السبت , نوفمبر 23 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / الجزائر تتحرك لبلورة حل سياسي يجنب المنطقة التصعيد:
عطاف يزور 3 دول من “إكواس” للتباحث حول النيجر

الجزائر تتحرك لبلورة حل سياسي يجنب المنطقة التصعيد:
عطاف يزور 3 دول من “إكواس” للتباحث حول النيجر

شرع وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، أمس الأربعاء، في زيارات عمل إلى كل من نيجيريا والبنين وغانا بتكليف من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون.
وأوضح بيان وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أن “الزيارة تدخل في إطار إجراء مشاورات مع نظرائه في هذه البلدان التي تنتمي إلى المجموعة الإقتصادية لدول غرب إفريقيا”.
وأضاف المصدر ذاته، “ستتمحور هذه المشاورات حول الأزمة في النيجر وسبل التكفل بها عبر الإسهام في بلورة حل سياسي يجنب هذا البلد والمنطقة بأسرها تداعيات التصعيد المحتمل للأوضاع”.
وتعتبر هذه الزيارة التي يقوم بها عطاف أول تحرك عملي تتخذه الجزائر تجاه الأزمة في النيجر، إذ اكتفت بالتعبير عن مواقف مندّدة بالانقلاب، كما تدخل هذه الزيارة ضمن تحركات كثيفة تجريها الجزائر، وهي التي عبّرت عن موقفها من تحرك الجيش بالنيجر للإطاحة بالرئيس المنتخب، محمد بازوم، وكان موقف الجزائر ثابتا من مسألة الانقلابات، وهو رفض الوصول إلى السلطة عبر القوة، إضافة إلى رفض التدخلات العسكرية الأجنبية.
وناقشت الجزائر الأزمة الخطيرة والمفاجئة في النيجر مع عدة فاعلين على المستويين الإقليمي والدولي، وفي هذا الصدد شدد عطاف في اتصاله مع جوزيب بوريل الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة والأمنية على ضرورة توحيد الضغوط السياسية والدبلوماسية لضمان العودة إلى النظام الدستوري عبر عودة بازوم إلى منصبه كرئيس شرعي للبلاد.
وجددت الجزائر، على لسان عطاف، قناعتها بضرورة إعطاء الأولوية للمسار السياسي والدبلوماسي، بالنظر لما يحمله خيار اللجوء إلى القوة من تداعيات لن تزيد الأوضاع إلا تأزما وتدهورا محليا وإقليميا.
وقبل ذلك، أبلغ الوزير عطاف مبعوث رئيس نيجيريا التي تترأس المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، رفض الجزائر لخيار القوة في التعامل مع أزمة النيجر نظرا لخطورته على المنطقة بأكملها.
وقد جدّد الوزير أحمد عطاف التعبير عن موقف الجزائر الرافض للانقلاب العسكري على الرئيس الشرعي في هذا البلد الشقيق والجار، والداعي إلى عودته إلى منصبه الدستوري بصفته رئيس جمهورية النيجر.
وتعكس هذه الاتصالات التي تجريها قوى إقليمية، مع الجزائر لبحث الأزمة في النيجر، محورية الدور الجزائري في المنطقة، وعدم المضي نحو أي خطوة أو تسوية دون مراجعتها والعودة إليها، خاصة وأن أي عمل خارجي في النيجر من شأنه أن يثير اضطرابات كبيرة ستكون لها انعكاسات سلبية على الأمن القومي للجزائر.
من جانبه، أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في آخر تصريح له، خلال لقائه الدوري بوسائل الإعلام المحلية، أزمة النيجر تُمثّل “تهديدا مباشرا للجزائر”، رافضا رفضا تاما وقطعياً التدخل العسكري في نيامي.
وشدّد الرئيس تبون على أنّ أزمة النيجر “تُحل بالمنطق و ليس بالقوة”، مشيراً إلى استعداد بلاده للتدخل من أجل لمّ الشمل في البلد الجار الأفريقي و إطلاق الحوار.
وسبق أن رفضت الجزائر طلبا فرنسي لفتح مجالها الجوي أمام عملية عسكرية في نيامي، بحسب ما أفادت به الإذاعة الجزائرية الرسمية.
ونقلت الإذاعة الجزائرية عن مصادر موثوقة، أن السلطات الجزائرية رفضت طلباً فرنسياً بالسماح بعبور طائرات عسكرية فرنسية إلى النيجر، انسجاماً مع الموقف الجزائري الرافض بشكل صارم لأي تدخل عسكري في النيجر كخيار لإجبار الانقلابيين عن التخلي عن السلطة وعودة الرئيس محمد بازوم إلى منصبه.
وأكد المصدر نفسه أن “التدخل العسكري بات وشيكا والترتيبات العسكرية جاهزة، والجزائر التي كانت دائما ضد استعمال القوة، لم تستجب للطلب الفرنسي بعبور الأجواء الجوية الجزائرية من أجل الهجوم على النيجر، وجوابها كان صارما وواضحا وهو ما يوضح مساعي الجزائر لإيجاد الحلول السلمية بعيد عن أي تدخل عسكري.

