الخميس , مايو 2 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / يظل متمسك بتصريحاته العدائية إلى اليوم:
ساركوزي.. علاقة المد والجزر مع الجزائر

يظل متمسك بتصريحاته العدائية إلى اليوم:
ساركوزي.. علاقة المد والجزر مع الجزائر

لا يختلف اثنان في أن العلاقات الجزائرية الفرنسية لم تشهد ” برودة ” و” تدهورا ” وسقوطا حرا مثلما كانت عليه في فترة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الذي دام حكمه من 2007 إلى 2012.
رغم أن ساركوزي استهل أول زيارة بعد فوزه بالرئاسة إلى الجزائر، إلا أنه لم يستطع استثمار هذا الامتياز للدفع بالعلاقات الثنائية بين البلدين الذين تحكمهما تفاصيل معقدة نظرا للتاريخ الأليم الذي سببه الاستعمار الفرنسي للجزائر. وبدأ ساركوزي فترة حكمه بأزمة ” دبلوماسية ” مع الجزائر بعد تصريحات وزير المجاهدين الأسبق الشريف عباس قبل أيام من زيارته للقاء الرئيس بوتفليقة، قائلا ” صعد ساركوزي لحكم فرنسا بدعم من اللوبي اليهودي “، تصريح أثار زوبعة في فرنسا انتهت بتدخل الرئيس بوتفليقة الذي وبخ وزيره، مؤكدا على أن السياسة الخارجية من صميم المهام الدستورية لرئيس الجمهورية لوحده.
وبعدها زار ساركوزي الجزائر، ومنها أطلق تصريحات لم يرحب بها معظم الجزائريين حول الذاكرة ، عندما قال أن ” الأبناء لا يعتذرون عما فعله الآباء ” في إشارة إلى رفضه الاعتذار عن جرائم الإستعمار الفرنسي في الجزائر. كما أن ساركوزي طرح في الوقت ذاته، مشروع بنى عليه سياسته الخارجية سماه ” الاتحاد من أجل المتوسط ” يضم كل الدول الشمالية والجنوبية المطلة على البحر، لكن الجزائر لم تتفاعل معه بإيجابية بحجة غياب إستراتيجية واضحة وحديث على نية الرئيس الفرنسي إدخال إسرائيل كطرف في المجموعة، وهو الكيان المحتل الذي لا تقيم معه الجزائر علاقات دبلوماسية مثلما تقيمها الكثير من الدول العربية التي هللت لمشروع ” الإتحاد المتوسطي “.
وفي السياسة الداخلية لطالما هدد ساركوزي في الكثير من المرات، بإلغاء اتفاقية الهجرة بين الجزائر فرنسا لسنة 1968، وهي التي تتيح الكثير من الامتيازات للمهاجرين الجزائريين، ولكنه فشل في الوصول إلى هذا المسعى خلال فترة رئاسته.
وقبل سنة من نهاية عهدته، مقتنصا بداية موجات الربيع العربي التي انطلقت من الجارة تونس، شن نيكولا ساركوزي مرفوقا بصديقه الفيلسوف ” برنار ليفي ” ومعه حلف ” الناتو ” حربا للإطاحة بنظام العقيد الليبي معمر القذافي بحجة الدفاع على مطالب الشعب المتعطش للحرية والديمقراطية، انتهى التدخل بمقتل القذافي وتحويل ليبيا إلى عهد ما قبل الدولة، وكانت الجزائر رسميا قد عبرت على رفضها لهذا التدخل العسكري، ودفعت بذلك الثمن بداية بإلصاق تهم لها من بينها دعمها للنظام الليبي نهاية بتحويل بلد جار إلى مرتع للفوضى والخراب والدمار، أمر دفع السلطات الجزائرية لتركيز قواتها على الحدود الليبية التي دخل منها الإرهابيون للاعتداء على مركب الغاز بتقنتورين سنة 2013.
ولم يتوقف ساركوزي في إبداء مواقف سلبية اتجاه الجزائر، حتى بعد خروجه من قصر ” الإيليزي ” رغم أنه ظل يحاول العودة إلى سدة الرئاسة في 2012 و2017 لإخفاء فضيحته التي يحقق معه القضاء الفرنسي اليوم، والمتعلقة بتمويل القذافي لحملته الانتخابية سنة 2007. وفي زيارة إلى تونس، سنة 2015، واصل ساركوزي هجوماته، متسائلا عن ” مستقبل الجزائر المجهول “، وذهب للقول أمام الصحفيين ” إن تونس التي تتمتع بنظام ديموقراطي حقيقي، وقعت للأسف ضحية موقعها الجغرافي بين الجزائر وليبيا “، تصريحات أخرجت وزير الخارجية السابق رمطان لعمامرة عن صمته لانتقادها بشدة، مؤكدا على أنها تصريحات ” غير مرحب بها “، وتخدم الفكر الاستعماري.
وقبل أيام، فقط عاد رئيس فرنسا السابق ليهاجم الجزائر عبر بوابة مشاركته في منتدى كرانس مونتانا بالداخلة الصحراوية، مقدما دروس في العلاقات الدولية كعادته، حيث حمَّل الجزائر مسؤولية غلق الحدود البرية مع المغرب، متحدثا على لسان المغاربة، معبرا على أنهم ” يتوقون لفتحها “. وليست هذه المرة الأولى التي يتدخل فيها ساركوزي ليزيد الطين بلة في العلاقات الجزائرية المغربية. فقد عبر في العديد من المرات على مواقف سلبية، كالتي أطلقها قبل مدة من باريس مشككا في قدرة الجزائر على الصمود مستقبلا بعد سقوط سعر البترول في السوق الدولي.
ومن الواضح أن الجزائر تخلصت وتجاوزت كابوس عودة ساركوزي لحكم فرنسا، بعد انهزامه في الأدوار الأولى داخل حزبه اليميني الذي كان يريد أن يترشح باسمه للرئاسة في ماي 2017، لكن ضعفه السياسي وحصيلته السلبية لما كان على رأس الجمهورية كلها عوامل جعلت الفرنسيين يختارون مترشحين أكثر كفاءة وقدرة على حكم البلاد، وهو الآن في مواجهة القضاء الفرنسي حول قضية لقبها البعض بأنها ” الفضيحة الكبرى في تاريخ الجمهورية الخامسة “.
إسلام.ك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super