جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
اصدر الكاتب والدكتور لخضر بوخال كتابا بعنوان: “من أجلِ تَأريخٍ جَديدٍ للشّعرِ العربيِّ… تلقِّيات المُنجزين الشّعريّ والنقديّ لابي تمّام بين القرنين الثّالث والسّابع“ وهو كتاب من نوع نقد النّقد، وصادر عن دار ومضة للنشر والتوزيع والترجمة.
وحسب الكاتب، كاد النصّ الشعريّ في تراثنا القديم أن يبقى “رهين المحبسَين” (الجودة والرداءة)، حينما سعى المتلقّون العالمون في إصرارٍ منهم ربما يحدوه شيءٌ من اللّاشعور بمجانبة عملهم لخصوصية الشعر وكونه فنًّا إنسانيًّا تحكمه الجمالية لا المعياريّة، ويصلُح في معالجته الرّأي القابل للنقاش لا الحكم المطلق الذي لا استئناف له، إلى الإجابة عن أسئلةٍ لعلّ صيغَها في الأساس كان ينقصها شيءٌ من التعديل للتعامل الأمثل مع النصّ.
وعن هذا الصنف من المتلقّين دار الحديث والبحث عمومًا، في الفصول الثلاثة التي ارتأينا تقسيم المادة النقديّة وفقها في الباب الأوّل، والذي عمًدنا من خلاله إلى الكشف عن المعايير النقديّة للشعر العربيّ بدءًا من القرن الثالث وانتهاءً عند السابع للهجرة.
أما الباب التطبيقيّ فسعينا في فصليه إلى كتابة تأريخ جديد للشعر العربي، من خلال الاعتناء بتلقّي النتاج الأدبيّ لأحد الشعراء الذين انتحوا منحى التخييب، ورشح من تجربته تلك أنّه حاول التأسيس لقواعد جديدة في العملية التواصليّة الشعريّة بين أقطابها الثلاثة (الشاعر، النصّ، المتلقّي)، تختلف عن الأفق السائد وتأخذه من ميدان اعتاد عليه وألِفَه حدّ الإدمان وهو “قول ما يُفهَم”، إلى مساحة مختلفة المعالم غامضة التصوّر، يعتريها الزئبقيّة والضبابية واللّايَقين بما يورد على الأذن التي تسمع، أو تقع عليه العين التي تتلمّس الكلمات فتقرأ، إنّه ميدان المحاولات الحثيثة قصد “فهمِ ما يُقال”.
صبرينة ك