الجزائر باستطاعتها القيام بدور الوساطة لإيجاد مخرج للأزمة في النيجر
من جهتهم، يرجع مراقبون التحرك الدبلوماسي السريع للجزائر عبر زيارة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، لدول من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا إلى التكفل بحل الأزمة في أقرب الوقت وذلك عبر الإسهام في بلورة حل سياسي من أجل تجنب المنطقة بأسرها تداعيات التصعيد المحتمل للأوضاع.
وفي هذا السياق، أكد المحلل السياسي، بشير شايب، أن زيارة عطاف لبعض دول “أكواس” يؤكد أن “الجزائر بإمكانها القيام بدور الوساطة في حل الأزمة بفضل مقاربتها السلمية التي تلقى قبولا واسعا لدى النيجريين”، مبرزا دور الجزائر داخل الاتحاد الإفريقي وقوتها وتأثيرها.
وأوضح شايب في اتصال جمعه بـ”الجزائر” أن “تخوفات الجزائر من أن يتحول التهديد بالتدخل العسكري إلى حرب أهلية داخلية أو إقليمية تنسف استقرار النيجر وإقليم الساحل، وبالتالي ستسعى جاهدة على إيجاد حلول ترضي جميع الأطراف”، مشيرا إلى أنها “تتواصل مع شركائها بالقارة لإعطاء فرصة للحلول الدبلوماسية والسياسية”.
من جهته، أدرج الأستاذ المختص في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، توفيق بوقعدة، هذه الزيارة “في إطار مساعي الجزائر لإيجاد حلول لفرملة الحرب التي قد تندلع في النيجر، ولذلك فالجزائر تسعى إلى طرح خيارات بغية تجنب الأسوأ”.
وأوضح بوقعدة لـ”الجزائر” أن “رؤية الدبلوماسية الجزائرية عقلانية بخصوص إيجاد حلول لمعضلة النيجر”
وفي الموضوع ذاته، أكد المحلل المختص في الشؤون الأمنية، عمار سيغة، أن “زيارة عطاف إلى بعض دول “إيكواس” تأتي عقب سلسلة من المشاورات قامت بها الجزائر مع عدة فاعلين على المستويين الإقليمي والدولي، على رأسها واشنطن التي تبحث عن إيجاد حلّ في أقرب الآجال”.
وأوضح سيغة في حديثه مع “الجزائر” أن “استباقية الحل الدبلوماسي من الآليات التي عكفت الجزائر على تفعيلها في العديد من الأزمات مثلما فعلت مع مالي”.
وأوضح المتحدث ذاته، أن “تحرك الدبلوماسية الجزائرية في النيجر له دواعيه وأسبابه المقنعة سواء اقتصادية أو سياسية، وهي قادرة على أن تضع المنطقة كلها في بيئة آمنة”، مؤكدا أن “زيارة عطاف إلى الدول الثلاث ستفضي إلى نتائج واقعية”.
فلة. س

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super