الجمعة , مايو 3 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الاقتصاد / سوق السكوار تعرف انتعاشا كبيرا:
الجزائريون يسارعون لشراء الأورو والذهب قبل انهيار الدينار

سوق السكوار تعرف انتعاشا كبيرا:
الجزائريون يسارعون لشراء الأورو والذهب قبل انهيار الدينار

سوق “السكوار” هو المستفيد الوحيد من هبوط سعر الدينار، بفعل انتعاش حركة البيع والشراء ـبسبب مخاوف الجزائريين من استمرار هبوط سعر الدينار.
انتعشت التحويلات في سوق “السكوار” وهي السوق الموازية لبيع العملة الصعبة بالعاصمة، وتزايد إقبال الجزائريين على شراء الاورو بسبب تعاظم المخاوف من فقدان الدينار لمزيد من قيمته، خاصة بعد موافقة البرلمان على اعتماد سياسة التمويل غير التقليدي للخزينة العمومية من خلال الاقتراض من البنك المركزي، ما يعني طبع المزيد من العملة، وهو ما سيجعل الدينار يشهد تراجعا كبيرا.
ويردد كثير من الجزائريين أحاديث وروايات عن تكرار سيناريو اليونان أو فنزويلا، بينما يستشهد آخرون بتجربة أردوغان في تركيا التي لجأ فيها النظام الحاكم الى تغيير العملة للخروج من أزمة مشابهة للجزائر كانت تعيشها تركيا خلال سنوات مضت.
وبدا جليا أن الجزائريين لا يثقون في تأرجح الدينار لذلك يحولون أموالهم إلى العملة الأجنبية والذهب ليضمنوا قيمة أموالهم.
وبلغ سعر الأورو في السوق الموازية، في نهاية الأسبوع، 230 دينارا في وقت لم يتعد 133 ديناراً في السوق الرسمية للعملة .
و قفز سعر الدولار الأميركي إلى 170 ديناراً للدولار في السوق السوداء في أقل من أسبوع ووصل سعره في التعاملات البنكية 113 ديناراً .
ويسابق كثير من الجزائريين الزمن لتبديل أكبر كم ممكن من العملة في السوق السوداء قبل انهيار اسعار الدينار ،وحتى على الانترنت يفاوض الزبائن الباعة لتحصيل اكبر مبلغ ممكن من الاورو إذا لا تقل عملية المبادلات عن ألف يورو، ونقل شهود عيان من بورصة السكوار أن مقاولا قصد السوق للتفاوض عن مبلغ 40 ألف أورو كان يريد مبادلته بالعملة الوطنية.
واتهم أحمد أويحيى، مروجي الإشاعات في سوق الصرف غير الرسمية، في رده على أسئلة نواب مجلس الأمة ، مؤكدا أن الإشاعات هي سبب ما وقع من ارتفاع للعملة في سوق السكوار وتوعد أصحاب الإشاعات بأن من يشتري اليورو والدولار اليوم سيأتي لاحقاً ليعيد تحويله إلى الدينار”.
الحدايد للشدايد
عاد الجزائريون بمناسبة الأزمة لتذكر مقولة “الحدايد للشدايد” التي تعني الاستعانة بعائدات الذهب والمعادن النفيسة لقضاء الحاجة ، وذلك بعد أن ارتفعت أسعار الذهب في السوق الموازية وأنتعشت الطلبات على هدا المعدن الاصفر الذي يريد الكثيرون الاحتفاظ به عوضا عن العملة الوطنية المتهالكة.
وأدى هذا الإقبال إلى ارتفاع سعر الغرام الواحد من الذهب ليصل إلى 8 آلاف دينار للذهب المحلي من فئة 24 قيراطاً، بعدما تراوح بين 5 آلاف دينار و6 آلاف دينار في وقت سابق من العام الجاري، كما ارتفعت أسعار الذهب المستعمل بحوالي ألف دينار للغرام الواحد .

الفقر من أمامكم والعشرية السوداء من خلفكم
لم ينتظر جزائريون كثر إطلاق أحمد أويحي لصفارات الإنذار و تحذيرات البنك الدولي التي أنذرت بتفاقم دائرة الفقر في البلاد وتدني مستوى معيشة السكان.
حتى اندفع المئات من الشباب الغاضب إلى ركوب قوارب الموت باتجاه دول الاتحاد الاوربي هربا من سنوات الفقر التي تنتظر الجزائريين.وسجلت نشرات وزارة الدفاع اليومية تضاعف أعداد الشباب الراغب في الهجرة بحرا، ودقت وسائل الاعلام ناقوس الخطر من الظاهرة وسط صمت السلطات.
ومن أجل التخفيف من حدة الاحتقان الواقع راحت قنوات اعلامية حكومية وخاصة تذكر الجزائريين بسنوات الحرب على الارهاب التي عرفتها الجزائر،وفهمت شرائح واسعة من الشعب أنها رسالة واضحة من السلطة للرضوخ للظروف الاقتصادية الصعبة ، بدلا من سنوات الجمر التي عايش فيها الشعب الأمرين، و كأن في الأمر موازنة بين الفقر و الارهاب.
وكانت التقارير الدولية قد حذرت من انحدار شريحة واسعة من الشعب تحت عتبة الفقر، إلى نحو 20 في المئة أي ما يعادل 8 ملايين من مجموع 40 مليون ساكن .
وزاد تدني الإيرادات من حدة الضغط الاجتماعي والاستياء والغضب على الجبهة الاجتماعية، إضافة إلى تواجد فوارق جهوية بين مختلف المناطق الكبرى في مجال مستويات العيش ونسبة الفقر، فهي تعادل الضعفين في المناطق الجنوبية، وثلاثة أضعاف في الهضاب العليا، كما اتسعت الهوة بين الفئات الفقيرة والغنية ، حيث عرفت هذه الفوارق اتساعا في مجال توزيع الثروة والدخل، وتأثرت شريحة كبيرة من الطبقة المتوسطة أيضا.
رفيقة معريش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super