أدرجت قمة الإتحاد الإفريقي الـ31 المنعقدة بالعاصمة الموريتانية، نواكشوط، قضية الصحراء الغربية لأول مرة ” كبند قائم في حد ذاته ومنفصل ” عن القضايا الأخرى المتضمنة في جدول أعمال هذه القمة، ويتعلق الأمر بمنعطف هام بالنسبة لهذه المسألة حيث تم إدراجها لأول مرة ولن تتم معالجتها في إطار ” عام وشامل للنزاعات “.
تبحث القمة الإفريقية، التي تستضيفها موريتانيا لأول مرة، أمس واليوم، ويشارك فيها 22 رئيس دولة وعدد من نواب الرؤساء ورؤساء الحكومات في الدول الإفريقية، محاربة الفساد في القارة وجهود مكافحة الإرهاب والأزمات. ولأول مرة، سيقدم الاتحاد الإفريقي تقريرا بشأن رؤيته لحل النزاع في الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة البوليساريو. من دون أن يذكر طرف ثالث كما تريد المملكة المغربية التي تحاول حصر القضية كمجرد خلاف بينها وبين الجزائر، وهو ما ترفضه هذه الأخيرة جملة وتفصلا، مؤكدة أن دعمها للقضية الصحراوية يأتي انطلاقا من مواقفها الراسخة في دعم حركات التحرر في مختلف بقاع العالم.
ستناقش القمة الإفريقية كذلك الأزمة الليبية في إطار التحضير لانتخابات برلمانية ورئاسية في ليبيا قبل نهاية العام الجاري. كما ستشارك دول جوار ليبيا في اجتماع مصغر لبحث آخر التطورات بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بين الفصائل الليبية حول ما يسمى بـ ” الهلال النفطي ” للسيطرة على منابع النفط في البلاد. وكذلك تنعقد القمة الـ31 لرؤساء الدول و حكومات الاتحاد الإفريقي، في سياق متميز بإرادة وعزيمة المنظمة الإفريقية في التقدم في الإصلاحات العميقة لتسوية النزاعات عن طريق حلول سلمية.
وتتميز هذه القمة التي تعقد لأول مرة في نواكشوط، بحضور نحو أربعين رئيس دولة و حكومة للاتحاد الإفريقي، بما فيهم الوزير الأول أحمد أويحيى ممثلا لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة. وتتمثل الورشة الكبرى للاتحاد الإفريقي التي أطلقها الرئيس الحالي للاتحاد، بول كاغامي، في إنجاح الإصلاحات المباشر فيها لاسيما تعزيز الاندماج الاقتصادي في إفريقيا وتنفيذ منطقة التبادل الحر القاري.
في سياق آخر، وجه صحراويون دعوة إلى الأمم المتحدة بضرورة تحمل مسؤولياتها تجاه ملف الثروات الصحراوية والإسراع في خلق آلية أممية تمكن شعب الصحراء الغربية من سيادته الدائمة على موارده الطبيعية في أفق تمكينه من حقه غير القابل للتصرف في تقرير مصيره عبر استفتاء حر عادل ونزيه.
ووجهت هذه الدعوة من قبل أعضاء عن جمعية مراقبة الثروات وحماية البيئة بالصحراء الغربية خلال لقاءهم المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي السيد هورست كوهلر الجمعة الفارط، بمقر بعثة المينورسو بمدينة العيون المحتلة في إطار برنامج جولته في المنطقة.
وقد عبر أعضاء الجمعية للمبعوث الشخصي الأممي عن ” استيائهم البالغ من صمت المجتمع الدولي تجاه الانتهاك الصارخ للمادة 73 من ميثاق الأمم المتحدة من طرف الدولة المغربية وعدم تحمل مسؤولياته تجاه إقليم الصحراء الغربية بصفته إقليما لم تستكمل به تصفية الاستعمار “.
وتركز النقاش بين الجانبين، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الصحراوية على النهب الممنهج للثروات الطبيعية والتدمير الذي تتعرض له البيئة الصحراوية وضرورة تحمل الأمم المتحدة المسؤولية الكاملة تجاه ملف الثروات.
