إن المكسب الكبير الذي حققته الجزائر بانتخابها عضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي، يحسب لصالح الجزائر الجديدة التي أثبتت للعالم أن هذا البلد قادر على فرض نفسه في عالم مضطرب ومتغير، بل أصبح طرفا مهما في معادلة اتخاذ القرار الدولي، فكان كل هذا نتيجة صدق الدولة ومصداقية الرئيس عبد المجيد تبون.
أن تعيد الجزائر إلى المشهد الدولي بوصفها دولة شريكة وصاحبة قرار، لما يحمله العالم اليوم من اضطرابات وتكتلات وتهديدات، وفي نفس الوقت تبقى صامدا ومتمسكا بمبادئك وقيمك وقناعاتك لم تكن مهمة سهلة وإنما تطلبت حكمة وهدوءا وقراءة صحيحة لواقع العلاقات الدولية المتقلبة ساعة بساعة واستشرافا دقيقا للمستقبل، بما يحمي مصالح الجزائر ولا يضر بسمعتها، فاجتمعت هذه الصفات في شخص السيد عبد المجيد تبون، رئس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني.
اتفاق 184 دولة من أصل 193 بنسبة تجاوزت 95 في المائة، عن قناعة، على التصويت لصالح الجزائر وافتكاكها العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن التابع لهيئة الأمم المتحدة، ارتكز على صدق الدولة تجاه شركائها واحترام التزاماتها وتنفيذها، لاسيما في مجال إحلال السلم والأمن الدوليين، ومصداقية الرئيس عبد المجيد تبون الذي حمل الدبلوماسية الجزائرية إلى أعلى المراتب بمواقفه التي لا تقبل القسمة على اثنين وحرصه الشديد على الوفاء بتعهداته ووعوده، خاصة في مسائل التحرر والحرية والعدالة والاستقرار.
يشهد العالم اليوم، وشركاء الجزائر تحديدا, لبلادنا أنها دولة لم تتخل يوما عن الوفاء بالتزاماتها، ولم تتنازل عن مبادئها التي لا تقبل المساومة أصلا، فقد رسم رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الذي يجسد الدولة داخل البلاد وخارجها ويقرر السياسة الخارجية للأمة ويوجهها، منذ توليه شؤون الدولة، ورقة طريق واضحة المعالم في تعامل الدولة مع شركائها الدوليين وكذا التطورات الحاصلة، مقيدا برسالة أول نوفمبر ونص الدستور الذي يفرض على الجزائر توجيه سياستها الخارجية نحو تعزيز حضورها ونفوذها في محافل الأمم عبر عمليات الشراكة القائمة على المصالح المتبادلة التي تكون منسجمة كل الانسجام مع خياراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الوطنية وفي ظل احترام أهداف ومبادئ منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية.
إن صدق الدولة ومصداقية الرئيس عبد المجيد تبون التي أهلت الجزائر لافتكاك عضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي، لها شواهد كثيرة ومتعددة، لعل أبرزها التزام الجزائر بالدفاع عن القارة الإفريقية ومصالح شعوبها وإعلاء صوتها وتعزيز مشاريع التنمية فيها والذود عن حقوق الشعب الفلسطيني ورفع راية قضيته، باعتبارها أم القضايا، فكانت تلك المصالحة الاستثنائية والتاريخية بين الفصائل الفلسطينية بإشراف مباشر من الرئيس تبون في الجزائر يوم 13 أكتوبر 2022، ونفس الشيء بالنسبة للصحراء الغربية التي لا تدخر الجزائر جهدا، بصفتها مراقبا، في مساعدة الشعب الصحراوي للحصول على استفتاء تقرير مصيره واسترجاع استقلاله.
وأج