تستقطب مائدة الإفطار الجماعي بالخيمة العملاقة “مرحبا” التي تنظمها جمعية “أمل الجزائر” على مستوى ساحة الكيتاني بباب الوادي بالجزائر العاصمة، منذ اليوم الأول من شهر رمضان أزيد من 1200 شخص يوميا من العائلات المعوزة وعابري السبيل.
وأفادت رئيسة جمعية “أمل الجزائر”، مريم لعريبي، أن خيمة “مرحبا” لإفطار الصائم بباب الوادي تعتبر أكبر خيمة موجودة على المستوى الوطني، إذ تتربع على مساحة 1500 متر مربع، وقد شرعت في مبادرتها التضامنية منذ حلول الشهر الكريم وتستقبل يوميا 1200 شخصا من العائلات المعوزة وعابري السبيل.
وأضافت لعريبي في تصريح لـ”الجزائر” “يتم تقديم على مائدة الإفطار العملاقة أطباقا مختلفة من المطبخ الجزائري والمأكولات التقليدية تشمل وجبة ساخنة رئيسية وهي الشربة وطبق ثاني وسلطات فضلا على مقبلات ومشروبات وفواكه وذلك لمساعدة الصائم على أداء فريضة الصيام في ظروف حسنة تحفظ الكرامة وتستجيب لمعايير القيمة الغذائية الموصى به صحيا مع توفير أجواء عائلية”.
150 متطوعا من الشباب للتكفل بخدمة العائلات
يوفر المطعم 150 متطوعا شابا من الذكور والإناث منقسمين إلى أفواج الذين يعكفون بكل خفة على ترتيب الموائد المنتشرة عبر الخيمة العملاقة بعناية، في هذا السياق أشارت المتحدثة إلى أن مطعم الإفطار الجماعي خصص جناحا للعائلات وجناحا أخر لعابري السبيل وسخر له أزيد من 150 متطوع يتداولون يوميا للسهر على مختلف المراحل للسير الحسن للعملية وسط أجواء أخوية بهيجة يلتقي فيها الجميع، ويساهم كل واحد لتقديم الأحسن لضيوف المطعم في صورة تبرز مظاهر التضامن والتآزر المستمدة من القيم الدينية بالإهتمام بعابري السبيل والمحتاجين في الشهر الكريم.
ويتم تحضيرا الوجبات وفق الشروط الصحية والنظافة وتراعى فيها مقاييس الجودة والنوعية كما يتم تخزينها ونقلها بطريقة صحية حيث تهدف هذه العملية التي أضحت تقليدا سنويا إلى تكريس قيم التضامن ومن خلال مد يد العون للمحتاجين .
برنامج خاص بمناسبة عيد الفطر المبارك
وأشارت رئيسة الجمعية إلى أن خيمة رمضان “مرحبا” ترافقها عدة مشاريع إنسانية وخيرية أبرزها توزيع قفة رمضان التي باشرت الجمعية في توزيعها قبل شهر رمضان ومازالت متواصلة وأيضا تنظيم عملية ختان لفائدة الأطفال الأيتام والعائلات المعوزة حيث سيتم تقديم ألبسة تقليدية بغية إدخال البهجة والسرور على هذه العائلات المعوزة كما ستنطلق في الأسبوع الأخير من رمضان على المستوى الوطني عملية توزيع ألبسة العيد على الأطفال الأيتام والعائلات الفقيرة وذلك بعد جمعها من المتبرعين.
كما أفادت المتحدثة أنه “من أبرز الأعمال الخيرية التي ترافق الجمعية هو مشروع “لمة العيد ” عبر فتح خيمة “مرحبا” صبيحة العيد ووضع طاولات للقهوة وحلويات التقليدية حتى تتمكن العائلات المعوزة وخاصة الأشخاص دون المأوى من قضاء العيد في أجواء أخوية.
بن براهم يقف على دينامكية المتطوعين بخيمة الإفطار
وقام رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، نور الدين بن براهم، أول أمس، بزيارة إلى الخيمة العملاقة لإفطار الصائم المتواجدة بساحة الكيتاني بباب الوادي بغية الإطلاع على نشاط ودينامكية المتطوعين بمناسبة الشهر الفضيل.
وخلال مشاركته في عملية تحضير وجبات إطعام الصائم، بالخيمة العملاقة “مرحبا” المتواجدة على مستوى ساحة كيتاني لبلدية باب الوادي، أكد نور الدين بن براهم أن الهدف من هذه الزيارة هي “الوقوف على دينامكية التطوع التي يتحلى بها الشباب الجزائري الناشط في إطار العمل الجمعوي والتي أساسا نابعة من الأعراف والتقاليد الجزائرية الداعية للخير والتضامن فيما بين أفراد المجتمع.
وأضاف بن براهم بأن المرصد الوطني للمجتمع المدني أنه من خلال تواجده مع ناصر جمعية “أمل الجزائر” التي بادرت إلى هذه الخيمة التضامنية يراد به “التأكيد على المرافقة والتشجيع وتحفيز الجمعيات التي تشتغل عبر 58 ولاية في التراب الوطني في مجال الترابط الاجتماعي والعمل الخيري”.
وبخصوص المتطوعين الشباب الذين يشاركون في عملية توزيع الوجبات الساخنة لفائدة عابري السبيل والمعوزين، قال بن براهم إنه “يتمنى لو يتضاعف عددهم لأنهم يساهمون في تقوية الانسجام المجتمعي ولأنهم أيضا القيادات المجتمعية التي يعول عليها سواء خلال شهر رمضان أو ما بعد رمضان”.
وأبرز في السياق ذاته، أن حضور المرصد مع الجمعيات في نشاطاتها الدائمة هو بمثابة “رسالة قوية للدعم لأن من مهام المرصد النظر فيما ينجز ميدانيا والدعم المؤسساتي من خلال التواصل مع ممثلي المجتمع المدني”.
فلة. س