خصصت وزارة الثقافة والفنون في برنامجها الرمضاني، حيزا مهما للفرق التراثية الجزائرية خلال شهر رمضان، من خلال سن تظاهرة “ليالي أغنية التراث” بقصر الثقافة “مفدي زكرياء” بالجزائر العاصمة، وهي الخطوة التي تؤكد توجه الوزارة والدولة عموما في السير على نهج عدم الإقصاء والتهميش لفرقنا الفنية التراثية الموزعة عبر التراب الوطني، وإشراكهم في مختلف الفعاليات الثقافية المنظمة، قصد الإلمام والترويج لكل ماتكتنزه الجزائر من تنوع ثقافي وتراثي بديع.
و”ليالي أغنية التراث”، هي عبارة عن سهرات غنائية تراثية تنشطها مجموعات غنائية من مختلف مناطق الوطن تمثل التنوع الغنائي التراثي واللباس التقليدي لكل منطقة، كل يوم جمعة من هذا الشهر، حيث سيضرب عدد من الفرق الجزائرية موعدهم للجمهور ومحبي التراث الفني الجزائري وهي: فرقة جمعية جذور (الفقيرات)/ من ولاية عنابة، فرقة تكوشت / من ولاية تيزي وزو، الفرقة النسوية العاصمية تحت إشراف “الفنانة نرجس”، أما يوم الجمعة 05 أفريل 2024، فستحيي كل من فرقة أهاليل / من ولاية تيميمون، فرقة الفردة / من ولاية بشار، فرقة جمعية الحاج محمد الفول دندون سيدي بلال/ من ولاية غرداية السهرات.
وكانت قد انطلقت التظاهرة أول أمس بقصر الثقافة مفدي زكرياء بالجزائر العاصمة، حيث احتضنت قاعة العروض بقصر الثقافة السهرة الأولى والتي أحيتها ثلاث فرق من قسنطينة ومستغانم وبسكرة استهلت فرقة سيدي سعيد للعيساوة من مستغانم (تأسست في 1988) بتقديم أغنية تراثية في نوع العيساوة بعنوان “الله مولانا يا الله” تبعتها مباشرة بـ “سيدي عبد القادر و”سيدي المجدوب” اللتان تستحضران خصال الرجال الصالحين من الأمة وتنشد بأخلاقهم، تبعتها أغاني اخرى بإيقاع خفيف رزين أصيل ومن شاكلة “يا سيادي” و”داويني بدواك” و”يا الحظار” وغيرها من القصائد التي تمثل الطريقة العيساوية المشهورة في مدينة مستغانم والتي تلقى رواجا شعبيا وفنيا في مناسبات وطنية ودولية.
وعلى الإيقاع العيساوي المتلاحق نفخ رئيس الفرقة فرحوح بن علي بكل تركيز على “الغيطة” أو المزمار ومن حوله التف أعضاء الفرقة على الطبل والطبيلة والتار والدفوف، ضمن إيقاع حضري تتميز به هذه الموسيقى
وبنفحات رمضانية خالصة تقدمت الجمعية الراشدية العيساوية لقسنطينة بمجموعة من الابتهالات والبراول في مديح النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث توحدت حناجر الفرقة و آلاتهم الموسيقية التي تراوحت بين المزمار والبندير والدربوكة والتار تحت قيادة رئيس الفرقة عزوز بوعبدوس و الذي يشرف أيضا على تكوين أجيال صاعدة في هذه المدرسة التي بلغت ال 44 عاما من الوجود.
وبدورها نشطت فرقة جمعية “الحفوظية” من ولاية بسكرة فقرتها الغنائية بكثير من البهاء والاحتفاء بمديح سيد الخلق محمد صلى الله عليه و سلم، واستحضار أجواء روحانية صافية من خلال الأزياء والدفوف والطبول ورفع الأعلام التي ملأت الركح وبثت البهجة في نفوس الحاضرين في القاعة.
واختارت الفرقة الطبع الصحراوي الأصيل والمحلي البسكري لتقديم باقة من أشهر القصائد الغنائية بدءا بقصيد “الزيارة” في مدح رسول الله ثم الدخول في حضرة “الليلة الليلة” من التراث المحلي البسكري المحبوب لدى الكثير من الجمهور بحكم إيقاعه الذي يحدث نبضات القلب، بعدها استرسل بن عيسى محمد لزهر قائد الفرقة وأعضائه في أغنية “جارت الأشواق” و “يا محمد سيد الحسني” التراثية التي نقلت الحضور إلى مستوى آخر من التجاوب الجميل.
وضمت فرقة جمعية الحفوظية هذه السهرة 12 فنانا بين مؤديا وعازفا على الطبل والدف يتقدمهما صوت معنان حسان ورفيق رواغة اللذان أمتعا الساهرين بصوتهما الشجي وبتوجيهات من رئيس الفرقة بن عيسى محمد لزهر.
صبرينة ك