ك
وجه انتقادات بالجملة للحكومة المغربية:
الوسومmain_post