كشف جنرال فرنسي متقاعد رفض الكشف عن اسمه لموقع “انفو 24 افريك” عن سياسة فرنسا في دول إفريقيا جنوب الصحراء التي لا تزال تتعامل أنظمتها بعملة “الفرنك الإفريقي” الموروث عن الاستعمار الفرنسي، أن هذا النظام النقدي هو الاستعمار الوحيد في العالم الذي نجا من إنهاء الحركة الاستعمارية، ولا يزال معمولا به في هذه الدول رغما عنها.
وكشف المتحدث إن التنفيذ التدريجي لهذا النظام هو نتيجة لخيارات استراتيجية لفرنسا التي تضع شركات الاستيطان في خدمة المصالح الاقتصادية الفرنسية.
وأضاف أن فرنسا استغلت بقوتها الاستعمارية، المواد الأولية للمستعمرات لتزويد الصناعة الفرنسية واستخدمت المستعمرات كمنافذ للمنتجات الفرنسية.
وأكد المتحدث أن فرنسا لن تتخلى أبداً عن عملتها “الفرنك” في افريقيا لأنه قوام اقتصادها لذلك فلا ينتظر أن تضع نهاية لهذه العملة ،لان 60 بالمائة من اقتصادها يعتمد على ذلك.
وأضاف الجنرال الفرنسي المتقاعد: “أستطيع أن أقول حتى إن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم هو أمر يتعلق بأمن الدولة ، وأي دولة تتجرأ على إنهائه يمكن أن تعاني من عواقب وخيمة لا تستثني رد الفعل العسكري والنووي”.
وراح المتحدث بعيدا في تصوير حجم المخاطر التي يمكن أن تواجهها الدول الإفريقية التي قد تتمرد على استعمال عملة الفرنك الإفريقي الموروثة عن فرنسا الاستعمارية قائلا: “إنه مهما كان حسنًا خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في إفريقيا على هذه العملة ، فإن أي رئيس دولة يجرؤ على محاولة تغيير تلك العملة سيتم القضاء عليه أو طرده من خلال انقلاب عسكري في بلاده”.
وأشار المتحدث إلى أن دول هذا الاتحاد النقدي التي تشمل دول غرب افريقيا اختارت إيداع احتياطاتها من النقد الأجنبي في الخزينة الفرنسية ،في وقت اختارت دول المغرب العربي وفي مقدمتها الجزائر المغرب وتونس عملة خاصة بهم ،وتركت منطقة الفرنك خالية من اقتصادهم عند استقلالهم.
وبقيت أفريقيا السوداء الفرنسية،ضمن المخطط الذي وجه العملة في عام 1945. لذلك لا تزال مراقبتها من قبل فرنسا من خلال اتفاقات التعاون واتفاقيات التشغيل. وسيستمر الافتقار إلى الموارد الاقتصادية ومصادرة سيادة البلدان الأفريقية في منطقة الفرنك ، طالما لم يتم تفكيك النظام الاستعماري الجديد للدولة الإمبريالية.
جنرال فرنسي متقاعد :
الوسومmain_post