جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
أصدرت دار ومضة للنشر والتوزيع والترجمة، كتابا جديدا يدخل في جنس فلسفة العلوم، بعنوان: “تراث العرب والمسلمين في عِلم الجغرافيا“، من تأليف: د. مختار بولخماير.
وحسب ماجاء في الكتاب، فإن الكتاب يتضمن جانبين، جانب تاريخي وجانب فلسفي ويتضمنان علم الجغرافيا عند العرب والمسلمين والمستشرقين، وفلسفة البحث الجغرافي، إذ في الجانب التاريخي ندرس ونبحث الأسس والمرجعيات التي يقوم عليها البحث الجغرافي والدراسة الجغرافية إجمالاً، وفي الجانب الفلسفي نبحث وندرس، الأبعاد الفكرية والعقائدية، الاجتماعية منها والتكنولوجية، أخذا بالأبعاد الثقافية والسياسية مع مراعاة البنيات والخلفيات المعرفية والأنساق والآليات الدلالية، والتي قسمناها إلى قسمين: القسم التاريخي العلمي، والقسم الفلسفي الإيبستيمولوجي، وفرعناها إلى فصول وأبواب، حيث نعالج في الفصل الأول، تاريخ البحث الجغرافي، وفي الفصل الثاني فلسفة البحث الجغرافي من معين الدراسات التاريخية، والقراءات الفلسفية لها. وفي الفصل الثالث الدراسات والأبحاث الجارية في الفكر العربي الإسلامي، أما في الفصل الرابع فسندرس مضامين ومحتويات البحث الاستشراقي منه، وهذه الفصول تتفرع وتنقسم إلى أقسام متباينة ومتقاطعة مع الدراسات التاريخية، والدراسات الفلسفية التي نعتقد بأنها تؤسس للمحورين: المحور التاريخي العام والخاص، والمحور الفلسفي ومن منظورين متقاطعين قد يتباينان وقد يتقاطعان، وفق المراجع والمصادر التي نعتمدها في التأريخ العام والخاص، وضمن حقول عديدة، من مستوى معين، ووفق القسمين التاريخي المعرفي منه، والعلمي الفلسفي والأبستمولوجيا، تحت عنوان البحث، تاريخ علم الجغرافيا، وفلسفة الجغرافيا، سعيا منا للتأسيس والقراءة الأصيل منها والدخيل عليها.
وترتبط العلوم العربية الإسلامية محتوى ومضمونا، شكلا وأسلوبا ترتبط بعلم الجغرافيا، والجغرافيا الوصفية تحديدا، والتي تؤسس للجغرافيا الفلكية والرياضية بل وحتى العلوم الفيزيائية والتطبيقية، وتتشابك مع العلوم الطبيعية التي هي بدورها تأسيس للعلوم الاجتماعية والإنسانية، والتأريخ لهذه العلوم يستمد مادته بالضرورة من الأصول والمبادئ القديمة، بل وحتى الحضارات الأولى القديمة منها والحديثة، مرورا بالمعاصرة، وهذا ما يجبر الباحث لمعرفة الأصول والمبادئ والآليات والأنساق والحفريات ذات الأبعاد الفلسفية والفكرية والأيبستيمية منها النصوص والتعاريف في كتب التراجم والسير، والطبقات في شقيها العلمي التاريخي، والعلمي الفلسفي، ومن هنا كان إلزاما علينا أن نعرج عن الترتيب الزمكاني والتصنيف للحضارات التي قامت عليها: لأنها تعد مفتاح مرجعيات للأبعاد، والدلالات، والوظائف، والمدلولات الكبرى في دراسات ومباحث العرب والمستعربين منهم على المستويين التراثي العام، والتطور الخاص من مناظير مختلفة ومتنوعة للحضارات، والتفاعلات المتقاطعة مع منظومة المعارف والعلوم إجمالا، وتخصيصا، علوم الذات وعلوم الآخر، أي علوم ومعارف التراث الإجمالي، والتراث الخاص المتعلق بشمولية النقد والنقد الآخر سيما دراسة ونقد النصوص المدونة والمتعارف عليها في قراءة وفهم جوانب الأصالة والمعاصرة في كتب التراجم والسير والطبقات الأصيل منها والدخيل أي العربي منه القديم والغربي منه الحديث والمعاصر اعتقادا منا بأن أسباب وعوامل والظروف الملابسة لها تقوم على البحث الأركيولوجي، والبحث الفلسفي والإبستيمولوجي الحاصل في منظومة وأنساق وآليات التطور، والتقدم وازدهار وتفاعل الأبنية في حضارات العرب والغرب على حد سواء، وخصوصا حينما يتعلق الأمر بدراسة الحفريات، هوية الذات الموضوعاتية، وذاتية الهوية المتقاطعة والمتناغمة مع صيرورة العلمي المعرفي، والمعرفي التاريخي في سياق دراسات العرب المسلمين، وأبحاث الاستشراق، الدلالي العام والخاص فيه، لأننا نعتقد أن فهم ودراسة وقراءة النصوص لعلم الجغرافيا يقوم ويتأسس على خلفيات ومرجعيات عربية إسلامية منها وغربية أوروبية.
صبرينة ك