جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
طالبت جبهة البوليساريو الاتحاد الأوروبي أن يكون جزءا من الحل في الصحراء الغربية، عن طريق وقف استثماراته التي اصبحت تقوي شوكة الاحتلال المغربي.
وحسبما أورده موقع الجريدة الإلكترونية “Middleeasteye.net”، تحت عنوان “الساسة الصحراويون يسعون للفت الانتباه إلى واقع الاحتلال”، فقد تم التركيز على خلاصات المدعي العام لمحكمة العدل الأوروبية الذي قال بعدم شرعية اتفاق الصيد البحري المبرم بين الاتحاد الأوروبي والمغرب لأنه يشمل المياه الإقليمية للصحراء الغربية ، وأوردت على لسان المدعى العام ميلكيور واثليت قوله “بإبرامه لاتفاق الصيد البحري مع المغرب، ينتهك الاتحاد الأوروبي واجباته تجاه احترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، وكذا واجباته في عدم الاعتراف بالوضع غير القانوني الناجم عن انتهاك ذلك الحق، كما أن الاتحاد الأوروبي لم يضع الضمانات اللازمة للتأكد من استفادة سكان ذلك الإقليم من استغلال مواردهم الطبيعية”.
43 سنة من الاحتلال تكفي..
وأشارت الجريدة إلى انتقاد عضو الأمانة الوطنية الوزير المكلف بأوروبا محمد سيداتي للدور الذي يقوم به الاتحاد الأوروبي ، ليس فقط بتورطه في إطالة أمد الاحتلال المغربي للصحراء الغربية ، وإنما بتقويته ماليا ، مبرزا “تعد خلاصات المدعي العام الأوروبي نصرا للشعب الصحراوي ولحقه في تقرير المصير” ومؤكدا أن “على أوروبا أن لا تدعم قوة الاحتلال المغربي وعليها أن تكون جزءا من الحل في الصحراء الغربية وليس العكس”.
وأضاف محمد سيداتي أن جبهة البوليساريو لا تعارض مصالح الأوروبيين في الصحراء الغربية “إن الصحراء الغربية بحاجة إلى استثمارات كبرى وعمليات إعادة إعمار ، لأجل ذلك فإننا جد منفتحين على النقاش” موجها رسالة إلى الأوروبيين: ” 43 سنة من الاحتلال تكفي ، أوقفوا استثماراتكم لأنها تقوي شوكة الاحتلال”.
وذكرت الجريدة أن الصحراء الغربية تعرضت للاحتلال المغربي، غداة انسحاب إسبانيا من الإقليم عام 1975 ، وهناك اهتمام إعلامي ضئيل بالنزاع هناك على عكس التغطية الصحفية التي تحظي بها حالات احتلال قائمة في العالم ، كما هو الوضع بالنسبة لفلسطين أو القرم ، موردة تصريحا لمحامي جبهة البوليساريو أمام المحاكم الأوروبية مانويل ديفير “أريد التأكيد على أن الصحراء الغربية ليست منطقة متنازع عليها ، بل هي إقليم له حدود مع المملكة المغربية، وهو إقليم خاضع لسلطة احتلال غير شرعي” مشيرا إلى أن “استعمال المفردات اللغوية له أهمية بالغة، وعلى الجميع أن يعي بواقع الاحتلال هناك”.
عبد العالي رزاقي:
الاتحاد الأوروبي مفتاح حل صراع الصحراء الغربية
أكد المحلل السياسي عبد العالي رزاقي في اتصال هاتفي مع “الجزائر” أنه مما لا شك فيه أن قرارات الإتحاد الأوروبي لها وزنها وتأثيرها على الصراع الصحراوي المغربي بحيث قد تساعد على حل الصراع أو قد تزيده تعقيدا.
ومن خلال الدخول في تعاملات مشبوهة مع المغرب – يضيف-، فإن الإتحاد الأوروبي يضر بالسلام ويخون مبادئه التي تأسس عليها.
وقال إنه ولسنوات عديدة أدى احتماء المغرب من عواقب انتهاك القانون الدولي إلى إفشال كل المحاولات للتوصل إلى حل عادل وسلمي للصراع، مما أطال عمره وأجبر العديد من الوسطاء على الإستقالة سخطا بسبب الذين وجدوا أنفسهم حبيسي مطرقة التعنت المغربي وسندان الموقف الخاطيء لنفس الدول الأوروبية.
واضاف في هذا الصدد، انه كان يتوجب على الاتحاد الاوروبي قبل أي إستغلال للموارد الطبيعية الصحراوية أن تأخذ المباديء الأساسية أهمية قصوى من قبيل موافقة الشعب الصحراوي وإستفادة السكان الصحراويين والمخاوف البيئية وكذا إحترام حقوق الإنسان، ولم يحدث أبدا أن أحترمت أيا من هذه الشروط التي لا غنى عنها.
واوضح ذات المحلل السياسي ان صمت الامم المتحدة عن هذه الخروقات جعلت المغرب يسابق الزمن من خلال محاولة إغراء الشركات الأجنبية بتقديم عقود مربحة للمشاركة في نهب ثروات الصحراويين وطرد المراقبين الدوليين بشكل مهين من الإقليم بما في ذلك أعضاء البرلمان الأوروبي.
واردف بالقول ” يساهم الإتحاد الأوروبي عن قصد أو عن غير قصد في تفاقم الأوضاع الخطيرة سلفا المحيطة بالقضية الصحراوية، الا انه ولحسن الحظ أن الصورة ليست بأكملها قاتمة فقد بدأت أصوات من الإتحاد الاوروبي ترتفع للتعبير عن القلق وإضفاء الأخلاق والفضيلة في تعاملهم مع صراع الصحراء الغربية، وكبصيص أمل أوقف المستثمرون إستثماراتهم أو سحبوا رؤوس أموالهم من الشركات التي تورطت بشكل غير قانوني في سرقة ونهب الموارد الطبيعية الصحراوية”.
وكل يوم –يضيف- تصبح المزيد من دول الإتحاد الأوروبي والبرلمانات الوطنية والمنظمات غير الحكومية ومنظمات حقوق الإنسان أكثر إسماعا لصوتها وأكثر إلتزاما بإتجاه تصحيح موقف الإتحاد الأوروبي تجاه هذا الصراع الذي طال أمده.
نسرين محفوف