جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
دعت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون إلى عدم السماح لمن يتلاعبون بالدين للوصول إلى السلطة، واعتبرت أنه يجب فصل الدين عن الدولة والسياسية وإقامة دولة لائكية لأنها “مطلب الشعب”، وهاجمت مسؤولين في قطاع الصحة لمقارنة الجزائر بدول كاليمن وتشاد ونيجر على خلفية انتشار داء الكوليرا، وحملت السلطة المسؤولية الكاملة لعودة ظهور هذه الأوبئة و قالت انه إذا استمر الوضع على حاله سيؤدي إلى عودة كل الأوبئة.
حذرت حنون أمس خلال تنشيطها ندوة صحفية بمقر حزبها بالعاصمة، من خطر عودة من أسمتهم “المتلاعبين بالدين للوصول إلى السلطة”، و قالت أن وصول مثل هؤلاء للحكم ستكون نتائجه وخيمة، واستشهدت في كلامها بما حدث في عدد من الدول التي وصل فيها هؤلاء للسلطة وكيف أصبحت بلدانهم اليوم تعيش حروبا وتوترات، كما استشهدت بما حدث في الجزائر في العشرية السوداء- على حد قولها- و قالت حنون أن الجزائر ليست دولة دينية ويجب فصل الدين عن الدولة وعن السياسة وإقامة دولة لائكية لأنها مطلب الشعب الجزائري-على حد تعبيرها- واستندت في ذلك إلى الدراسة التي أجراها المركز الوطني للبحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية CRASC، منذ ما يقارب السنة والتي اعتبرت أن الأغلبية من الجزائريين الذين تم إخضاعهم للدراسة يريدون إقامة دولة لائكية.
من جانب آخر تطرقت الأمينة العامة لموضوع انتشار وباء الكوليرا، وانتقدت بشدة مسؤولين في قطاع الصحة لتشبيه الجزائر بعد انتشار الداء بكل من اليمن وتشاد ومالي وغيرها، معتبرة أن هذا الأمر غير مقبول نهائيا وغير منطقي لمقارنة الجزائر المستقرة الآمنة والتي لا مديونية خارجية لها بدول تعيش حروبا وفقرا، وحملت مسؤولية انتشار الوباء للسلطة التي فشلت حسبها في صون صحة الشعب ، بالمقابل اعتبرت المتحدثة اتهام الشعب بأنه سبب انتشار الوباء تصريحا مستفزا جدا لطبقة واسعة جدا، مؤكدة أن عدم قدرة الحكومة على توفير المياه بشكل دوري ومنتظم هي التي دفعت الجزائريين للجوء لمياه الينابيع غير المراقبة وغير الصالحة للاستهلاك، إضافة إلى ارتفاع فاتورة المياه.
وفي ذات الصدد أكدت الأمينة العامة لحزب العمال أن نسبة التزود بالمياه الصالحة للشرب تراجع من 91 بالمائة إلى 81 بالمائة منذ 1991 إلى سنة 2005 أما في المناطق الحضرية فتراجعت من 97 إلى 84 بالمائة حسبها.
“عدم إدراج زيادات في قانون المالية 2019 غير كافٍ”
وفي تطرقها لمسودة قانون المالية 2019، قالت حنون إن عدم إدراج زيادات ضريبية خلال سنة 2019 ، رغم انه ايجابي ، يبقى غير كافي، حسبها. وأكدت ضرورة اللجوء إلى التصحيح الضريبي على حد تعبيرها، بما فيها التوجه إلى إدراج ضريبة عن الثروة، سيما وأن آليات ضبطها وتحديدها موجودة وهناك تجارب على مستوى دول أخرى من العالم في هذا الشأن.
واستطردت تقول بأن أهداف السلطة من منع أي زيادات ضريبية في سنة 2019 لا يهم حزب العمال بقدر ما تهمه النتيجة، مضيفة بأن حزب العمال يشيد بزيادة التحويلات الاجتماعية حسب تسريبات قانون المالية، رغم أنه لا يعرف بعد إن كانت استجابة لانشغالات المواطنين وتخفيفا عنهم، أو أن ذلك يرتبط فقط بمحطة الرئاسيات المقبلة، لكن في هذا الموضوع تهم النتيجة أكثر، وهي حماية القدرة الشرائية للجزائريين .
“لا نتدخل في شؤون الجيش”
وفي ردها على سؤال حول التغيرات التي مست قادة الجيش مؤخرا، قالت حنون انه “لا تعليق لها على هذا الأمر”، لأنه جرت العادة أن لا يتدخل الساسة في الشأن العسكري، وكذلك الشأن بالنسبة للجيش الذي لا يجب أن يتدخل في الشأن السياسي لان له مهامه الدستورية المحددة، و قالت أن تصريحات نائب وزير الدفاع الوطني قائد الأركان الفريق قايد صالح، الذي أبرز بأن هذه التغييرات عادية وتدخل في إطار تشبيب المؤسسة العسكرية.
“الجزائر مستهدفة من ترامب وفرنسا”
من جانب آخر، حذرت حنون من كون الجزائر مستهدفة من قبل القوى الغربية، وبالتحديد الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها ترامب الذي يهدف إلى زرع الفوضى في كل الأوطان، وكذا الدول الغربية و في مقدمتها فرنسا، وأشارت في هذا الصدد إلى التقارير الأمريكية والفرنسية التي تستهدف الجزائر، واعتبرت أن الجزائر وبالنظر لسياستها وعدم خضوعها لضغوط الغرب في العديد من القضايا، سواء رفض محاولات إقحام الجيش الوطني في الحروب في مختلف البلدان، وأيضا بسبب ملف المهاجرين، وملف التجارة الخارجية، فستبقى محل أطماع للغرب لجرها إلى الفوضى هي الأخرى. وفي موضوع مكافحة الفساد ودعوة الرئيس بوتفليقة في رسالة ال20 أوت 1956 إلى تأسيس جبهة شعبية ضد الفساد، قالت حنون أن مؤسسات الدولة هي المسؤولة عن مكافحة الفساد، وأنه يجب أولا إعطاء الحقوق للمواطن ليكون قادرا على القيام بدوره في مكافحة الفساد.
رزيقة.خ