جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
أصدرت دار ميم للنشر، رواية جديدة لعبد الكريم ينينة موسومة “هاوية المرأة المتوحشة- رائحة الأمّ”.
ووفق ماجا في الصفحة الرسمية لذات الدار، فإن الرواية إدانة لثقافة العنف الذي مر بالبلد، من زاوية مغايرة بعيدة عن الاصطفاف الأيديولوجي أو توليد خطاب مضاد هو الآخر لا يقل عنفا، وتحاول تسليط الضوء على تيه ثلاثين سنة لعينات من جيل تعرض لأقسى الظروف النفسية والاجتماعية بعد جيل الاستعمار، جيل كان حالما وواعدا، وتواقا إلى عالم أفضل وجميل، منطلقا من خلفية نقية ويتكئ على إرث حضاري صرف موغل في الرسوخ، فأجهضه التحول السياسي المفاجئ في البلد، والتدرب العشوائي على الصراع الأيديولوجي العقيم، وحين استتب الأمر اكتشف الجميع أن الإنسان الذي كان سيشكل دعامة هذا البلد لم يعد موجودا، أو بالأحرى لم يعد كما كان، لقد تم تعويضه بجيل آخر متوافق تماما مع تصورات القوى العالمية لقدرنا ومصيرنا.
وتدور الرواية، عن اغتيال (زيكو) صديق مرزاق أمام عينيه، ومن ثمة اغتيل ثلاثة آخرون من أصدقائه (مونيا، ساعد، رابح) وكلهم أعضاء في النادي الأدبي بالمركز الثقافي البلدي الذي كان يرأسه. يدخل (مرزاق) على إثر ذلك مصحة الأمراض النفسية، وبعد عام من الاستشفاء يخرج لينخرط من جديد في الحياة العادية، غير أنه يتلقى تحذيرا من شقيق صديقه المغتال (زيكو) طالبا منه الابتعاد عن الحي لأنه مبرمج للتصفية من طرف الجماعة التي قتلت أخاه عن طريق الخطأ. فيهاجر إلى بريطانيا التي صارت ملجأ الجيل الجديد بدل فرنسا الوجهة التقليدية، بعدها يلتحق به صديقه (عليلو السانديكا) الناشط النقابي بعد نجاته من محاولة اغتيال.
وفي بريطانيا يلتقي الصديقان بصديق آخر (حسن الحلواجي) صديق طفولتهما، وزميل الكتابة الذي كان يتردد بين الحين والآخر على النادي الأدبي. ويتعرف الثلاثة في لندن بشخص آخر (دحمان) لا يربطه معهم أي ماض مشترك، سوى أنه يسكن الحي المقابل لحي (مرزاق) و(عليلو) ويشاركهم هاوية المرأة المتوحشة، مطلوب من العدالة ومن الجماعات المسلحة على السواء، فهو إرهابي وضحية للإرهاب في الوقت نفسه.
وتحمل الشخصيات معها إلى لندن أسرارها وقصصها الخاصة المحملة بالخوف واليأس وبالفرح والأمل، وجروحا عميقة وتمزقا في الوجدان، وحنينا إلى ماض لن يعود، فتجري الأحداث في الضفتين غارقة في النوستالجيا، وفي تشتت روحي وقلق أشبه ما يكون بالانفصام. فيسرد الأربعة قصصهم بالتفصيل، فتبدو مترابطة بدرجات متفاوتة.
ص ك