وجه وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى تعليمات صارمة للأئمة بعدم الخوض في الأمور السياسية أو اتخاذ المنابر لتوجيه رسائل خاصة بذلك أو الانحياز و ترويج لأي جهة لكون هذه الأخيرة أماكن للعبادة
و قال عيسى في تصريح على هامش ندوة إطارات القطاع :”يجب على منابر المساجد الابتعاد والامتناع وعدم الانحياز في التوجهات السياسية تحسبا للاستحقاقات المقبلة لأن دورها معروف و لا يجب أن تحيد عنه “.
وسبقت الدعوة لإبعاد المساجد عن السياسية رسالة لرئيس الجمهورية مؤخرا و التي وجهت لبعض الأحزاب لإبعاد الجامعة و المدرسة عن السياسية بعد التنافس الذي طفا للسح بين حزبي السلطة الأفالان والحركة الشعبية لتجنيد عدد أكبرمن المنظمات الطلابية في قطار العهدة الخامسة .
وفي ظل تنامي ظاهرة الاعتداء على الائمة والسطو على أماكن العبادة في الآونة الأخيرة و تعالي الأصوات المطالبة بضرورة توفير الحماية لهذه الشريحة كشف عيسى عن مشروع تعديل القانون المتعلق بالتعدي على الأئمة والأماكن الدينية المقدسة وذلك بالتنسيق بين وزارتي الشؤون الدينية ووزارة العدل مفندا في سياق ذي صلة ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي عن حادثة ضرب إمام مسجد عمر بن الخطاب ببلدية تاجنة بولاية الشلف وذكر في هذا الصدد :”الأمر يتعلق بارتفاع في الأصوات بين الطريفين مما أدى إلى سقوط بعض المصلين خلال تدافعهم على مكان النزاع.”
كما عرج على مسألة الأئمة المنتدبين للإمامة بالخارج ليؤكد أن هناك عديد الدول الأوروبية التي تطلب انتداب أئمة جزائريين إليها على غرار المجر وإيطاليا وكندا بالنظر لكفاءتهم التقارير النهائية التي وردته من مؤسسات وقنصليات وسفارات أوروبية استقبلت الأئمة الجزائريين.
وكشف عيسى أن القانون التوجيهي للقطاع الذي سيتم إعداده بمشاركة جميع الشركاء سيتضمن عدة مواد “لحماية المرجعية الدينية الوطنية” القائمة على الوسطية و التسامح والهوية الوطنية و قال :”المرجعية الدينية الوطنية سيتم تقنينها في القانون التوجيهي الذي سوف يقدم للحكومة قبل نهاية المخطط الخماسي” مؤكدا ان مشروع القانون التوجيهي سيتم إعداده بإشراك مختلف الشركاء و الفاعلين.
وذكر بأنه تم “تقديم عدة اقتراحات لإدخال مواد قانونية لحماية المرجعية الدينية ضد المد الطائفي والحركات النحلية التي بدأت تزحف إلى الجزائر” مضيفا بان ذلك سيمنح إدارته “سندا قانونيا ضد هذا المد الدخيل”مذكرا بما جاء به قانون 2006 الذي “يدافع عن الجزائريين ضد التنصير وتغيير الدين و شراء الذمة”.
وحضر موضوع الحج في كلمة المسؤول الأول عن قطاع الشؤون الدينية بالقول إن التحضيرات الجارية لتوفير حج الكرامة للجزائريين مبرزا أنه و بعد رفض السعودية لرفع حصة الحجاج الجزائريين هذه السنة فإن الجزائر يتقدم طلبا العام المقبل لرفع الحصة ابتداء من السنة المقبلة والتي من المفروض ان تصل إلى 41 الف حاج توازيا مع زيادة عدد سكان الجزائر .
و لم يفوت عيسى الفرص ليرد على ما وصفه بالمغالطات التي أوردها تقرير كتابة الدولة الأمريكية الأخير حول حرية المعتقد في الجزائر مبرزا أن الجزائر من الدول التي تضمن حرية المعتقد للأقليات الغير مسلمة سيما وأنه حق تمت دسترته في التعديل الدستوري الأخير سنة 2016 .
زينب بن عزوز
الرئيسية / الوطني / القانون التوجيهي للقطاع على طاولة الحكومة قبل نهاية السنة :
عيسى يحذر الأئمة من تسييس المساجد
عيسى يحذر الأئمة من تسييس المساجد