تسعى بلدان المغرب العربي للتركيز على استراتيجيتها الاقتصادية في أفريقيا جنوب الصحراء، بسبب وجود علاقة غير عادلة بين بلدان المغرب العربي وبلدان شمال البحر الأبيض المتوسط، اضافة الى الرغبة في البحث عن فرص جديدة لتصدير بضاعتها وخدماتها بعد انهيار اسعار النفط .
يؤكد خبراء اقتصاديون، أن كل من الجزائر تونس والمغرب ، تطرق أبواب أفريقيا اقتصاديا، التي تعد حاليا أهم االنوافذ أمام دول المغرب العربي، لتسويق صادراتها وعقد اتفاقات اقتصادية لتعزبز التبادل التجاري وتأسيس مشروعات تنموية مشتركة.
وأوضح تقرير وكالة”إيكوفين” للدراسات الاقتصادية في القارة السمراء، أن منطقة المغرب العربي تلتفت أكثر فأكثر نحو منطقة الصحراء، في مقابل تراجع اهتمامها بالبحر الأبيض المتوسط.
وقد تطور هذا الاهتمام إلى سباق حقيقي بين الجزائروالمغرب وتونس من أجل غزو الأسواق الأفريقية والحصول على نصيب من هذه القارة التي تضمّ أكثر من مليار ساكن.
وأكد التقرير، أنه في إطار السباق نحو تحقيق مكاسب جديدة في السوق الأفريقية الواعدة والصاعدة، يبدو أن المغرب قد قطع شوطاً طويلاً.
فقد زار الملك محمد السادس عدّة مرات أرجاء القارة برفقة عدد من رجال الأعمال وخبراء الاقتصاد المغاربة، كما استعانت الرباط بمؤسساتها المالية من أجل عقد عديد من الاتفاقيات مع شركاء أفارقة في مجالات الاتصالات، والبنوك، والتأمين، والمناجم والإنتاج الزراعي.
الجزائر تريد تعويض تأخرها
وذكر التقرير، أن المؤسسات الاقتصادية الجزائرية، تتجه حاليا نحو القارة الأفريقية من أجل البحث عن الفرص والاستثمار، وأن المسؤولين الجزائريين اكتشفوا مؤخراً أهمية هذا البعد الأفريقي بعد فوات الأوان، وقد بدأ المستثمرون الجزائريون بتكثيف نشاطهم في منطقة الساحل الأفريقي، بهدف تسويق منتجاتهم والبحث عن فرص لنموّ شركاتهم.. وفي الواقع، وضعت الجزائر كل ثقلها في مجال الاستثمارات في أفريقيا، و أشارت مصادر اعلامية جزائرية مختصة في الشأن الاقتصادي، إلى أن الجزائر تعول أيضاً على التعاون في مجالات الطاقة والوقود الأحفوري، والاتصالات، ولذلك فهي تركز جهودها كثيراً على الفوز بفرص لإنجاز مشاريع البنية التحتية، التي تمثل رهاناً مصيرياً في هذا السباق المغاربي على الأسواق الأفريقية .
وحسب الخبراء الجزائريين فان الجزائر تريد أن تستثمر أوراقها في مناطق أبعد من غربي أفريقيا ،إذ أن هناك مفاوضات جارية من أجل الانضمام إلى السوق المشتركة في أفريقيا الشرقية والغربية، التي تمثل أكبر تكتل إقليمي في القارة السوداء حيث تضم أكثر من 20 دولة وتجمع كتلة سكانية تناهز 625 مليون نسمة.
علاقات غير عادلة
وفي تحليله لتوجه دول المغرب العربي لطرق أبواب افريقيا اقتصاديا، يرى الخبير الاقتصادي ومؤسس مركز الدراسات، كاب مينا، أن عدّة عوامل دفعت ببلدان المغرب العربي للتركيز على استراتيجيتها الاقتصادية في أفريقيا جنوب الصحراء، لأن الشعور بوجود علاقة غير عادلة بين بلدان المغرب العربي وبلدان شمال البحر الأبيض المتوسط هي التي خلقت فكرة التعاون الجنوبي مع بقية بلدان أفريقيا
كما أن بلدان القارة السوداء تبدو أكثر انفتاحاً على الشراكة والتعاون.
كما لعبت عوامل أخرى دوراً في هذه الإستراتيجيات خاصة تلك المتعلّقة بانهيار أسعار النفط والعائدات النفطية، حيث يتوجب على دول المغرب العربي في الوقت الحاضر البحث عن فرص جديدة لتصدير بضاعتها وخدماتها ورأس مالها البشري .
وتسعى بدلك دول المغرب العربي، لإقتناص الفرص الممكنة لغزو السوق الأفريقية، لتنشيط الموارد في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة..
رفيقة معريش