الأحد , مايو 5 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الاقتصاد / شملت جانب الاقتصاد والسياسة والسياحة:
انتقادات أجنبية لمناخ الأعمال بالجزائر

شملت جانب الاقتصاد والسياسة والسياحة:
انتقادات أجنبية لمناخ الأعمال بالجزائر

تعرض سفراء أجانب للوضع الاقتصادي والسياسي في الجزائر بالكثير من النقد المباشر من دون أن يتم الرد عليهم من طرف المسؤوليين الحكوميين المعنيين بهذه التصريحات، انتقادات يراها البعض أنها واقعية فيما تعلق بواقع الاستثمار الأجنبي والانفتاح الاقتصادي ما جعل الحكومة تلتزم الصمت ولا تكلف نفسها عناء الرد.
ومع أن الدبلوماسي محكوم بواجب التحفظ عند مباشرته لعمله في البلد المضيف إلا أن هذا الأمر لم يلتزم به بعض السفراء الأجانب من خلال تحركاتهم وتصريحاتهم الأخيرة، وذهب البعض إلى انتقاد المناخ السياسي في الجزائر، ومعروف أن السلطات الجزائرية ترفض بالمطلق الانتقادات والتقارير التي عادت ما توجهها إليها وزارات خارجية الدول الغربية بصفة عامة والمنظمات الدولية غير الحكومية فيما تعلق بالانغلاق السياسي وسير الحياة السياسية وواقع حقوق الإنسان في البلاد وكذلك الهيئات المالية الدولية التي عادت ما توجه للجزائر انتقادات في طريقة التعامل المالي وشفافية التسيير.
وفي أسبوع واحد أطلقت ثلاثة تصريحات تجاه الجزائر من طرف مسؤوليين وسفراء دول غربية، تدور في مجملها حول “مرض” مناخ الاستثمار بالجزائر بالنظر إلى القيود المتعددة المفروضة والانغلاق السياسي الذي تعيشه البلاد في وقت تعمل الحكومة على تسويق صورة الوضع الأمني والاقتصادي المتحسن لدى الخارج في ظل اتجاهها نحو سياسة أكثر انفتاح لجذب المستثمرين في اتجاه الأسواق الجزائرية في ظل تهاوي أسعار المحروقات التي تعتمد عليها الدولة في جلب العملة الصعبة.
ووجه نائب الوزير الأول وزير الشؤون الخارجية البلجيكي، ديديي ريندرس، الذي التقى الرئيس بوتفليقة، تصريحات تم تناقلها على نطاق واسع عبر وسائط التواصل الاجتماعي عندما قال ممثل الحكومة البلجيكية خلال نزوله ضيفا على مدينة القصبة بالعاصمة إن ” الجزائر بلد رائع يرفض الانفتاح “، ويبدو أن تصريح الوزير البلجيكي موجه لانغلاق الجزائر سياحيا على عكس الجيران وعدم إيلاءها الاهتمام بصورتها السياحية بالرغم من كل الامكانيات الهائلة التي تتمتع بها، ومهما يكن فإن تصريح مثل هذا لديه وزن دبلوماسي معتبر بالنظر إلى أن من أطلقه مسؤول كبير من عاصمة أوروبية مهمة كبروكسل التي تحتضن مقر الإتحاد الأوروبي.
من جهته، فتح السفير الياباني ماسايا فوجيوارا النار بقوة على مناخ الأعمال في الجزائر خلال ندوة دراسية عقدت بالمدرسة العليا للعلوم السياسية، قائلا أنه مناخ ” يتسم بعدم الشفافية ووجود عوائق بيروقراطية وإعادة النظر في القوانين في فترات وجيزة وعدم استقرار الإطار القانوني، وهذه العوامل أدت إلى زهد رجال الأعمال والمستثمرين اليابانيين في السوق الجزائرية “، وانتقد السفير الياباني قاعدة 51/49 في مجال الشراكة واعتبرها نقطة سلبية لا تبعث الثقة في نفس المتعاملين اليابانيين وأن القوانين الجزائرية تتعرض لتغييرات، ما يعقد مهمة الشركات اليابانية عند وضع استراتيجياتها “، وتابع السفير الياباني ” بعكس سنوات الـ90 من القرن الماضي وحتى بداية الألفية الجديدة، نشهد حاليا تراجعا في المبادلات بسبب غياب تحفيزات حقيقية “. وفي نفس الاتجاه قالت سفيرة كندا بالجزائر، في أول حوار لها منذ توليها منصب سفيرة كندا بالجزائر منذ أربعة أشهر مع صحيفة ” قصبة تريبيون ” الإلكترونية، إنه ” من الصعب فهم الجزائر سياسيا “، وقالت باتريسيا بأنها ” تبدأ الآن باكتشاف الجزائر بعد أربعة أشهر من الخدمة في الجزائر، فهم البلد وطبيعة سكانه وخاصة السياسة الجزائرية التي تبدو لها صعبة الفهم “.
ولحد الساعة لم تتفاعل الجهات الرسمية مع هذه التصريحات التي أطلقها سفراء معتمدون لدول كبرى، ووجهت انتقادت حادة لقطاعات مهمة كالصناعة والسياحة وللحكومة بصفة عامة، في المقابل كثيرا ما نشرت بعض الصحف والمجلات الغربية خاصة الفرنسية القريبة من اليمين، روبورتاجات ومقالات حول الجزائر، تصفها تارة بـ ” البلد الغامض ” وتارة أخرى بـ ” المتواجد على حافة الانهيار “، كما نشرت مجلة ” القيم الحالية ” الفرنسية مؤخرا، ملفا كاملا يقدم صورة قاتمة عن الجزائر من خلال ملف بعنوان ” القنبلة الجزائرية: عندما تنفجر الجزائر”، ويضع الملف سيناريوهات كارثية عن الوضع في الجزائر، كما يتنبأ بانتقال الفوضى من الجزائر إلى فرنسا عن طريق موجات الهجرة. نفس الأمر فعلته صحيفة ” لوبوان ” الفرنسية التي نشرت تحقيق واسع حمل مواضيع مختلفة عن الجزائر خلال السنوات الأخيرة وقالت المجلة عن الجزائر ” وبالرغم من كونها البلد الآمن والساعي للحفاظ على أمن جيرانه في المغرب العربي إلا أن هذا البلد يعاني من مستقبل سياسي مجهول ونمو اقتصادي بطيء ومجتمع على حافة الانفجار وأن معدل البطالة في الجزائر لدى فئة الشباب وصل إلى نسبة ست وعشرين في المائة حسب إحصائيات حكومية “.
ولم ترد الحكومة بصفة رسمية على هذه المواقف، إلا في عهد وزير الشؤون الخارجية السابق رمطان لعمامرة عندما علق على مقال صدر في صحيفة بلجيكية توقع أن تتحول الجزائر إلى ” سوريا ثانية في شمال إفريقيا “، وقال الوزير لعمامرة إثر ذلك ” إن الأشخاص الذين هم وراء تصريح بروكسل كانوا يحلمون بانتصار الإرهاب في حلب، وفي أماكن أخرى، أما وقد فشل الإرهاب فهم يظنون أنه يمكن أن ينجح في الجزائر”.
إسلام.ك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super