تنظر دول المغرب العربي بعين من الريبة لانفصال إقليم كتالونيا باسبانيا بحكم قرب الاقليم من المنطقة وتخشى الأنظمة الواقعة في هذه المنطقة من انتقال عدوى الانفصال إلى أقاليم لديها لطالما عرفت غضبا شعبيا كبيرا .
تزايدت التوترات في مدينة برشلونة، عاصمة إقليم كتالونيا امس، حيث أرادت الحكومة المحلية للإقليم إجراء استفتاء بشأن الانفصال عن إسبانيا.
لكن عمليات قمع واسعة استهدفت المنتخبين حالت دون دلك ،وسط سكوت مطبق من الاتحاد الأوربي ومن الولايات المتحدة الأمريكية التي تراقب الوضع عن كثب.
وتنظر دول المنطقة الواقعة على ضفتي البحر الأبيض المتوسط بعين من الريبة من انتقال حركات الانفصال إلى دولها ،بحكم قرب كتالونيا لدول شمال إفريقيا.
ويقف المسؤولون في دول المغرب العربي وفي مقدمتها الجزائر المغرب وتونس متخوفين من انتشار عدوى انفصال الأقاليم عن الدولة الأم.
فمنذ سنوات حاربت الجزائر بشدة المنادين بفكرة تشكيل دولة للتوارق المنتشرين بين ليبيا ومالي والجزائر وموريتانيا والنيجر، كما حاربت الانفصالي المعروف فرحات مهني الذي لم يلق إجماعا من سكان منطقة القبائل الذين يصرون على هويتهم الجزائرية .
وكادت المطالب الاجتماعية في إقليم الريف بالمغرب أن تلقى تأويلات مشابهة من قوى خارجية ،لو لا أن المتظاهرين الغاضبين قد أعلنوا مطالبهم التي لا تخرج عن المطالب الاجتماعية.
الشرطة الإسبانية تقمع الاستفتاء
وتعاملت الشرطة الاسبانية بعنف كبير لتوقيف عملية الاستفتاء الذي اعتبرته غير شرعي واستعملت العصي والرصاص المطاطي
وقال مسؤولون في كاتالونيا إن 337 شخصا على الأقل قد أصيبوا في اشتباكات بينما تحاول الشرطة منع التصويت في الاستفتاء على انفصال الإقليم عن إسبانيا
وتعهدت الحكومة الاسبانية بوقف الاستفتاء الذي اصدرت المحكمة الدستورية حكما بعدم قانونيته
وفي برشلونة، عاصمة الإقليم، استخدمت الشرطة الهراوات وأطلقت الرصاص المطاطي على مظاهرات مؤيدة للاستفتاء.
وأعلنت وزارة الداخلية الإسبانية أن 11 عنصرا من قوات الأمن قد أصيبوا أمس في إقليم كتالونيا خلال عمليات هدفت إلى الحيلولة دون إجراء الاستفتاء المحظور على استقلال المنطقة .
وكتبت الوزارة في تغريدة “أصيب حتى الساعة 9 عناصر في الشرطة وعنصران في الحرس المدني خلال تنفيذهم أوامر” القضاء، مضيفة أن عناصر أمنيين تعرضوا للرشق بالحجارة ..
فيما أفادت أجهزة الطوارئ في إقليم كتالونيا، أمس أنها عالجت 38 شخصا أصيبوا في عمليات تدخل للشرطة لمنع إجراء الاستفتاء حول استقلال هذه المنطقة
وقالت الأجهزة في تغريدتين “من أصل مجموع الجرحى 35 أصيبوا بجروح طفيفة وثلاثة بجروح أكثر خطورة، توجب نقل تسعة منهم إلى مركز طبي”.
وطلب ممثل الحكومة الإسبانية في كتالونيا من السلطات الانفصالية في المنطقة وضع حد لما وصفته مهزلة الاستفتاء على الاستقلال..
وقال ممثل الحكومة انريك ميلو في مؤتمر صحافي، إن “رئيس كتالونيا كارليس بيغديمونت وفريقه هم وحدهم مسؤولون عن كل ما حصل اليوم وكل ما يمكن أن يحصل إذا لم يوقفوا هذه المهزلة .
وشهدت كتالونيا، امس اشتباكات مع الشرطة الإسبانية في عدد من مراكز الاقتراع على استفتاء الانفصال.
وطوقت شرطة مكافحة الشغب، مركز اقتراع في بلدة جيرونا الكتالونية، الذي يفترض أن يصوت فيه رئيس المنطقة الانفصالية في الاستفتاء على الاستقلال الذي حظرته مدريد.
وقال مراسل لوكالة فرانس برس إن مشاجرات وقعت لدى وصول الشرطة.
في حين قالت وزارة الداخلية إنها نشرت رجالها في أنحاء كتالونيا .
وأفيد نقلاً عن شهود عيان أن الشرطة ضربت متظاهرين في برشلونة، وقد سجل جرح عدد من الأشخاص .
وأكدت وزارة الداخلية أن الشرطة الإسبانية بدأت في التحفظ على صناديق الاقتراع وأوراق التصويت في عدد من مراكز الاقتراع، فيما بدأ بعض الناخبين في الإدلاء بأصواتهم.
وتحدى الآلاف من الكتالونيين السلطات الإسبانية، محاولين التصويت في استفتاء محظور على الاستقلال وهوما يثير المخاوف من اندلاع اضطرابات في المنطقة الغنية الواقعة بشمال شرقي إسبانيا.
وفي برشلونة وجيرونا معقل الرئيس الانفصالي كارليس بينغديمونت وفيغيراس، يقوم الكتالونيون بحماية مراكز التصويت والدفاع عن حقهم في التصويت .
وأدى الاستفتاء الذي أعلنت مدريد عدم شرعيته إلى سقوط البلاد في واحدة من أسوأ أزماتها الدستورية منذ عشرات السنين، وأثار المخاوف من اندلاع أعمال عنف في الشوارع وسط اختبار للإرادة بين مدريد و برشلونة.
رفيقة معريش