كما التقى المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي أعضاء عن المرصد الصحراوي للطفل والمرأة، اللقاء الذي حضره كولن ستوارت الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة المينورسو رفقة مجموعة من الإطارات الحقوقية الصحراوية بالمناطق المحتلة كان فرصة لإطلاع كوهلر على واقع حقوق الإنسان بالجزء المحتل من الصحراء الغربية وكذا الانتهاكات التي ترتكبها الدولة.
المغربية في حق المواطنين الصحراويين العزل وقمع الاحتلال للوقفات السلمية التي تعرفها المدن المحتلة حيث أعطيت شهادة حية عن الوقفة التي شهدتها مدينة العيون مساء أول أمس، تزامنا مع زيارة المبعوث الأممي. كما تطرق اللقاء إلى طبيعة عمل المرصد الصحراوي للطفل والمرأة وحول الأنشطة التي يقوم بها والفئة المستهدفة من ذلك خصوصا المرأة والطفل.
من جهة أخرى عبر أعضاء المرصد للمبعوث الأممي عن مدى الحصار والمضايقات الذي يتعرض لها أعضاء الجمعية وكون سلطات الاحتلال تستهدف أعضاءها بشكل مستمر وتستمر في منعها من العمل والترخيص.
وكان مندوبون عن الجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف الدولة المغربية اطلعوا من جانبهم في وقت سابق هورست كوهلر على الواقع الحقوقي المعاش بالصحراء الغربية في ظل تمادي السلطات المغربية في انتهاكاتها للحقوق المدنية والسياسية وكذا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وسلط أعضاء الجمعية الضوء خلال اللقاء – الذي عقد بالمقر العام للمينورسو – على الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدن العيون والسمارة المحتلتين تزامنا وزيارة هورست كوهلر إلى المنطقة وما تعرض له المتظاهرون الصحراويون من تعنيف وقمع ومنع من حقهم في التظاهر والتعبير عن آرائهم بكل حرية لقاء آخر جمع المبعوث الأممي وكان هذه المرة مع أعضاء عن المكتب التنفيذي لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان.
ووصل هورست كوهلر إلى العيون المحتلة يوم الخميس الفارط، في إطار جولته بالمنطقة، ووفق مصادر حقوقية صحراوية فإن كولر وصل إلى العيون المحتلة، وسط انتشار للجيش والشرطة بزي رسمي ومدني وأفراد الاستخبارات التابعة لشرطة الاحتلال في جميع شوارع المدينة. وقالت وكالة الأنباء الصحراوية إن قوات الاحتلال المغربي قد حاصرت المتظاهرين في الشارع العام قبل أن تتدخل ضدهم بشكل بالغ العنف مما أدى إلى سقوط العشرات من المصابين في صفوف المتظاهرين تم نقل البعض منهم إلى مستشفى المدينة المحتلة.
وقد قامت قوات الاحتلال بتكثيف تطويقها للمدن المحتلة ومحاصرتها لمنازل المواطنين الصحراويين في محاولة لمنعهم من التظاهر تزامنا وهذه الزيارة. كما ذكرت تقارير أن تشكيلات من قوات الاحتلال المغربية قامت بمحاصرة منازل العديد من الإعلاميين الصحراويين كحالة عضو شبكة نشطاء الإخبارية أمبارك فهيمي وكذلك الإعلامي الصحراوي محمد الدوبلالي وذلك بهدف منعهم من تغطية المظاهرات التي تعيشها العاصمة المحتلة العيون.
إسلام.ك
الرئيسية / الحدث / الإتحاد الإفريقي يقدم تقريرا لحل النزاع:
قمة “نواكشوط” تلح على المفاوضات لحل قضية الصحراء الغربية
قمة “نواكشوط” تلح على المفاوضات لحل قضية الصحراء الغربية
الإتحاد الإفريقي يقدم تقريرا لحل النزاع:
الوسومmain_post