اختتمت أمس، أشغال منتدى الطاقة بين الجزائر والإتحاد الأوروبي، وهو اللقاء الذي يعتبره خبراء فرصة للطرفين لتعزيز الشراكة، كما اعتبروا أن هذا المنتدى سيسمح للجزائر باستشراف مستقبل العلاقات مع هذه الدول الشريكة في مجال الطاقة وتحديد الاستثمارات الواجب إطلاقها.
وفي هذا السياق يقول الخبير الاقتصادي، مراد كواشي إن هذا الاجتماع له أهمية بالغة، لاسيما في ظل الظروف جيوسياسية والاقتصادية التي يمر بها العالم، وما تعاني منه أوروبا من شح في الإمدادات بالطاقة.
وأضاف كواشي في تصريح لـ”الجزائر” أن الاجتماع في نسخته الثانية، جاء لبحث كيفية تطوير الشراكة بين الطرفين في مجال النفط والغاز، فالأوروبيون يريدون إمدادات إضافية لإنقاذ اقتصادهم على مقربة من فصل الشتاء، أما الجزائر فلديها العديد من المطالب، إذ بعد إطلاق قانون الاستثمار الجديد، تريد استثمارات أوروبية قوية على أراضيها، سواء في مجال الطاقات التقليدية، لاسيما وأنها تتوفر على احتياطات كبيرة من الغاز والنفط لكنها غير مكتشفة نسبيا، رغم الاستكشافات التي حققتها الجزائر في 2022، والتي جعلتها تحتل المرتبة الأولى عالميا من حيث الاستكشافات، إضافة لرغبتها في إقامة استثمارات في مجال الطاقات المتجددة مثل الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية، كما تبحث عن نقل التكنولوجيا في هذا المجال.
واعتبر المتحدث ذاته، أن لهذا الاجتماع أهمية من حيث تحقيق شراكة ومصالح، فإذا كان الأوروبيون يبحثون عن مصالحهم من حيث تعزيز إمدادات الطاقة من الجزائر، فالجزائر تبحث هي الأخرى عن مصالحها عن الإستثمارات الأوروبية في مختلف القطاعات، وأوروبا تنظر إلى الجزائر كـ”المصدر الأكثر موثوقية”، وإذا أرادت رفع أن ترفع الجزائر صادرتها نحوها فعليها الاستثمار في الجزائر ونقل التكنولوجيا في هذا الميدان.
من جانبه، قال الخبير الطاقوي، محمد حميدوش لـ”الجزائر” إنه “نظرا لأزمة الطاقة التي تضرب أوروبا وحاجتها الماسة لبعض المواد الأولية نتيجة الأزمة في أوكرانيا، هذا دفع بها إلى إحداث تحولات إستراتيجية فيما يخص النظام الطاقوي”.
واعتبر حميدوش أن لمنتدى الطاقة الثاني بين الجزائر والاتحاد الأوروبي أهمية بالغة لكلا الطرفين، فهو يسمح للجزائر بأن يكون لديها مفهوم حول التوجه الإستراتيجي لدول الاتحاد، ومن هنا تستشرف مستقبل العلاقات مع هذه الدول في مجال الطاقة.
ويرى الخبير الطاقوي ذاته أن مثل هكذا منتدى يسمح لصناع القرار في مجال الطاقة باستباق الأحداث وتحديد الاستثمارات التي يجب القيام بها في الوقت الحالي والمتوسط بالنظر لمتطلبات الوضع.
وأضاف حميدوش أن مثل هذه المنتديات يحضرها تقنيون وباحثون وأكاديميون في المجال، وهذا ما سيمنح لهم القدرة لتركيب السيناريو الأكثر احتمالا مستقبلا وتحديد الرهانات المستقبلية وبالتالي تكون لديهم رؤية للتوجه الواجب اتباعه.
رزيقة.خ
الرئيسية / الاقتصاد / اختتام منتدى الطاقة بين الجزائر والإتحاد الأوروبي:
فرصة لتعزيز الشراكة واستشراف مستقبل العلاقات في مجال الطاقة
فرصة لتعزيز الشراكة واستشراف مستقبل العلاقات في مجال الطاقة
اختتام منتدى الطاقة بين الجزائر والإتحاد الأوروبي:
الوسومmain_post